|
أبجدد هوز وبجمال الكلمات المفعمة بالأمل، وبالحديث عن المستقبل الذي يخلو من المنغصات.. يعدنك بأن الغد سيكون أجمل.. يطلبن من طالب القرب مهلة تعارف مبدئية.. ثم يتم تمديد المهلة من قبلهن مرات متتالية ليتمكنّ من الاطلاع على جميع الأوراق المعتمدة والمعلومات المتعلقة بهذا الشأن وليكون هامش حريتهنّ أوسع في الاختيار والتغيير.. ما يهم الأم وما يناسب ميولها عامل البذخ والإغداق على من أعطتهم أجمل سنوات عمرها.. ما يهمها أن تخربش بفوضى على حياة الراغبين ببناتها، وأن تنشب مخالب الاهتمام واللهفة في القلوب.. والأصح إشغالها. وهذا ما يحاكي رغبات الفتيات الثلاث.. لكنه يزيد من حالة القلق عند الراغب بالزواج.. الذي قد يكتشف أخيراً أنه كان في قائمة انتظار، يمكن أن يتم قبوله، ويمكن أن يتم رفضه في حال جاءهن الأفضل، الأغنى، الأكثر وسامة، فتصيبه حالة شعورية أقرب إلى شعور الموظف الذي ينتظر تنفيذ وعود المسؤولين بزيادة الرواتب، أو أقرب إلى شعور الذين يتقدمون إلى المسابقات في إحدى المؤسسات الحكومية التي يكابد من خلالها عذاب جمع وتقديم الأوراق الرسمية ويعيش معاناة حالة الترقب والانتظار وحرق الأعصاب لحين ظهور النتائج.. وبعد أن يطمئن وتصدر النتائج يدرك أن المسابقة لتثبيت بضعة أشخاص متعاقدين.. فيعود يلملم خيبته التي اخترقت قلبه ونثرته على ألسنة الفوضى من جديد. |
|