|
البقعة الساخنة ليس غريباً أن ينتهز كيان الاحتلال الفرصة للانقضاض على سورية، فلعبة الانتهاز والانتهازية يجيدها الصهاينة باحتراف، وشهرا سورية التشرينيان لايزالان يشعلان حرقة هزيمتهم ويبددان اضغاث أحلام تمتد بين الفرات والنيل، وليس غريباً أيضاً أن يكون مركز البحوث العلمية في ريف دمشق هدفاً عسكرياً وسياسياً لرفع أسهم نتنياهو في أوساط كيان الاحتلال، فالتطور العلمي السوري على قائمة استهدافهم لأن العلم قوة والحضارة قوة وغاية «إسرائيل» تدمير كل قوانا. لكن المستهجن هو تهيئة بيئة سياسية وإعلامية وعسكرية حاضنة للدولة المغتصبة على امتداد الوطن العربي دون التوقف لحظة عن مبادئ وأهداف هذا الكيان القائم على نهب ثرواتنا والاستيلاء على أكبر القطع في الكعكة العربية. فلم تجد «إسرائيل» من يدين اعتداءها على سورية عربياً بلهجة ترتقي إلى مستوى الغضب على الأقل كما لم تجد من يدينها سابقاً في فلسطين. ولم تحشد شاشات الإعلام النفطي طاقاتها استنفاراً لهذا العمل الإجرامي ولن تستنفر أيضاً أروقة الجامعة العربية والمحافل الدولية قلقاً لخرق القانون الدولي بل هناك من بدأ عربياً يجرد «إسرائيل» من لقب الدولة المغتصبة ويعلنها حقيقة واقعة وخالدة أيضاً..!! وأكثر من ذلك هناك من يدعي الغيرة على سورية وهناك من يعارض في الوطن ولم يعارض «إسرائيل» في اعتدائها وتجاهل 4 طائرات «إسرائيلية» حلقت في ريف دمشق وقصفت، واستنكر واجب الجيش العربي السوري في الدفاع عن السوريين ومواجهة الإرهاب. يفتتح بينيامين نتنياهو أجندته السياسية بالاعتداء على سورية ساعياً لتحقيق بنود ذات صلة، أهمها: عرقلة الحوار الوطني الذي بدأت دمشق تتهيأ له وتتناسى تل أبيب ومن يتشاءم في مؤتمر ميونيخ من حل سياسي في سورية أن ثمة طاولة حوار سوري- سوري ستفرض نفسها رغم كل ما تبين وافتضح، ويتناسى أيضاً من تآمر من دول عربية ان تلك الطاولة هي ضرورة عربية كما هي سورية، ففيها سر بقاء العروبة كما كان سابقاً، لأنه ولولا القلعة السورية لأصبح العرب هم يهود التاريخ وضاعوا في الصحراء بلا مأوى. |
|