تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تلاعب بالعقول أم تناقض في المواقف؟.. أوباما يَعِدُ بالقضاء على داعش.. واستخباراته تروّج لانتشاره وتزايد عدد إرهابييه!

وكالات- الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 8-12-2015
جرياً على عادة المسؤولين الأميركيين في استخدام لغة خطابية فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب في حين ان أفعالهم لا تتطابق مع أقوالهم، قال الرئيس الأميركي باراك اوباما ان التهديد الإرهابي حقيقي ولكننا سننتصر عليه..

وسنقضي على تنظيم «الدولة الإسلامية» وعلى أي تنظيم آخر يحاول إيذاءنا على حد زعمه.‏

يشار إلى أن التقارير الاستخبارية تؤكد ان الولايات المتحدة من بين الدول التي ساهمت بانشاء تنظيم داعش الإرهابي وان التحالف الافتراضي الوهمي الذي تقوده منذ أكثر من عام لم يحقق اي نتائج على الأرض بل ساهم بتمدد التنظيم المتطرف لتطال اعتداءاته الدول التي دعمته بشكل مباشر.‏

وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن اوباما دعوته في خطاب وجهه إلى الأميركيين من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض إلى التصدي للفكر المتطرف وقال: ان تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يتحدث باسم الاسلام ..إنهم بلطجية وقتلة مضيفا سأحض شركات التكنولوجيا والمسؤولين عن أجهزة انفاذ القانون على العمل بشكل يصبح فيه من الصعب على الإرهابيين استخدام التكنولوجيا للإفلات من العدالة.‏

أوباما تعهد أيضا بملاحقة الإرهابيين أينما كانوا دون الانجرار إلى حرب برية في سورية والعراق، وقال: يجب علينا أن لا ننجر مرة أخرى إلى حرب برية طويلة ومكلفة في العراق وسورية.‏

وأشار أوباما إلى ان الهجوم المسلح الذي نفذه زوجان في كاليفورنيا قبل أيام وأوقع 14 قتيلا كان عملا إرهابيا، مشيرا إلى أنه ليس هناك في الوقت الراهن اي مؤشر على أن القاتلين أديرا من قبل مجموعة إرهابية في الخارج ولكن من الواضح أن هذين الشخصين سلكا طريق التشدد المظلم.‏

وجدد الرئيس الأميركي في خطابه وهو الثالث الذي يلقيه من المكتب البيضاوي منذ أصبح رئيسا قبل سبع سنوات المطالبة بتشديد قوانين حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة وقال ان.. البداية يجب ان تكون من الكونغرس الذي يتعين عليه التحرك لضمان عدم تمكن اي شخص موضوع على قائمة الممنوعين من السفر من شراء سلاح ناري.‏

وفي تأكيد جديد على التناقض بين مسؤولي الإدارة الأميركية، كشفت صحيفة ديلي بيست الاميركية ان تقريرا استخباراتيا أميركيا تم اعداده بتكليف من البيت الابيض تنبأ بتوسع انتشار تنظيم «داعش» الإرهابي في مختلف أنحاء العالم وتزايد عدد إرهابييه بشكل ملحوظ وذلك في تناقض ملحوظ مع ما زعمه البيت الابيض من احتواء للتنظيم نتيجة العمليات الاميركية في العراق وسورية.‏

وجاء في التقرير الذي جاء قبل هجمات باريس الشهر الماضي واعده فريق من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ووكالة الامن القومي وادارة الاستخبارات في وزارة الدفاع الاميركية وعدد من اجهزة الاستخبارات الأخرى.. ان هناك شبكة من المجموعات الإرهابية في عشرات الدول في العالم اعلنت ولاءها لداعش او انها تسعى للانضمام اليه.‏

ولفتت الصحيفة إلى ان ذلك يشكل اعترافا ضمنيا بأن جهود التحالف الذي تقوده واشنطن حتى الان بما في ذلك اسقاط الاف القنابل ونشر 3500 جندي أمريكي ومدرب من دول التحالف فشلت في تحقيق غايتها المعلنة في تطويق داعش والحد من انتشاره وجذب اتباع جدد.‏

كما يتناقض مع اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما الشهر الماضي ان قدرات داعش لا تتنامى لان الولايات المتحدة تمكنت من احتواء التنظيم الإرهابي الذي لم ينجح بتعزيز مواقعه في العراق بحسب رأيه.‏

وذكرت ديلي بيست انه وبعد استعراض استنتاجات هذا التقرير القاتمة طلب أوباما من وزير دفاعه اشتون كارتر ورئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي الجنرال جوزيف دانفورد البحث عن خيارات جديدة للتغلب على هذا التنظيم.‏

ولم يعلق البيت الابيض والبنتاغون على تقرير المخابرات كما لم يتم تأكيد ما تم تداوله من انباء عن طلب اوباما من قيادة العمليات الخاصة الاميركية استضافة مناقشات حكومية دولية بشأن هذه المشكلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية