تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تهديدات المأزومين

حدث وتعليق
الثلاثاء 8-12-2015
فاتن حسن عادله

في المنتدى الأميركي الإسرائيلي في واشنطن خرج علينا كيري بإعلانه أن واشنطن ستكون مضطرة لاتخاذ إجراءات «قاسية» في حال مواصلة موسكو وطهران دعمهما للحكومة السورية.

طمأنة العدو الإسرائيلي باستمرار الدعم والحماية هو ما سعى إليه الأميركي بداية، خاصة أن الطرفين ينسقان معاً لدعم الإرهاب في سورية، وهما محراك الشر لكل ما جرى ويجري فيها.‏

من جهة أخرى يأتي كلام كيري وتهديده المأزوم كدليل عجز وإفلاس أميركي تجاه سورية وفشل تطويعها كما تريد اليد الأميركية ومخططات عقولها المتصهينة، بعدما جرت الرياح الوطنية فيها بما لا تشتهي السفن الأميركية، رغم كل العراقيل والضغوط والإرهاب لتغيير مجرى تلك الرياح التي أبت إلا أن تكون وطنية الهوى، وتعصف على دول التحالف والتآمر والعدوان.‏

أما اعتقاده بأن واشنطن لا يمكن أن تقبل استمرار الوضع الحالي في سورية، فهو ليس من منطلق حرصها على السوريين أو على وحدتهم وأمنهم ولا نظن يوما ذلك، لأنه لا أمن سورية ولا حتى أوروبا ولا غيرها يدخل ضمن حساباتها، إنما تريد ألاّ تخرج بيضة القبان الأوروبية من اليد الأميركية ذاتها التي تحاول الاستمرار بوضع العصي في عجلات الحلول السياسية تارة، وفي مكافحة الإرهاب بشكل حقيقي تارة أخرى.‏

كما أن تهديداته لا تأتي إلا في سياق الغيظ الأميركي من الدور الروسي في محاربة الإرهاب تثبيت نقاط قوة خاصة مع تثبيت أقوى العلاقات مع سورية وبلا أي غايات أو تنازلات، بل بعزيمة وإصرار أكثر من أي وقت مضى، خاصة أن الغرور الأردوغاني تمادى إلى حد الجنون بمحاولته التعرض للروسي بإشارة من واشنطن، التي رأت في الإرهاب والعدوان على سورية الطريق الأسرع والأقصر لاختصار الوقت وتنفيذ أحلامها العدائية في المنطقة أولاً وفي العالم ثانياً.‏

لكن صلابة الصمود السوري والتصميم على مكافحة الإرهاب وتشتيت الإرهابيين، هو ما أصاب أقطاب التآمر بحالة هستيريا وتأزم وهذيان..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية