تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نقيب المعلمين : الدافع للإنجاز ... يزيدك ثقة

مجتمع
الأربعاء 4/6/2008
سميحة المرهش

القلق والهلع والخوف والاكتئاب تمثل مجموعة من المصطلحات التي قد نسمعها لدى كثير من أبنائنا الطلاب خصوصاً في الفترة التي تسبق الامتحانات,

وتتجلى لدى طلاب الشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي. وحول موضوع القلق من الامتحانات توجهنا بالسؤال إلى السيد عبد العزيز الأخرس نقيب المعلمين بحماة ليحدثنا عن أسباب القلق وطرق علاجه.‏

ما معنى القلق?‏

القلق هو حالة نفسية انفعالية يتصف بالخوف والتوتر, وكثرة التوقعات, وينجم عن الخوف من المستقبل, أو توقع شيء ما , أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود... وهو شعور بوجود ضغط نفسي على الشخص.‏

ما أنواعه?‏

تتعدد أنواعه تبعاً لنواح مختلفة فبعضه قد يكون مرضياً, وهو يحتاج إلى علاج نفسي وتدخل الأطباء كالهلع والخوف الشديد والوسواس القهري والقلق النفسي العام, وبعض الأنواع لا تشكل ظواهر مرضية كقلق الامتحان والخوف من المستقبل الذي ينتظر الطالب وهي أمور طبيعية صحية وإيجابية لأنها تدفع الإنسان نحو العمل لدرء الأخطار الممكنة أو المحتملة والتي يتعرض لها في صراعه مع الحياة, فالقلق باعث إيجابي يساعد في الحفاظ على الذات والنجاح في مسيرة الحياة.‏

ما الأسباب التي تؤدي إلى القلق بصورة عامة?‏

تتعدد أسباب القلق تبعاً للمواقف والظروف التي يعيشها الإنسان, وتختلف الأسباب باختلاف نوع القلق, فكل منا قد يشعر بالقلق إزاء ما يعتريه من مشكلات يومية تعترض مسيرة حياته.‏

ما الأسباب التي تجعل الطالب يشعر بالقلق?‏

القلق من الامتحان أمر طبيعي لدى الطلاب عموماً, ولكنه يظهر بوضوح لدى الطلاب المتأخرين دراسياً إن كان في مادة واحدة أو المواد الدراسية المختلفة, رغم أنه لوحظ أن الطلاب المتفوقين يشعرون بالقلق ولكن بصورة أقل بكثير مما يشعر به الطالب المتأخر دراسياً, وهذا ينعكس بطبيعة الحال على أدائهم الدراسي ودافعيتهم لتحقيق المزيد من التفوق سواء في مادة واحدة أم المواد مجتمعة, ومن هنا يمكننا القول: يشعر الطالب بالقلق من الامتحان نتيجة ضعف التركيز أو قلته أو المستوى الدراسي المنخفض, أو ضعف الدافعية للإنجاز أو التحصيل الدراسي, أو ضعف الثقة بالنفس, أو الاعتماد بأنه نسي ما درسه وتعلمه خلال العام الدراسي. وربما لجماعة الأقران أو زملاء الطالب دور في إيجاد نوع من القلق لديه, ولا ننسى أن أسرة الطالب قد تسبب له قلقاً معيناً عندما يكون مستوى طموحها أعلى من مستوى طموح الطالب وقدراته إن كان متفوقاً أم غير متفوق.‏

كيف يمكن أن نعالج ظاهرة القلق التي يشعر بها أبناؤنا الطلاب?‏

مما لا شك فيه أن أية ظاهرة تنشأ لدى الطالب تترك آثارها في نفسه, وحتى نستطيع أن نعالج قلق الامتحان لدى أبنائنا الطلاب لا بد أن نتبين الأسباب التي أدت إلى نشوئها وصولاً إلى إيجاد الحلول المفترضة التي يمكن للمدرسة والأسرة معاً أن يتعاونا على تقديمها لأبنائهم الطلاب خصوصاً أثناء الفترة التي تسبق الامتحان, ولا يغيب عن الأذهان دور الإرشاد النفسي في المدرسة الذي يقدم التوجيه المناسب لأبنائنا الطلاب, ولكن بصورة عامة يمكننا القول: كلما امتلك الطالب الدافعية العالية للإنجاز وزادت ثقته بنفسه وكان تركيزه عالياً أثناء الدراسة امتلك العوامل الذاتية واستطاع أن يتخلص من القلق وإذا ابتعد عن زملائه الذين يهملون دراستهم ويتقاعسون عن أداء واجباتهم, أمكنه التخلص من الشعور بالقلق, ومن الأهمية الإشارة إلى أنه ينبغي على الأسرة أن تعمل على تأمين الأجواء المناسبة لأبنائها الطلاب وعدم مقارنتهم بالآخرين كي يشعروا بالراحة النفسية, وألا تظهر أمامهم طموحها الذي تريد تحقيقه من دراستهم, وتؤمن لهم بذلك صحة نفسية جيدة.‏

ما دور المدرسة والتربية في التقليل من ظاهرة شعور الطالب بالقلق?‏

يسعى المعلمون في مجال العمل التربوي أن يجعلوا الطالب يشعر بالثقة بعيداً عن القلق, وذلك عبر وسائل متعددة منها: عرض المادة العلمية أثناء العام الدراسي بطرائق تستثير اهتمام الطلاب وتدفعهم لتحقيق التفوق الدراسي وترغبهم به, ومن ذلك أيضاً إجراء امتحانات دورية والإكثار من المناقشات والأنشطة الصفية واللاصفية التي تحفز الطالب على العمل وتعزز لديه ثقته بنفسه, وأما في فترة الامتحان فإننا نعمل على توفير مراكز الامتحان المناسبة لأبنائنا الطلاب, وتوفير قاعات الامتحان التي يسود فيها الهدوء والبيئة الامتحانية المناسبة حتى لا يشعر الطالب بأية حالة من حالات القلق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية