تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من أجل سورية..؟!

البقعة الساخنة
الأحد 6-5-2012
ديب علي حسن

اليوم عيد الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر عيد العطاء والتضحية والفداء... عيد نعيشه كل لحظة وساعة ويوم وليس السادس من أيار إلا محطة واحدة من محطات الاحتفاء به بشهدائنا الذين كانوا المنارة وقناديل الهدى.

في السادس من أيار لانستذكر من قدموا أنفسهم على مذبح الحرية، حرية العرب جميعاً من الماء إلى الماء، نعم لانستذكرهم لأنهم نسغ حياتنا ونبض قلوبنا لأنهم حماتنا الحقيقيون، بهم نعيش ونستمر... كيف لا.. وقوافلهم صانت الوطن وأعطته لون كبريائه وعنفوانه واستمراريته.. من هنا من دمشق كان أبطال السادس من أيار وقود وشعلة الثورة العربية التي خلعت عن الوطن العربي ذل أربعة قرون .. أبطال السادس من أيار منارة واحدة من آلاف المنارات التي اتقدت لتضيء الدرب.‏

نعم الشهادة، فعل حياة، وعطاء واستمرار، وديمومة وبقاء وخلود الشهادة كرامة الأمة وعنفوانها.. الشهادة نور سورية بامتياز، لم تتوقف مساكبه أبداً.. لم يمر يوم إلا وكان فيه شهيد من أجل سورية..‏

سورية المنذورة دائماً وأبداً للعرب، للأمل للعطاء.. هي الوفية لدورها، لرسالتها، لعروبتها، لانتمائها، صحيح أن جراحها الآن كبيرة كبيرة وأنها بسيوف الأخوة وأن الماء الذي شربوه من أعذب ينابيعنا وأن الخبز الذي نذرناه لهم، وأن الدم الذي سال من أجلهم لم يوقظ شيئاً من كرامتهم، بل أعادوه إلينا غدراً وتآمراً ومحاولة كسر سورية الدور والحضارة والعروبة، فكانت قوافل شهدائنا من أجل مابقي من العروبة، من الأمة.. سورية المنذورة للأمل ، للحياة، للألم، المقيدة بغدر الأشقاء ومن معهم افتدت العرب والعروبة... قدّم أبناؤها أنفسهم قرابين الغد المتجدد.. من أجل سورية هذه يطل علينا غداً استحقاق آخر، لاريب أنه مفصلي في تاريخ سورية انتخابات تشريعية تعددية تضع سورية في بداية طريق آخر.. كانت تعد العدة للوصول إليه منذ حين من الزمن، وهاقد بدأت ملامحه ترتسم بفضل دماء شهدائنا الأبطال..‏

غداً يتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع وهم معطرون بدماء الشهداء، مكللون بكبرياء من افتداهم من أجل سورية التي ضحوا من أجلها، علينا أن نحسن الاختيار، أن نرسم ملامح سورية المتجددة باختيار الأكفأ، الأنقى، الأنظف، الأقدر على العمل والعطاء.. لن ننسى أن دماء الشهداء أمانة في أعناقنا وأن ديناً عظيماً لهم علينا أن نرد جزءاً يسيراً منه فهل أقل من أن نكون سوريين حقيقيين قادرين على حسن الاختيار.‏

أرواحهم ترقبنا، ترصدنا، وثمة نغم قدسي يهتف بنا: سورية أمانة في أعناقكم فأحسنوا صون الأمانة، حصنوا سورية، لا تهنوا، لا تضعفوا، لا تتفرقوا.. فأنتم الأعلون.. أنتم وجه العروبة البهي أنتم البيان والتبيين.. نعم غداً يوم لرد بعض الوفاء لشهدائنا، لسوريتنا، لانتمائنا، لوطننا فليكن الوفاء اختياراً يبني ويرفع أعمدة الوطن.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية