تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. دورية أردوغان تبحث عن وعد ترامب.. وسلطان «الثلج» يذوب في سوتشي

صفحة اولى
الاثنين9-9-2019
كتبت عزة شتيوي

على لوح من ثلج يكتب أردوغان :(لا أثق بترامب حتى لو سيّر دورية المارينز مع البزة الانكشارية إلى ماوراء أحلام الباب العالي في الجزيرة السورية )..

يحفر بمخالبه العثمانية بقوة... (لا أثق بالأميركان حتى لو جئت بالرئيس الأميركي موجوداً إلى المنطقة الآمنة يقتلع لي أشواك الأكراد من حلقي الأطلسي) ..قد يصطحب أردوغان لوح الثلج هذا إلى القمة القادمة مع بوتين وروحاني ..ليس مهماً ذوبانه في وضوح المشهد.. المهم هو تبريد الأجواء في اللقاء الثلاثي والحفاظ على صلاحية أوراقه بوزن لاعب إقليمي ...خاصة أنه أي أردوغان فقد ثلاثة أرباع قيمته الإرهابية ميدانياً باقتراب الجيش السوري من إدلب وسياسياً بعودته صاغراً إلى بيت الطاعة الأميركي دون أن يقبض معجّل المنطقة الآمنة ...‏‏

في الطريق إلى اللقاء الثلاثي المرتقب بين أنقرة وموسكو وطهران ..تبدلت الأحوال السياسية والميدانية بدرجات كبرى في الشمال السوري وتحديداً على مشارف إدلب ... وقلبت أحوال السلطان العثماني رأساً على عقب ..فما عاد أردوغان يفرد الخرائط الإرهابية على حائط آستنة يوم حوصر في إدلب... الصورة التذكارية التقطت لنقطته العسكرية المحاصرة في مورك وما اتفق عليه مسبقاً ولم يلتزم به في سوتشي نفذته مؤخراً معارك الجيش العربي السوري .. فماذا ينفع أردوغان إن هو خسر مساحاته الإرهابية وربح وعود ترامب على ألواح ثلجية أيضاً !!‏‏

الرئيس التركي قد يستثمر تصريحاته بالتشكيك بمصداقية ترامب أمام بوتين وروحاني ولكن هذا التسول في إطار سوتشي أو حتى مابقي من آستنة لن ينفعه في التمديد لمفعوله كلاعب... بات أداة أميركية- فالعملة السياسية لاتعطى استرحاماً أو مجاناً أو حتى إذعاناً، هي مقبوضة على مساحات الميدان ..لا تعترف بحكايا الدونكشوت مع طواحين الهواء ..‏‏

فعلى أي هراء يتكئ الرئيس التركي وأمام أي جمهور يتحدث بأنه قادر بعد على العبث الإرهابي في إدلب إذا جمد وقف اطلاق النار هناك في الشمال السوري مجدداً ...‏‏

نعتقد أن الرئيس التركي هو من تجمد لكثرة الكتابة على الحيطان الثلجية وذوبان وعوده وتصريحاته وأصابعه أيضاً.. بل إن الرئيس الروسي أكرمه بقطعة مثلجات في زيارته الأخيرة لموسكو قضمها أردوغان وعض على اللسان وعلى لمعان أسنانه الإرهابية التي بدأت بالتساقط فهرب يستنجد بالأميركي والإسرائيلي وربما يتوسل للكردي كي يمرروه إلى المنطقة الآمنة ...‏‏

لامناطق آمنة في اللعب المشترك مع واشنطن حتى لو كان السلطان من العبيد للبيت الأبيض ألم يرَ ماجرى لأصحاب (الفيل الأميركي) في الخليج وأوروبا..‏‏

أنقرة خرجت من المواجهات الكبرى في سورية بين واشنطن وروسيا وصاحب الظل الارهابي العالي ظهر قزماً و هو يحاول الصعود مجداً إلى كراسي سوتشي ..ولكنه سيعود لينام واقفاً على أبواب البيت الأبيض ...‏‏

فالمنطقة الآمنة لن تمر في سورية للكثير من الأسباب أولها الجيش العربي السوري وآخرها الرصاصة الأخيرة التي ستكون من بندقية الجندي السوري وبين البداية والنهاية شريط من حرب امتدت لثماني سنوات لم يطل منها أردوغان لامأذنة الجامع الأموي ولا ناطور سوتشي... فدمشق لاتكتب على ألواح الثلج بل تنسج سياستها بخيوط من الذهب والبروكار الدمشقي يشهد... ألم ير الباب العالي المخلوع خيبته في معرض دمشق الدولي ؟؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية