|
نافذة على حدث لا تزال هي المستفيدة الأبرز والأكبر من كل إرهاصات وارتدادات ما يجري على الأرض من فوضى عارمة وتصدع في القواعد الأساسية للمشهد العام الذي تتناثر مفرداته في المجهول نتيجة تنامي خطر الإرهاب وتمدده يمنة وشمالا وفي مختلف الاتجاهات، وصولا إلى عمق الاطراف التي ما تزال تصر على دعمه واحتضانه والدفاع عنه والمراهنة عليه بهدف تغيير المعادلات والقواعد التي ارتسمت على الأرض نتيجة الصمود الأسطوري المتواصل للجيش السوري. لكن السؤال الذي يدفع بنفسه عنوة إلى السطح وسط هذا الزحام والركام المتراكم بسبب السياسات الاميركية التي لم تنتج إلا الإرهاب والخراب والدمار، هل باستطاعة الولايات المتحدة الاميركية السيطرة إلى ما لا نهاية على وحش الإرهاب وضبط سلوكه ووجهته ومقاصده واحتواء التداعيات والآثار الناتجة عن إجرامه.. سؤال قد تبدو الاجابة عليه معقدة ومتشعبة للغاية في ظل ذلك الانقسام الواضح للرأي العام والرسمي الأميركي بين مؤيد للمضي قدما بخيار الحرب على سورية عبر التدخل المباشر على الارض في تجاهل تام للخطر المحدق بالعالم نتيجة الإصرار الأميركي والغربي على دعم الإرهاب، وبين معارض لهذا الخيار واستبداله بخيار الحل السياسي والتركيز على الخطر الحقيقي للإرهاب الذي أَعلنَ صراحة أن الولايات المتحدة والغرب الاستعماري باتا يتصدران أولويات أهدافه القادمة. يبقى السلوك الاميركي بغض النظر عن تلك التصريحات المباغتة التي تصدر عن بعض المسؤولين الأميركيين والتي تحافظ على طابعها المميز لجهة تشبثها بالغموض والضبابية، يبقى موضع الريبة والشك والحذر المفرط ما لم يقترن بإجراءات وسياسات وأفعال حقيقية ذات مصداقية على الأرض من شأنها أن تؤدي الى محاربة الارهاب بشكل جدي وفاعل ، وهذا لن يتحقق إلا برفع اليد الأميركية عن دعمه واحتضانه والدفاع عنه، بعيدا عن التمسك بسياسات المراهنة عليه، لأنها وبحسب التجارب المتراكمة في الذاكرة لم تنتج إلا الموت والخراب والدمار. |
|