|
مجتمــــع
فكان الأبطال والشهداء والشعب الأبي معادلة حق في ضمير الحقيقة وميزان العدالة صاغها الدم السوري الطاهر بحروف من نور ونار.. واليوم لم يعد السادس من أيار هذه الذكرى الغالية على قلوبنا الحاضرة في وجداننا مجرد حقبة من التاريخ ننتمي إليه ... نتذكر أحداثه الأليمة ..وإنما أصبح كل يوم يشرق على هذا الوطن هو عيد للشهداء بكل ساعاته ودقائقه، بليله ونهاره... فالسادس من أيار حاضر طالما الاستعمار نفسه والمخطط والمدبر لأدوات القتل والخراب هونفسه خارج الحدود ووراء البحار فيما المتغير أن ذئاب العصر كثر عددهم ووحوش الظلم والظلام من عبدة الريال والدولار والدينار يشترون بحجم أحقادهم رضا أسيادهم لإعداد مطابخ السم والتآمر ومخابر التجريب الحي على الجسد العربي بشكل عام والسوري بشكل خاص . في عيد الوطن المعمد بدماء الشهداء تتسابق الأوسمة في كل مكان كماأكاليل الغار لتتصدر أضرحتكم وأمكنتكم ..فيما نداء أطفالكم وهي تخاطبكم من على المنابر الوطنية من المنزل إلى الساحات وقاعات المؤتمرات تهز وجدان كل من يسمعها وهي تلفظ كلمات الرحمة وتعدكم بالجد والاجتهاد والنجاح. أما المشافي العسكرية والوطنية ستبقى غرف عملياتها واستراحاتها وإقاماتها ومداخلها شاهداً على تلك القوافل التي مرت وتمر من هنا راحلة إلى كل المحافظات، وعلى موسيقا لحني الشهيد والوداع تذرف الدموع الحارقة فيما أنين القلوب يوجع الأعماق. شهداؤنا ماذا نقول لكم في عيدكم الذي أصبح على مدار الساعة حيث غلب اللون الأحمر على كل الألوان ..بصراحة ياأيها الشهداء الكبار تعجز الكلمات حين تكون دماؤكم هي الغالية وتصمت الصور حين تكون صوركم وقاماتكم هي الأعلى في فضاء الوطن ، ويغيب اللحن حين تتجاوز أسماؤكم الآلاف من محمد وعلي وجعفر وجورج وحنا وفادي ونادر وخالد وعمر وسليمان وخلف ونبهان ودريد وبشار وفؤاد وحسام وعيدو وكامل وفخر وإياد وعلاء ويوسف وسمعان... وهكذا القائمة تطول وتطول لأن ثمن الوطن وحريته يحتاجان التضحيات وليس أكرم من السوريين في تلبية النداء ..وأسرعهم إلى الوفاء لأن خلود الشهداء في صدرالوطن وذاكرته يمنحان الآخر البقاء فوق أديم هذه الأرض التي ماعرفت على مر الزمان إلا العنفوان والكرامة ورباطة جأش الرجال وصلابة مواقف الشعب في كل مراحل تاريخه. فأنتم ياشهداء سورية العظماء كما قهرتم أعداء هذا الوطن ببطولاتكم وصبركم وتحديكم لكل أدواته التي سخروها للنيل من هذه الأمة الصامدة، قهرتهم أيضاً باستشهادكم أهل الغدر والكفر والضلال لأن الشهادة هي غاية الجود بالنفس ومن جاد بنفسه نال أعظم مراتب الصفاء والكرم ...وهل هناك أجمل من الوطن كي ترخص له الأرواح... |
|