|
مجتمع-فواصل في سورية,تحاصر المدن فيرد أهلها بالإصرار على الحياة,تعلن مدينتا «نبل والزهراء» المحاصرتان, تزويج 140 شابا وشابة في عرس جماعي, إعلانا عن إرادة الحياة والصمود... في سورية, مازال عجوزان يسيران معاً, يتوقفان ليقطف لها بعضاً من زهر الياسمين تضعه في منديلها ويكملان الطريق. في سورية هناك من فقد ساقيه ولايزال مصراً على الوقوف والصمود والحياة. في سورية, مازال الشباب يحلم أن يكون الفارس الذي يشد جدائل حبيبته بالياسمين, ويسمعها شعراً لنزار قباني, ويرسم لها الحب, ولو تخلله بعض قذائف شاردة , ورصاصات طائشة . في سورية ماتزال الصبايا , يلبسن ألوان الزهور, وينبذن الأسود , فهو لايليق بنضارتهن وسوريتهن , في سورية مازالت السوريات عابقات بالحب , ويصبحن على صبح ناد وجميل. وجدائل ذهبية تطير فوق البحر والبساتين. ورغم إصابتنا بالأمراض النفسية , والإعياء , مازلنا نتقن عناق الجمال الذي عشقناه يوماً في مياه بحرنا وغاباتنا و ياسميننا, وحتى صحرائنا رغم أن كل مافي بلادي حزين, حتى الريح ماعادت تهب إلا وهي تحمل رائحة الموت والدم وذرات التراب تتحرك, تتنفس , تتألم وهم ينجسون طهرها. ولكن التنظيف مستمر لقاذورات تصيب بالرعب من هول الجرائم المتوالدة والمنتمية للحقد الأسود . في سورية صارت سنوات عمرنا رقماً يدخل في باب الطرائف والمنوعات ,لأنها مرهونة بقذيفة هاون , أو طلقة قناص , أو ربما سيارة مفخخة ببغضهم وكراهيتهم. في سورية , صار الصمود معجزة تحكى, صمود جيش, وصمود شعب, تكالب عليه كل شذاذ الآفاق في هذا الكون. في سورية يحاولون إبادتك , وإنهاء وجودك .. ولكن أبداً لاتغيب, ولاتموت فوجودك جذور ضاربة في أعماق التاريخ , شامخة تنتفض , مع كل دورة حياة. في سورية , مازال الحمام يبحث عن البيوت القديمة ليبني أعشاشه, ويضع بيوضه غير آبه بمدافع جهنم . مازال هناك من يستطيع ترجمة أحاحسيسه والصراخ من الألم , أو الرقص فرحاً - إن وجد الفرح- في سورية لن ينكسر السيف الشرقي الأصيل. لأنه إذا انكسر , يغضب التاريخ ويصفعنا فالتاريخ يحب السيوف القاطعة , وهل أكثر مهابة, ومضاء في العالم من السيوف الدمشقية في سورية أنت حاضر , وحضورك لامع وجلي وخارجها ,أنت مفقود, فهي الهوية لمن أضاع الانتماء فيها نكون , وفيها نبقى , وفي ثراها أجمل حياة وأشرف موت. |
|