|
مجتمع في القرن الواحد والعشرين لم تعد المشكلة تنحصر بقضية تعليم المرأة في العديد من الدول لأنها تجاوزت موضوع التعليم والاختصاص ووصلت إلى مراتب ومراكز ومناصب متقدمة ومشاركة واسعة في كل الأماكن والمواقع وعلى جميع المستويات وتجاوزت العديد من المسائل الصغيرة والكبيرة وهذا ما ينطبق على بلادنا سورية التي أعطت المرأة ما تستحق من تعليم منذ مراحل الطفولة المبكرة و لغاية كافة الاختصاصات في المعاهد والجامعات والتعليم العالي .. إلا أن المشكلة الحقيقية برأي الكثيرين تبدو اكبر وأخطر من مجرد سياسات تعليم منفذة عند غالبية دول العالم..المشكلة برأي الواقع الحقيقي هي بالسياسات والإيديولوجيات والمشاريع المبطنة عند الدول الحكومات التي تقف وراء تأسيس وإنشاء منظمات الأمم المتحدة المتعددة الأدوار والأهداف بما يخدم المصالح العليا للعقل المسيطر على المرامي والأهداف التي تسعى ،لإنجازها منظمات الأمم المتحدة من تعليم وصحة وعمل وحقوق إنسان ،على مدى عشرات السنين ..وخاصة في ظروف الحرب والعدوان على مقدرات الشعوب المستهدفة .. وما نظرية الربيع العربي والفوضى الخلاعية اللامنضبطة التي عمت المنطقة العربية واجتاحت أمنها وسلامها وهدمت بناها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية ما هي إلا واحدة من أهم المعايير الرامية إلى تدمير أهم حق من حقوق المرأة إن لم نقل كامل المجتمع، والصور واضحة في ليبيا وفلسطين واليمن والعراق ومشهد النزيف المستمر في سورية .. فكيف يستقيم حال التعليم في بيئة الفوضى والإرهاب والإجرام الذي يجتاح جغرافية معظم دول العالم ، وأي سلام تسعى لتحقيقه تلك المنظمات الدولية وهي التي تعرف حقيقة من يقف وراء تدمير البنى المؤهلة لتعليم المرأة والصروح التي اجتازتها في حركة البناء والعمران وإثبات الذات ،فكانت المربية والمعلمة والقاضية والأستاذة والمحامية والمهندسة والإعلامية والطبيبة والصيدلانية والممرضة والعاملة في كل مناحي الحياة البحثية والعملية من ثقافة واقتصاد وسياسة ومجتمع.. نعم التعليم يصنع السلام وهو سلاح فعال بأيدي المرأة والرجل لكن يحتاج إلى عقول منفتحة ومسؤولة تمتلك عنصري الغيرة والغيرية على الوطن والمجتمع ، تعمل بإيجابية وفاعلية خلاقة للنهوض بالواقع نحو الأفضل ..لايلهث أصحابها وراء الإغراءات ولا يبيع ويشتري على شرفها من لا يملكون الكرامة ومعنى العفة والشرف والكبرياء النفسي والمجتمعي .. التعليم في بلادنا صنع أمنا وسلاما وتطورا وتقدما ونهوضا لعشرات السنين المليئة بالمكاسب والانجازات ..لكن يبدو أن حجم القفازات الناعمة والخشنة داخل الحدود وخارجها لم تعد تطيق المشهد العام لمنطق الهدوء والسكينة القائم على كامل مقومات الدولة المنجزة بكل الاتجاهات .. تعليم النساء والرجال يصنع السلام وأكثر من السلام عندما تقف الدول الارهابية العظمى والصغرى وبعض المدارس والمحطات الدينية عن اللعب بمفردات الفكر والنهج والتوجه لمساحة التعليم والتعلم الخالية من إرهاصات التعصب والتطرف والعفن الطائفي والمذهبي .. |
|