|
ثقافـــــــة في قلب العالم جغرافياً وسياسياً وثقافياًِ، هو موقع سورية، كان النبض الأول للأبجدية والنبض الأول لنشر نور الرسالات السماوية، أرض معمدة بالدم والدمع، حضارة عمرها عشرة آلاف عام ونيف، كيف لايجود أبناؤها بالغالي مهما كان من أجل حريتها وكرامتها،
سورية قلب العروبة وحصنها الأخير، لم تبخل في يوم من الأيام بأي تضحية، حاول الغزاة أن يحلوا بها، دخلوها، لكنهم كانوا هباءً منثوراً لم تستقر الأرض تحتهم فاشتعلت الثورات وكانت قوافل الشهداء التي أنارت الدرب. سورية المكانة والموقع والحضارة أيضاً أشياء جعلت منها محطة أنظار الطامعين، ولانأتي بجديد إذ قلنا إنها كانت دائماً وأبداً محط أنظار الدول المستعمرة وفي هذا الإطار يقول فارس زرزور في كتابه أرض البطولات منذ عام 1912 أخذت فرنسا تعتبر نفسها «الوارثة الشرعية» للدولة العثمانية في الأراضي السورية، كما جاء على لسان آريستيد بريان أحد أبطال معاهدة «سايكس بيكو» من الطرف الفرنسي، وفي الوقت نفسه كان بوانكاريه رئيس الوزارة ووزير الخارجية الفرنسية في ذلك الحين يصرح في خطاب ألقاه في الجمعية الوطنية الفرنسية: ونحن مصممون على الدفاع عن حقوقنا ومصالحنا في سورية دون لين أو هوادة، وإننا عازمون على إدامة تقاليد فرنسا العظيمة في الشرق، ونحن مصممون بوجه خاص على كل ماينبغي لصيانة هذا الشيء المقدس الذي لايلمس باليد ولكنه يكمن بالروح ألا وهو «كرامتنا الوطنية». وفي مجلس الشيوخ كان بوانكاريه أكثر وضوحاً عندما قال: «إن المسألة الشرقية التي ارتسمت أمام الأنظار منذ أجيال- كلغز عويص لايمكن حله والتي دخلت على الرغم من جهودنا في طور جديد، هذه المسألة ستحل الآن في اتجاه أكثر تطابقاً مع المشاريع والآراء الفرنسية، ولست بحاجة إلى القول بأن لنا مصالح تقليدية في سورية ولبنان بوجه خاص، وأننا متفقون على حمل الجميع على احترام هذه المصالح». أما كليمانصو فقد تخلى عن أي مواربة ونبذ الطرق الدبلوماسية عندما قال: «إن الأمة الفرنسية لايرضيها أبداً أن لايكون في سورية أثر يدل على وجود فرنسا فيها، فإذا لم تمثل فرنسا في سورية بعلمها وعساكرها، فإن الأمة تعتبر ذلك عاراً وذلاً يشبه فرار الجندي من ساحة القتال». غير أن المسؤولين الفرنسيين كانوا يعلمون بأن أطماعهم في سورية لابد أن تصطدم بعقبات، أولاها التنافس الاستعماري الدولي، وقد قدروا خطورة هذه العقبة حق قدرها، فراحوا يبذلون الجهود والتضحيات للتغلب عليها، وهكذا لم تستطع فرنسا أن تقدم على ضربة ميسلون إلا بعد أن توقفت في تذليل الصعوبات الناتجة عن التنافس الاستعماري بينها وبين حليفاتها وفي مقدمتها انكلترا التي كانت تقف بالمرصاد وتطالب بحصة الأسد. ومع ذلك كله طردت فرنسا واستقلت سورية، وبنت دولة قوية البنيان، حققت ذلك بدماء الشهداء الذين رووا تراب سورية، لم تبقَ حبة رمل لم تعطر بدم حرّ أبي.. شهداؤنا فعل العطاء والديمومة والاستمرار هم النهر الذي يروي أرضنا، ويعطي حياتنا معنى الديمومة والاستمرار.. سورية أرض البطولات ومواكب النور لم تبخل يوماً ما بأن تقدم قوافل الشهداء من أجل الحرية والكرامة قدمتهم على كل أرض عربية. ولكن الأعراب اليوم ساهون لاهون، تائهون في صحراء الربع الخالي وراء نوقهم.. يحيكون المؤامرات على قلب العروبة.. ومهما اشتدت المصاعب وادلهمت الخطوب فإن دعم الشهداء نورحق، وعنوان حياة، نعم أرض البطولات هنا، ومجد العرب هنا والوطن الذي يفتديه أبناؤه بأرواحهم سيبقى حراً أبياً.. أيها الشهداء أنتم روعة العطاء قدس الأقداس كل مداد الأرض عاجز عن شكركم.. أنتم الأعلون، أنتم مواكب النور. يمن سليمان عباس *** عوالــــــــــم الخلــــــــــــــود من تضحياتهم، استمدت المفردات قدسية معانيها، ومن التراب الذي ارتوى بعنفوان دمائهم اشرأبت كرامة الأوطان، فضرجت بالشهادة عوالم الخلود، وبعبق أرواحٍ ما أذكى قوافيها. إنهم الشهداء ممن كانت ولازالت قوافل نورهم تضيء درب الكرامة، وقبل أن تعلق هاماتهم في ساحات المرجة بدمشق والحرية ببيروت أيضاً بعد أن استشرت ضراوة القتل الذي مارسه الاحتلال الفرنسي والعدو الصهيوني وغيرهم ممن لازالوا حتى يومنا هذا يعلنون الموت على كل كرامة ترفض الخنوع والاستسلام والطاغوت..
لأجل كل هذا، استحقوا الاحتفاء بهم في يوم تفخرالأعياد به.. وتفخر المفردات بأن تعطّر القوافي بطهر دم هو شرف التاريخ بحاضره وماضيه. أما البداية التي شرّف دم الشهداء التاريخ بها، وكانت سبباً في الاحتفاء بعيد الشهداء. فهي، مذ الاحتلال التركي لبلاد الشام ذاك الاحتلال الذي اشتدت ضراوته في عهد «جمال باشا السفاح» حيث شهدت بلاد الشام عهداً من الطغيان والإرهاب، مادفع كثير من الوطنيين الأحرار لتأسيس جميعات سرية هدفها مقاومة الظلم وفضح أساليب الاحتلال ووحشيته. يومها، كان السلطان «جمال باشا السفاح» الذي شارك بانقلاب على السلطان «عبد الحميد» قائداً للجيش الرابع في سورية، وقد فرض هيمنته ونفوذه على بلاد الشام ليقرر بعدها شن حملته على مصر- تلك الحملة التي باءت بالفشل نتيجة سوء إدارته للمعركة وهو مانتج عنه شعوره بالذل والانكسار ورغبته بالانتقام، وخصوصاً في ظل تفاقم وانتشار الخلايا الثورية الوطنية، ومادفعه لاعتقال الزعماء والمفكرين الوطنيين، ممن شهدوا من التنكيل والعذاب ما انتهى بالإعدام. ويستمر في سياسة بطشه وتعذيبه وإعدامه للأحرار.. وإلى أن استفحلت شروره بطريقة كانت سبباً في تلقيبه بالسفاح حيث كانت قوافل الزعماء التي تساق إلى الإعدام تتوالى ويكثر عددها وإلى أن كانت مجازره ووحشيته سبباً في الدعوة إلى الثورة، وفي قيام الأمير فيصل، بنزع كوفيته من على رأسه وقذفها إلى الأرض، ومن ثم الدوس عليها والصياح: طاب الموت ياعرب.. بعد قيام الثورة والتخلص من بطش الطاغية: «جمال» السفاح بدأ الشعراء والأدباء بوصف بشاعة ما اقترفته يدالإجرام الآثمة ليكون الشاعر «سليمان العيسى» واحداً من أولئك المناضلين والمقاومين وبحرف القصيدة تلك التي أبدع فيها بوصف الشهداء الذين قال عنهم: ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا عند الشهيد تلاقى الله والبشر ناداهم الموت فاختاروه أغنية خضراء ما مسّها عود ولاوتر أخيراً لدمشق العروبة والمقاومة وكل الأمجاد التي لازالت على شموخها غافية، لدمشق الشهادة والولادة والحضارة والمنارة.. أقول: تضرج قلبك بدم الأحرار فكنتِ الشهيدة الباقية.. هفاف ميهوب *** غاية الجودأن يسقي الثرى دمه ها هي قوافل الشهداء تتوالى دون توقف منذ فجر استقلال سورية وحتى يومنا هذا دفاعاً عن الوطن وكرامته وحضارته...فتحية وألف تحية لكل من استشهد فداء لوطنه. في هذا اليوم من كل عام تحتفل سورية في السادس من أيار بعيد الشهداء المقرون بأحكام الإعدام التي نفذها جمال باشا الملقب بالسفاح، بحق عدد من الوطنيين السوريين في كل من بيروت ودمشق إبان الحرب العالمية الأولى. كانت الكوكبة الأولى في 21 آب 1915 والكوكبة الثانية من الشهداء في السادس من أيار عام 1916 وكان عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم الأكبر عدداً ولذلك اتخذ يوماً للشهداء تخليداً لهؤلاء، لكل الشهداء المناضلين ضد الاحتلال، في كل معارك النضال العربي من حطين إلى تشرين. هذا اليوم هو ملحمة نضال صنعتها سواعد الأبطال الذين لايهابون الموت فهم اقتحموا الأهوال غير آبهين بشيء إلا كرامة وحرية وطنهم. وها هو الشاعر العربي الكبير القروي يقول معلقته الرائعة في الشهداء: خير المطالع تسليم على الشهدا أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا قد علقتكم يد الجاني ملطخة فقدست بكم الأعواد والمسدا ولم يكن الشاعر القروي الوحيد الذي هزته هذه الفاجعة بل عمّ الحزن والأسى كل القلوب، فتحولت الشهادة إلى موضوع يلازم أدباءنا وشعراءنا، فلم يبقَ شبر من أرضنا إلا وقد عطّر بدماء الشهداء الأبطال الذين جادوا بأغلى مايملكون.. فهذا الشاعر عمر أبو ريشة يشير إلى تلك الحقيقة بقصيدته بقوله: ياعروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب لن ترى حبة رمل فوقها لم تعطر بدما حرّ أبي أما الشاعر بدوي الجبل فقال في الشهيد: يعطي الشهيد فلا والله ماشهدت عيني كإحسانه في القوم إحسانا وغاية الجود أن يسقي الثرى دمه عند الكفاح ويلقى الله ظمآنا والحق والسيف من طبع ومن نسب كلاهما يتلقى الخطب عريانا أخيراً: لم تكن أيدي الطغاة تدري أن دم الشهداء سيكون منارة للأجيال وهو النجم الذي يهدي في ليل دامس طويل, فالتنحني هاماتنا إجلالاً لأولئك الذين روت دماؤهم تراب الوطن, هذه الدماء الطاهرة هي سر الحياة وهي التي تجعل الإنسان يتماهى مع السمو الوجداني في أرقى معانيه وأبهى صوره الناصعة.. عمار النعمة *** قبل الشهادة قالوا :أرواحنا رخيصة في سبيل الوطن ست وتسعون سنة مضت على ذكرى شهداء السادس من أيار عام 1916م، ولاتزال سجلاتهم تضيء صفحات التاريخ، رغم مرارة الحدث, فقد ابى جمال باشا السفاح إلا تعليقهم على أعواد المشانق في ساحات دمشق وبيروت لتتلطخ يداه بدمائهم الطاهرة لا لذنب اقترفوه إلا الحفاظ على أوطانهم والدفاع عنها. لم يثنهم غضبه عن هدفهم، ولم تلن عزيمتهم, وبقي صدى صوتهم يتردد إلى الآن, ولازالت كلماتهم الأخيرة أيقونة العز والفخار وشعار الكرامة والوفاء للوطن. قبل أن يجف الرمق كلمات نستذكرها وكانت آخر ما نطق به الشهداء قبل أن يفارقوا الحياة إلى مثواهم الأخير ومنهم: الشهيد عبد الحميد الزهراوي: الذي أصدر جريدة (المنبر) في حمص، وكان يطبعها ويوزعها سراً، وذهب إلى مصر، واشترك في تأسيس حزب (الحرية والاعتدال) وحزب (الائتلاف) المناوئين لحزب الاتحاد والترقي. انتخب في مجلس المبعوثان، وفي الآستانة أصدر جريدة أسبوعية تدعى (الحضارة). وفي عام 1912م انتخب رئيساً للمؤتمر العربي الأول في باريس. نُفّذ حكم الإعدام فيه شنقاً في السادس من أيار 1916م، وكان من أكبر الشهداء سناً، قال على كرسي المشنقة: «لينتقم الله من الظالم للمظلوم ». أما الشهيد شفيق المؤيد العظم الذي اعتقلته الحكومة العثمانية بتهمة تأسيس جمعية (الإخاء العربي) والسعي إلى إقامة إمارة سورية مستقلة، وكان جريئاً مهيباً. نُفذ فيه حكم الإعدام شنقاً في ساحة البرج في بيروت في 21 آب 1916 م، ويُعدّ في عداد القافلة الأولى من الشهداء، وطلب منهم حين أرادوا شنقه إمهاله ريثما يقرأ سورة الفاتحة، فأمهلوه حتى قرأها في صوته الجهوري. وقال الشهيد عبد الغني العريسي عندما وضع حبل المشنقة في عنقه: «بلّغوا جمال باشا أن الملتقى قريب، وأن أبناء الرجال الذين يقتلون اليوم سيقطعون بسيوفهم أعناق الظالمين، الدولة لا تبنى على غير الجماجم، وإن جماجمنا ستكون أساساً لاستقلال بلادنا». وعندما اعتقل الشهيد عمر حمد وحكم عليه بالإعدام, قال مخاطباً رضا باشا الواقف بين الحضور باللغة الفرنسية بعد أن أنشد النشيد العربي: «بلّغ حكومتكم الظالمة أن الذي يعمله رجالها الآن سيكون سبباً لخرابها وتقويض أساسها». ثم التفت إلى الحاضرين وتكلم بالعربية قائلاً: «إنني أموت دون خوف ولا جزع، أموت فداء الأمة العربية، خسفت يا هلال، وشلّت يمينك يا جمال». فغضب الموكل بالتنفيذ، ورفس الكرسي من تحته قبل أن يحكم الحبل في عنقه، فهوى إلى الأرض بين حي وميت، وأخذ الجلاد يشتمه ويعذبه إلى أن فاضت روحه. وعندما سيق توفيق البساط إلى ساحة الإعدام ورأى رفاقه معلقين على المشانق مشى مشية النمر الوثاب وصاح قائلاً وهو يسير نحو المشنقة: «مرحباً أرجوحة الأبطال، مرحباً قافلة الشهداء، مرحباً بالوفد الكريم». ولما صعد سليم الجزائري المشنقة بلباسه العسكري التفت إلى رضا باشا وقال: «قل لهذا الخنزير الكلب جمال أن لا يفرح بموتي فإن روحي ستظل حيّة، وستعلّم أبناء بلادي من وراء القبر دروس الوطنية وبغض الطامعين». وقبل أن يعدم الشهيد عبد الوهاب الانكليزي خطب خطبة حماسية لعن بها الدولة، وختمها بقوله: «إن الله في موقف العدل، وسيلاقي الظالم مصيره». كانت كلمات الشهيد سعيد عقل الأخيرة وهو يصعد إلى المشنقة: «أسأل ربي أن يكون دمي سبباً لحياة بلادي، وشرفاً لأمتي وأولادي». وقال الشهيد رشدي الشمعة قبل إعدامه: «الله ينتقم لنا، وينفع وطننا بموتنا». وقبل أن يفارق الشهيد شكري العسلي الحياة يهتف: «إن الله بالمرصاد، وسينتقم من الكفرة الظالمين، وليحيا العرب». وقبل أن ينفذ به حكم الإعدام شنقاً في بيروت قال الشهيد عبدالكريم الخليل في آخر لحظة من حياته بحضور رضا باشا وممثلي السلطة التركية والديوان العرفي: «يا أبناء أمتي وبلادي، يريد الأتراك أن يخنقوا صوت حريتنا في صدورنا، يريدون منعنا عن الكلام في هذه الساعة الأخيرة، ولكننا نتكلم ونعلن للملأ أننا أمة حية تريد الاستقلال، وتسعى للخلاص من نير الأتراك، أنت ياأرض الوطن احفظي تذكارنا، وأنت يا سماء بلادي احملي إلى كل سوري، بل إلى كل بلد عربي سلام هؤلاء الشهداء، ورددي عليهم كلامنا، قولي لهم: «إننا عشنا في سبيل الاستقلال، وها نحن نموت في سبيل الاستقلال». يا سادةً أَحْصَيْتُمُ فقتلتمُ لكُمُ مزايا لا أرى إحصاءها وقبل أن يفارق الحياة قال الشهيد أحمد طبارة: «نموت فرحين في سبيل قومنا» لم يرهب الموت الشهيد نور الدين القاضي بل تحداه وهو على حبل المشنقة بالقول وهو على المشنقة: «إنني بريء مما اتُهمتُ به، وأرجوكم أن تبلغوا أخي سلامي، قولوا له أن لا يبكي، لأنني أموت ميتة الأبطال في سبيل بلادي، ولم أسوّد لاسمي صفحة في الحياة ولا في الممات». والأمير عمر الجزائري قال: «إن قتلتم ابن الأمير عبد القادر سيعود على الدولة بالوبال، فلتحيا أمتي». ويخاطب بترو باولي القائمين بأمر الإعدام من الموظفين «عجلوا بتنفيذ الحكم وخلصونا من وجوهكم القبيحة، كان الأَوْلى بكم بدلًا من أن تفحصوا أجسامنا بدقة أن تحاكمونا بعدل، تأكدوا أننا لا نخاف الموت ولا المشنقة، خلصونا». وبعد أن تعانق الأخوان محمد ومحمود المحمصاني طويلاً وشنقا معاً في لحظة واحدة. التفت محمد إلى الحاضرين وقال: «يشهد الله أن ما عملناه من التهم الموجهة إلينا إنما كان عن اعتقاد ثابت بأننا نخدم بلادنا وأمتنا فلتحيا أمتي وليحيا العرب». وقبل أن يلقى حتفه قال عبد القادر الخرسا: «حُكم علينا بالإعدام لمجرد التشفّي والانتقام، وليس الديوان العرفي الذي حكم علينا، بل جمال الذي طلب إهلاكنا، وسيلاقي عقابه». وفعلاً لقي جمال باشا السفاح المجرم الغاشم عقابه على يد بدروس ديربوغوصيان وستيبان زاغيكيان. حقا لقد أثمرت تضحياتهم النبيلة ثماراً ناضجة يانعة، بعد ثلاثين عاماً من استشهادهم بجلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية عام 1946 م. وسجل التاريخ العربي الحديث سفر استشهادهم بكلمات من نور, وخلدهم الشاعرإسعاف النشاشيبي بالقول: عاشت دمشقُ وَأيُّ أمٍّ قبلها طُلب الفداءُ فقدَّمتْ أبناءها ولقد أُعدم غيرهم أيضاً بجرائم سياسية مختلفة، ومنهم الشيخان الخازنيان. مضت قافلة شهداء الحرية والاستقلال، ولسان حالهم ينشد: تقضي الرجولة أن نمد جسومنا جسراً فقل لرفاقنا أن يعبروا فاتن دعبول |
|