|
طــــــــــــب فالنباتات المنزلية والأزهار تنقي الهواء، وتلطف جو المنزل، وتوفر راحة نفسية لساكنيه بعد عناء العمل، ومهما استعنا بخبرة كبار مهندسي الديكور فإن نبتة خضراء، أو سلة من الأزهار في زاوية المنزل تضفي على المنزل روحاً وجمالاً يعجز مهندس الديكور عن منافستها.. فلا حياة ولا قيمة لديكور المنزل مالم يكن للنباتات وأزهارها دورُ أساسي فيه.. قرائي الأعزاء.. من قال أن رؤية الأزهار داخل البيت لا علاقة لها بالطب؟ ومن قال: إن جمال الطبيعة خارج اهتمامات الاختصاصيين في الصحة والراحة النفسية؟. روى لي أحد الزملاء الأطباء الحادثة التالية: كان أحد أصدقائي يتلقى العلاج عندي، من سوء الهضم وفقدان مزمن للشهية ، ويصر على مراجعتي كل حوالي شهر.. لكنه انقطع عن زيارتي للعيادة عدة أشهر، عندها هاتفت زوجته مستفسراً ومطمئناً عن صحة زوجها. فقالت: إنه فعلاً تحسن كثيراً، ولم يعد يشكو من سوء الهضم وفقدان الشهية، وأضافت: ليس ذلك بسبب أدويتك فقط (قالت ذلك من باب الدبلوماسية)، لكن الذي حدث هو ما يلي: لم أكن من ربات البيوت اللواتي عندهن اهتمام بتزيين غرف البيت بالأزهار والورود، وذات يوم أرسلت لي إحدى صديقاتي سلة كبيرة وجميلة من الأزهار، بمناسبة عيد ميلادي، ولأن غرف المنزل لم تكن مهيأة للأزهار وضعتها في غرفة الطعام. الذي حدث.. هو أنني لاحظت منذ الوجبة الأولى بعد وضع الأزهار والورود في غرفة الطعام، أن زوجي بدأ التخلص رويداً رويداً من فقدان الشهية وسوء الهضم الذي كان يشكو منه.. وأضافت قائلة: عللت ذلك بأن منظر الأزهار والورود في غرفة الطعام تدفع بأفراد أسرتي لتناول الأكل بهدوء، فيؤدي ذلك إلى استساغة أنواع الطعام على المائدة، وبالتالي تخف وطأة فقدان الشهية للطعام. وقالت لاحظت أيضاً حين أذهب مع أطفالي وزوجي إلى أحد المتنزهات أن أفراد الأسرة يأكلون بشهية أكبر فيما لو كانوا داخل جدران غرفة الطعام في المنزل.. صحيح أن الهواء النقي يلعب دوراً في فتح الشهية، ولكن الصحيح أيضاً أن منظر الأشجار والورود التي تملأ المتنزه هي السبب الأساسي الذي يدفع أفراد الأسرة بأن يأكلوا بشهية أكبر.. وبعد أن روت زوجة المريض قصة زوجها للطبيب، شكرها على هذه المعلومة الطبية القيمة التي تعلمها منها.. وقال :«حقاً ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل المطلوب أن يأكل الخبز في أجواء جميلة ومريحة». |
|