|
فنون وهيك تضيع الطاسة !?.) إنها ليست بحكاية للأطفال وإنما مأساة تعكس جزءاً خفياً من واقع موجود في الإنتاج الدرامي لا يمكن إغفاله يعكس هشاشة تقاليد هذه المهنة فعندما نُفاجأ أن ممثلين يصورون في بناء يضطرون لتغيير ملابسهم في (المصعد) وأن آخرين صوروا عملاً في مكان منعزل عن الحضارة (براري) ليس فيه أدنى المتطلبات الإنسانية وأن .. وأن .. نكتشف مدى هذه الهشاشة لأن تقاليد الإنتاج الحقيقية تبدأ من أمور قد يراها بعضهم بسيطة وحلها يتطلب (تبويس شوارب) كضوابط وأحكام التصوير في الأماكن الخاصة والعامة ولكن الطامة الكبرى تكمن بأنه ليس هناك من أحكام وضوابط سوى الأخلاق والضمير كما أجمع عدد ممن التقينا بهم ليلقوا بعضاً من الضوء على الآلية التي يتم من خلالها الاتفاق على التصوير في المنازل والمؤسسات و.. وكيف تتم عملية استئجارها ومتى يكون هناك مُقابل مادي ومتى تكون مجانية ? وإلى أي مدى يحرص المشاركون في التصوير على المكان ?.. الوعود الكاذبة !.. هناك من يرى أن المسؤول عن ضبط هذه الأمور هو المخرج لأنه قائد العمل , ولكن يؤكد المخرج غزوان بريجان أن الدور الرئيسي هنا يعود للإنتاج إلا أنه تم تجيير هذه الأمور عندنا للمخرج , فنتيجة لعدم وضع قوالب لمهنة إدارة الإنتاج أصبحت الأمور كلها توضع في (رقبة) المخرج . ويرى بريجان أن (المسألة عملية جماعية كما الفن فمن المفروض أن تكون المجموعة كلها متعاونة فعندما أدخل إلى منزل لأصور فيه فإنني أمثل الوسط الفني كله وليس شخصي وعندما أسيء في مكان التصوير أو أخرب الأثاث أو .. فإني أسيء لزملائي كلهم وليس لنفسي ) , ويفضح أحد أسرار الإنتاج فهناك وعود كاذبة تُعطى أحياناً ليرضى صاحب المنزل بالتصوير , يقول : هناك وعود كاذبة تُعطى عندما يدخلون للتصوير في منزل أو فيلا ويقولون (سنعيدها أجمل مما كانت) وبالتالي إنها قضية أخلاقية وبرأي هنا يدخل دور المخرج فيقول لن نخرج من المكان إلا بعد أن نعيده كما كان وعند الانتهاء نسأل صاحب المكان إن كان هناك أي ضرر (إن حدث) وكيفية التعويض عنه . وحول سؤال (كثيراً ما نسمع شكوى من أن هناك من صور وخلّف وراءه آثاراً سلبية ?) أجاب : المسألة أولاً وأخيراً تربية وأخلاق وليس لها ضابط .. إنها قضية متكاملة فنحن بحاجة لوضع أسس وقواعد وضوابط لهذه المهنة بشكل كامل فنضع بنود وشروط وعقوبات وثناءات . التصوير دون علم السكان تحدث مدير الإنتاج عبد المعين الموحد مدير شؤون الإنتاج في المؤسسة العامة للسينما عما يحكم آلية التعامل مع المرافق العامة والخاصة , فقال (هناك عقود تُبرم بيننا وبين صاحب المكان الذي يتم التصوير فيه تضمن الحقوق لأننا قد نضطر لتغيير معالم الديكور فنتعهد بموجب العقد أن نعيد الأمور كما كانت) أما عن الحالات التي تحدث كالتصوير في مدخل بناء دون دفع أجر لذلك فيؤكد أنه لا يجوز التصوير في بناء دون علم سكانه وعلى أقل تقدير لجنة البناء التي يتم الاتفاق معها إن كان التصوير سيكون مجانياً أم مأجوراً . وحول إن كان التعامل مع المؤسسات والمرافق الحكومية لدى التصوير شأنه شأن التعامل مع أماكن التصوير الأخرى , قال : بالطبع لا , فإن كان المنتج جهة حكومية ترسل كتباً بينها وبين المؤسسة الحكومية وينبغي أن يقترن الكتاب بموافقة المسؤول عن الجهة التي سيتم فيها التصوير ويكون التصوير مجانياً في الكثير من الأماكن ولكن هناك أماكن تُدفع فيها الرسوم فإن صورت في جامع فهناك رسوم تُدفع لوزارة الأوقاف وإن صورت في حديقة فالرسوم تُدفع للمحافظة . مدير للإنتاج بالمصادفة أما مدير الإنتاج أشرف غيبور فيرى أن التنظيم والإدارة وأماكن التصوير كلها أمور من مسؤولية مدير الإنتاج ولكن هناك مديرو إنتاج أتوا بالمصادفة , وحول النظم التي تحكم آلية استئجار الأماكن للتصوير فيها وإن كانت النظم هي الأخلاق أو المهنية والحرفية أو الموهبة , فيقول : إنها هذه الأمور كلها , وبرأي أن مدير الإنتاج ينبغي أن يمتلك جانباً فنياً فعليه أن يفهم في المهن الفنية كلها ليستطيع التعامل معها بحرفية , ولكن بقناعتي إن رتبنا ما قلته فالأخلاق تكون الرقم واحد , والمهنية الرقم اثنين . كما أن عملنا يخضع لقواعد ونظم أهمها الوضوح في الاتفاقات بين المنتج والجهة التي يتم الاستفادة من خدماتها . ويحدث معنا أن نتجه إلى أماكن سبق وصورنا فيها لنصور فيها مجدداً ولكن يرفض صاحب التصوير والسبب أن هناك كوادر فنية تدخل لمكان التصوير وتقوم بفعل سيء كأن لا يكون هناك عناية بالمكان , فشريعة الإنتاج تقول إن دخلت لمكان كي تصور ينبغي عندما تنتهي أن تعيده كما كان , فالموضوع يتعلق بمدير الإنتاج . وأقول أن هناك من يشوه سمعتنا من خلال مثل هذه المظاهر . بدّل ثيابه في المصعد !.. يفرق مدير الإنتاج بهجت راشد بين التصوير في الأماكن العامة والخاصة فيقول : هناك تسهيلات تُقدم في المؤسسات العامة إن كان العمل من إنتاج الهيئة العامة للاذعة والتلفزيون كأن يكون التصوير دون أي مقابل أما التصوير لصالح إنتاج القطاع الخاص فيدفعون لدى تصويرهم في الجهات العامة رسماً مادياً ولكن في الأماكن الأخرى (منازل , مقاهي ..) كلها مأجورة ويُتفق مع صاحب المكان على المبلغ وتتراوح تسعيرة استئجار المطاعم في اليوم الواحد بين عشرة آلاف وخمس وعشرين ألف ليرة , أما البيوت فتتراوح بين ستة آلاف وخمسة وعشرين ألفاً والفيلات بين عشرين ألف وخمسين ألف ليرة . وحول شكوى بعضهم أن هناك من يصور في مكان ويترك خلفه أضراراً منها تخريب الأثاث أو الجدران فيؤكد راشد أن هذا الأمر قد يحدث ولكن ينبغي إصلاح الأعطال التي تقع أو التعويض عنها إلا أن مدير الإنتاج الذي يحترم عمله والجهة التي يمثلها فعليه ألا يترك إلا أثراً إيجابياً .. وحول سؤال مفاده أن هناك من مثّل مشاهد لعمله في بناء مما دفع الممثلين لتبديل ثيابهم في المصعد ?.. أجاب (يحدث معنا أنه ليس هناك مشاهد تصوير في المنازل وإنما في مدخل البناء دخول وخروج فنضطر لتصويرها في منطقة هادئة وأحياناً تقرع الجرس على بعض الشقق إن كان معنا ممثلات ليقمن بتبديل ملابسهن وهذا الأمر لا يُرصد له أجر ولكن من الممكن إرضاء البواب من خلال مكافأة بسيطة) . |
|