تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثقافة البرج العاجي

من داخل الهامش
الأثنين9-9-2019
ديب علي حسن

لا أظن أن مشهدا غائما وغير شفاف أبدا كما هو المشهد الثقافي في بعض جوانبه وعوالمه التي يظن بعض من يشرف عليها أنها تجارب نووية يجب أن تبقى سرا حتى لحظة التفجير الكبرى ,

مواسم ثقافية تقفز بوجهك برامجها التي لاتعرف كيف ومتى وأين أعدت ولماذا تأتي على هذا الشكل الذي نظن ,وكثير من الظن أبعد من يقين , أنها لاتخدم أحدا , ولا تقرب الجمهور من الحضور.‏

نكرس أسماء مللناها , كادت تقاسمنا حيواتنا , في غرف طعامنا وشرابنا , نكرس المكرس , ونحتفي بمن تورم كثيرا , بعضهم , وليس الجميع , لا نتعب أنفسنا في البحث عن قضايا تشدنا جميعا , نعمل على الاعداد لها قبل فترة من الزمن , نضع خطوات كبرى لها , ثم نناقشها بهدوء وروية , نعلن أنها قيد المناقشة والتعديل .‏

ما يجري الآن في الكثير من النشاطات أنك ترى أمامك بطاقة دعوة , برنامج لندوة كبيرة , احتفاء بهذا وذاك لم يعلن عنه سابقا , كيف ومتى تم الاعداد , لا أحد يدري , ليس المطلوب المشاركة بكل شيء , لا , ولكن هناك مشهد ثقافي واعلامي يتابع يجب أن يستفاد من متابعته , من خبرةالميدان التي اكتسبها , وهنا لن نقول : هذا وذاك , إنما الاعلام بشكل عام , لاسيما أن الكثيرين ممن هم في مواقع القرارات الادارية بالمؤسسات الثقافية , مازالوا يعيشون وهم أنهم أتوا إلى حيث هم تقديرا لهم , ولابداعهم , وعلى الثقافة والمثقفين أن يكونوا لخدمتهم , وليس العكس , أن تكون قائدا لمؤسسة ثقافية , يعني أنك أنت لخدمة الثقافة ومشروعها , للفكر الاصيل , للقدرة على التفاعل والاستفادة من كل المشاهد المحيطة بك, ثماني سنوات من الحرب علينا , لم نتعلم منها إلا القليل , الثقافة التي توضع برامجها وراء أبواب مغلقة ستبقى حيث وضعت , البرامج التي تكرس المكرس إن لم يكن لديه جديد, ليست إلا اجترارا بائساً...‏

الثقافة حياة , تفاعل , قدرة على أن تكون مبادرا , أن توجه الموج إلى الشطآن التي تريدها , لست عامل ديوان ما يأتيك تسجله , افتحوا أبوابكم , تواصلوا , تفاعلوا , اقتربوا من نبض الناس , اتركوا بصمة تضاف إلى ما هو أصيل , ثقافات البرج العاجي انتهت , ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية