تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإعلام الوطني ..ناقل أمين لهموم الوطن ..وراصد حقيقي لأوجاع الناس

مجتمع
الأربعاء20-7-2016
غصون سليمان

لم يكن في أي يوم من الأيام خارج سياق الاهتمام الوطني ،منذ نشأته ولغاية اللحظة ،لم يقف على الحياد يوما بل كان في القلب ومع الحدث يرصد هموم الناس ويبحث في معاناتهم ،كان حاملا لمشروع التطوير والتحديث ورافعة للبناء والعمران وحجر الرحى في عملية التنمية بكل أبعادها وأشكالها وأهدافها.

إنه الإعلام الوطني السوري المقروء والمسموع والمرئي صاحب التجربة الوطنية النضالية الغنية في تاريخ سورية والمدافع عن المبادئ والثوابت والقيم التي يتحلى بها المجتمع ،حيث جسد في كل مرحلة من مراحل عمله ورصده للنتاج المعرفي على جميع المستويات هوية وعنوان وشعار تعكس تلك العلاقة والإرادة في أن السلطة الرابعة لا تقل أهمية عن المؤسسات التشريعية والتنفيذية الأخرى .ويضاف إلى ذلك اليوم الإعلام الالكتروني الذي ظهر بشكل واضح خلال سنوات الحرب والعدوان على بلدنا .‏

شاهد صدق..‏

ومن هنا تأتي أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على مكامن الخلل،والغوص في معركة التفاصيل والحيثيات،لمعرفة الأسباب والنتائج التي أدت إلى ظهور حصيلة من الوقائع أكانت إيجابية أم سلبية ،من شأن ذلك أن يساهم بل ويساعد الجهات المعنية صاحبة العلاقة في اختصار الوقت والزمن لوضع اليد على الجرح الوطني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي بغية فحصه وتشخيصه ومعاينته ليتم إيجاد المعالجة المناسبة واجتراح الحلول التي تدفع بالتنمية والخدمات نحو الأفضل في سياق السرعة المطلوبة.‏

من هنا كان تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد على أهمية أن تحاكي المؤسسات الإعلامية الوطنية القضايا التي تحظى باهتمام المواطنين وتلامس همومهم لا أن تكون ناطقة فقط باسم الحكومة ،هذه الرؤية التي طرحها سيد الوطن لا شك أنها تعطي دعما كبيرا وتفتح أبواب البحث على مصراعيها في دعم مباشر لوظيفة الإعلام ودوره المتكامل مع حلقات المجتمع المتنوعة .‏

إن الإعلام الوطني وللأمانة نقول كان ومازال يقوم بها الدور الذي أشار إليه السيد الرئيس حيث لم يغفل..‏

أي قضية من قضايا الوطن والمواطنين الساخنة وغير الساخنة التي يمكن أن تؤثر على مزاج المواطن نتيجة التقصير أو إبداء بعض اللامبالاة من قبل الجهات المعنية والشخصيات الاعتبارية صاحبة العلاقة في التخفيف عن هموم المواطن وبلسمة أوجاعة .‏

ولعل المسألة الأهم ليس بعرض مشاكل المواطنين وتسليط الضوء عليها بقدر ما هي تتعلق برغبة وقدرة الجهة الوصائية على سرعة الاستجابة والنظر بما ورد حسب الوسيلة الإعلامية الناقلة للتقرير والموضوع والتحقيق والشكوى ،وبدلا من أن يلام الصحفي والإعلامي على نقلة وإضاءته لما يجب أن يعمل عليه وهو دوره المناط به ،فإنه من المنطقي أن تسارع الجهة المعنية بالبحث والمعالجة استثمارا للوقت وإراحة المواطنين ، لا أن يعتب على الصحفي ولومه من هذه الجهة وتلك على ما أثاره وسبّب وجعة رأس المقصرين والمتلاعبين بقدرات البلد .كما يحلو للبعض أن يسميها .‏

عين الواقع ..‏

لقد ساعد الإعلام وساهم برسائله المختلفة بالكشف عن المئات بل الآلاف من الحالات والتجاوزات والإجراءات والمخالفات من غش وتزوير وتهريب وصفقات اقتصادية مشبوهة والتي كانت تنعكس سلبا على الجميع دون استثناء ، كان كجرس الإنذار المستمر ومازال دون مبالغة بغض النظر عن الظروف الضاغطة والتي زادت من أعبائه ومسؤولياته ويقظته حتى دفع البعض ثمن ذلك حياته ..‏

كان البعض ممن لا يروق له ما يقوم به الإعلام السوري أو نشاط عدد لا بأس به من الإعلاميين المتميزين في كل الأقسام والمؤسسات ، أو أداء الإعلام الوطني بشكل عام أن يصفه بإعلام السلطة أو النظام ويشكك في صدقه ومصداقيته ، وكأن السلطة والنظام خارج سياق الدولة إن لم يكونا هم المجتمع والدولة .. ؟‏

من الطبيعي أن يكون الإعلام السوري إعلام وطن ودولة وحكومة ومؤسسات ،هو إعلام تنموي بامتياز لديه برامج وصفحات وأقسام متخصصة لكل الشرائح والفعاليات من الأطفال والطلائع والشبيبة والطلبة والعمال والفلاحين والحرفيين والمرأة والأسرة والشرطة في خدمة الشعب وقضايا المرور والنقل والخدمات وكل ماله صلة بحياة المجتمع حتى في أدق التفاصيل .‏

والاهم من كل ذلك هو كيف عمل الإعلام في ظل أجواء منافسة وصعبة للغاية من الناحية التقنية والمادية مقارنة بمنظومة الإعلام المحيطة بنا على الأقل ، حيث كانت متواضعة للغاية لسنوات طوال ورغم ذلك لم يكن الهم عند الغالبية من شريحة الصحفيين والإعلاميين هو الوضع المادي وإن كان أكثر من ضرورة وحاجة ماسة ..‏

بل كان الإحساس بالشبع الوطني والكرامة الوطنية وقيمة الإنسان السوري لآلاف من السنين وواجبه بأن يكون عين الوطن والمواطن بالدفاع عن رسالة الإعلام المهنية والأخلاقية وأن يكون ضمير المجتمع الذي ينتمي إليه، هذه الصفات مازالت تتقدم نحو الواجهة دوما رافعة شعار جميع المراحل عمار يا سورية عمار .. وأيادي المواطنين السوريين هي العليا في دولة الوطن ،وطن الشهداء والجرحى ..وطن الشرفاء والأوفياء والمخلصين كل من موقعه .‏

إن أقلامنا وصورنا وعين كاميراتنا وأصوات أجهزتنا لن تمل أو تضل الطريق ..حقيقة ننقلها بصدق ما يجب أن يكون وقول ما هو مطلوب للمواطن والمسؤول .في إطار معادلة المصلحة العليا المشتركة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية