|
رؤيـة مجتمعاتنا تقبض عليها التقلبات، والكوارث والمجاعات، بينما درامانا تنعم بعالم الجمال والرفاه والابهار والاموال.. وكأننا ننقسم الى عالمين.. متناقضين، كل منهما يسخر من الاخر، او يحاول تجنبه..! أبطال العصر الدرامي هذا العام ارتفعت أجور بعضهم بشكل كبير.. أليسوا هم الذين يسوقون الفكر الاساسي لدرامانا المبتكرة! تراوحت أجورهم ما بين المليون والاربعة ملايين دولار ونصف لنجوم الصف الاول، ومئات الالوف لنجوم الصف الثاني.. الامر الذي يجعل نصف ميزانية المسلسل تذهب لصالح جيب النجم مباشرة..؟ فأي عبقرية يمتلكها أولئك النجوم حتى تتيح لهم شركات الانتاج الوصول الى هذه المبالغ الخيالية؟ أي فكر يقدمونه؟ وأي وجبات ثقافية وفكرية.. نعيشها معهم بحيث تشعل فينا روحا لامثيل لها، تدفع بمجتمعاتنا نحو أفق التطوير...؟ مجرد حكايا تكرس المتخلف، مجرد حكايا لاتجرؤ على الاقتراب من أي خط احمر، قد يعرض المسلسل للرفض؟ مجرد تسلية وتمضية وقت بما يدفئ جيوبهم ويملؤها ماليا، ويفرغ عقولنا ويفرغها من أدنى جدل فكري! يبدو أن ارتفاع اجورهم مرتبط بحالة تسويقية تتلقف أعمال نجوم بذاتهم، لتجلب عائدا ماليا ضخما، والا فان شركات الانتاج لا تدفع ان لم تكن متيقنة من العائدية والربحية المضمونة..! في النهاية هي مجرد صناعة كأي صناعة اخرى تريد ضمان الربح، ووفق هذا المنظور تصيغ منتجاتها الدرامية، بحذر فكري، وجرأة بصرية وبشرية، تضمن تسويقا لافتا، تعتمد فيه على معايير أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، بعض الحب المسطح، وقليلا من بهارات الخيانة الاعتيادية، والعذاب البشري البسيط، وبعض الحوارات المسطحة، حتى انك تشعر في بعض الاعمال انك تشاهد العمل نفسه لكن بوجوه مختلفة..! ما الذي استحقته هذه الدراما حتى يصرف عليها كل هذه المبالغ ؟ بعيدا عن العوائد المالية للبضاعة..هل ستحرك ركوننا الفكري، ام أنها ستعمق الهشاشة الفكرية التي نغرق بها يوما اثر آخر..بفضل منتجاتهم الترفيهية..! |
|