|
رؤيـة وبهدف تسليط بقعة من الضوء على الكتاب المتخصص به، ومن جهة اخرى جمع المبدع «مؤلف الكتاب» بجمهوره او الجمهور المهتم بالنتاج الفكري والعاطفي، ومن ناحية ثالثة يمكن تحقيق انتشار للكتاب بإيصال مجموعة نسخ موقعة منه للقراء كنوع من التشارك العاطفي بين المبدع والمتلقي. لكن الآن بتنا نسمع عن حفلات توقيع للكتب الاولى لاصحابها وفي الغالب لم يسمع به احد مدفوع اصحابها بوهم النجومية تارة او الترويج الذي يدخل في باب الدعاية والاعلان التي قد لاتختلف عن الدعاية لأي منتج استهلاكي آخر من جهة ثانية. فأصبحت حفلات التوقيع لكل من هب ودب حتى لاولئك الذين أصيبوا بوهم القدرة على التأليف وهم في الحقيقة لايمتلكون حتى الف باء الكتابة، وغدت الساحة الثقافية قبلة لهؤلاء الذين ايقنوا ان النتاج الثقافي بات من اسهل الامور تعاطيا، مبتعدين في ذلك عن قداسته الفكرية، وفلسفته الاجتماعية، ورسالته الانسانية، وهذا بالطبع أضاف الكثير من ازدحام المثقفين وقليل من الثقافة الجادة الحقيقية، لهذا ازداد الغث وانعكس ذلك على الاثر المنتظر من صدى الثقافة الهادفة. فكانت حفلات التوقيع ملاذا لهم بمبادرة من انفسهم ليلفتوا الانتباه الى ذواتهم والحضور لايتجاوز ذات الاشخاص الذين يتبادلون الادوار. ان لكل مجال نجومه، وهذه الصفة يكتسبونها نتيجة تقديمهم اعمالا مميزة او يبهرون الآخرين بما يفعلون، فالابداع ليس مجرد استعراض او بريستيج لتكون الثقافة هي الضحية بل هو جهود مضنية ومسؤولية تقع على عاتق المبدع الذي يكون امينا على قضايا الوطن ومخلصا لقيمه ومبادئه ويحترم عقل المتلقي وفكره. والكتاب الجيد هو من يسوق نفسه ويصل بمضمونه وبقيمته الادبية الى الناس، وعندها فقط يصبح التوقيع قيمة ثقافية حقيقية تضاف الى قيمة الكتاب. فهل نكون اوفياء لثقافتنا واوفياء للكلمة التي من سورية الحضارة كانت انطلاقتهاقبل ان نتصدر منصات التوقيع؟! |
|