تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دافوس2013.. حضرت العناوين البراقة وغابت الأفعال

اقتصاد عربي ودولي
الاثنين 4-2-2013
يبدو أن أسبوعاً كاملاً من النقاشات الساخنة لم يكن كافيا ليتوصل قادة الدول وكبار رجال الاقتصاد العالمي، الذين التقوا في دافوس 2013 للتوصل إلى حلول مشتركة تضع العلاج للاقتصاد العالمي، الذي يترنح تحت مظلة واسعة من الأزمات الجماعية.

انقسام العالم‏

قال نائب رئيس تحرير «فاينانشال تايمز» البريطانية ورئيس المعلقين الاقتصاديين لها مارتن وولف خلال المنتدى وتحت عنوان «الآفاق الاقتصادية العالمية « إن العالم منقسم منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، حيث إن الاقتصاديات في البلدان المتقدمةلم تنم مطلقا منذ عام 2007 وحتى 2012، في حين شهدت الاقتصاديات في بلدان الأسواق الناشئة نموا بنسبة حوالي 30%، لا سيما أن الاقتصاد في الصين قد نما أكثر من 50٪ من عام 2007 إلى عام 2012. وهذا في الواقع تقسيم للعالم إلى قسمين.‏

ويعتقد وولف انه لن يحدث انتعاش قوي للاقتصاد العالمي في عام 2013. وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، أن انتعاش اقتصاديات منطقة اليورو التي وقعت في الركود بطيء جدا، و أنه حتى لو تحقق الانتعاش في الولايات المتحدة، فإنها غير قادرة على المحافظة إلا على انتعاش معدله السنوي المتوسط 2% فقط، بينما سيصل معدل النمو السنوي لاقتصاديات السوق الناشئة في عام 2013 لحدود 50% تقريبا، ومن المتوقع أن يعود إلى اقتصاد الصين معدل نمو قدره 8%، وان زخم الانقسام بين الاقتصاديات المتقدمة والناشئة سيتواصل.‏

تكرار الأخطاء‏

من جانبها، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، إنه وفقا للبيانات فإن انتعاش الاقتصاديات المتقدمة «ضعيف للغاية»، وأن الخطر الأكبر هو تكرار أخطاء الماضي، مؤكدة أن الاقتصاديات المتقدمة تحتاج إلى حيوية في عام 2013». وعلى وجه التحديد، فإنه يجب على منطقة اليورو استخدام الأدوات السياسية بشكل جيد لتسريع بناء التحالف المصرفي وتعزيز الإشراف على النظام المالي الأوروبي ككل، بالإضافة إلى التمسك بالإصلاحات الهيكلية. كما ينبغي على الحزبين في الولايات المتحدة كسر الجمود للتوصل إلى اتفاق حول رفع سقف الدين العام.‏

غياب الأفعال‏

اللافت في منتدى دافوس 2013 لم يكن حجم الحشد الذي شارك فيه، كان في الحضور القوي للعناوين البراقة والمتفائلة، التي عقدت تحتها الجلسات في وقت غاب فيه الفعل المباشر وغاب الاتفاق على قرارات ينتظرها العالم لحل مشكلاته، التي تتدحرج مثل كرة نار ستلتهم هياكلهم الاقتصادية.‏

المنظمون اختاروا «الديناميكية المقاومة» عنوانا للمنتدى، للبحث عن حلول لتحديات عدة تواجه العالم، على رأسها الأزمة السياسية وتشجيع النمو الاقتصادي، ما يعكس ضرورة تحسين هيكل الاقتصاد الدولي لمقاومة الطوارئ المفاجئة، مثل أزمة ديون منطقة اليورو. كما حضرت إفريقيا بشكل مكثف مع مشاركة قادة جنوب إفريقيا ونيجيريا في جلسة بعنوان « إزالة المخاطر عن القارة السوداء» وبالمقابل حجز بعض المتسولين مقاعد لهم في المنتدى وبين كواليسه المتشعبة يستجدون عطف المانحين لمساعدتهم لاحتواء ما أسموه أزمة « اللاجئين السوريين» التي زادت العبء على بلدانهم التي تشكو الفقر والعوز وقلة الحيلة.‏

إعداد: بشار الحجلي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية