|
مجتمع
أم أننا نراعي وجودهم بالمنزل ونغلقها وكأن شيئا لم يكن، معتبرين أن هذه الأمور والأخبار تخصنا نحن الكبار فقط، ونتعمد أن نبعدهم عنها وأن لا نلوث مسامعهم بها أم نقحمهم بها كل الاقحام ونوعيهم عليها باستمرار ونكون لهم المنور والمرشد لها ونوضح لهم مدى صحتها وصدقيتها ساعين وبكل جهدنا أن لا نتركهم للتلفاز والانترنت يتقاذفهم كيفما وأينما يشاؤون؟ فهل الخبر السيء أو المفاجئ المزعج يجب أن يعرفه الصغير مثل الكبير أم أنه يجب مراعاة تلك المرحلة الطفولية والبراءة التي فيه ونبعده عن مثل هذه الأخبار. غدا الحديث عن الأخبار السيئة مع الأطفال أمراً لابد منه، فالكثير من أخبار التلفزيون وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وما حولنا يجعلنا نشعر بشعوره بأن كل الأوضاع تدل على الأخبار المأساوية ومهما حاولنا ان نخفيها عنهم إلا أنها في النهاية هي أمامهم وعلى مرأى أعينهم. لكن ما هو أثر هذه الأخبار المأساوية على الطفل وكيف تؤثر فيه؟ وهل من حق الأهل أن يغيروا بحقيقة هذه الأخبار كي لا تكون صادمة لابنهم الصغير، وخاصة أننا كنا قد خرجنا من أزمة حرب شرسة اشتركت فيها كل أنواع القذارة والأوساخ في العالم لتصب قذارتها ولؤمها وحقدها على أبناء بلدي الحبيب، بالطبع هذا سيكون له انعكاس سيىء على الطفولة في بلدنا فهي اما سيصيبها الانكسار والخوف والفزع من كل شيء وبالتالي سينعكس على شخصيتهم وسلوكهم أو سيعتادون العنف ويكون طبيعيا بالنسبة لهم فما هو الحل وكيف سيتم التعامل معهم؟. أحبه أن يعيش الطفولة تعددت آراء الناس الذين التقيناهم حول هذا الموضوع، فمثلا أم أيمن وهي معلمة في مدرسة تعليم أساسي في ريف دمشق قالت: بالتأكيد لا أخبر ابني الأخبار السيئة على الإطلاق فهو يكفيه أن يلعب ويأكل وينام باكرا ولا أريده و هو بعمر صغير أن يعرف هذا العالم المليء بالعنف والشر وأريده أن يعيش طفولة مليئة بالحب والضحك والبراءة، لكنني دائما أحاول جاهدة أن أخبره أن هناك خيرا وبمقابله يوجد شر والانسان الجيد عليه باستمرار اختيار الخير والسير والسعي بداخله كي يزرع خيرا ويحقق خيرا. لا أريدهم بعيدين تختلف معها أم ليمار فتقول: أنا أولادي أصدقائي وهم بعمر تجاوزوا فيه مرحلة الطفولة لذلك أجد أنه من الضروري أن أحدثهم عن الاخبار السيئة والجيدة التي نراها بالتلفاز، هو أمر ضروري بالنسبة لي ولا أريد أن يكون أولادي بعيدين عن الواقع الذي نعيشه كل البعد فيجب ان يعرفوا ماذا يحصل كيف الحياة فيها المر والحلو كذلك الطيب والشرير وأتناقش معهم بهذه الامور حتى احيانا أترك لهم لوحدهم أن يعرفوا نتائج الاحداث التي نتحدث عنها وماذا يجب أن يحدث بالواقع. المرشدة الاجتماعية فدوى السليمان تؤكد على وجوب أن يراعي الأهالي الأعمار الصغيرة لأولادهم فلا يحدثونهم وهم بعمر صغير عن الأسى والعنف والحزن لأن الطفل بعمر صغير قد يغرق بهذه المشاعر ولا يتفهمها على الإطلاق. علينا ان نسعى جاهدين ان نجعله يعيش في عالمه ويجب أن نتركه فيه كي يحيا حياة سليمة صحية وصحيحة ونترك الاخبار السيئة لمن هم بعمر أكبر على الأقل يكونون قد مروا بمرحلة الطفولة وعدم قدرتهم على التمييز بين الخير والشر على الاطلاق وأصبحوا بعمر يساعدهم على التمييز ويعرفون الصح و الخطأ. ويجب على الأسرة أن تقحم ابنها ولو كان بعمر المراهقة بحديث ولو كان بسيطا في البداية عما يدور من حولنا وشرح له ما هو الشيء الصحيح وما هو الخطأ وشيئا فشيئا نوعيه عما يجري ويدور حولنا ونعمل على ان نزرع فيه حب الخير والابتعاد عن الاذى والأذية للآخرين وكيف يساهم بعمل الخير دون أن ننسى أنه على الأهل السعي باستمرار وبأي مناسبة تحدث أمام أولادهم ألا يتوانوا أن يزرعوا فيهم حب الوطن وقدسية ترابه وأن الوطن هو أهلهم بعد أسرته، لذلك كيف يدافع عن أمه نعلمه يدافع عن وطنه وانه لابديل عن ترابه وأن الأمور المادية في الحياة ليست كل شيء على الإطلاق فالحب ضرورة والخير والمساعدة للمحتاجين ومد يد العون لمن يريدها. فالأحداث السابقة التي مرت بنا يجب أن تفتح أعيننا على أمور هامة جدا وهي أن يكون هذا الجيل الشاب على علم ودراية بكل شيء يحصل وأن نعرف ونوضح له موقفه مما يحدث على أرض الواقع كي لا يغرر به ويضحك عليه وأن لا يكون لعبة بيد أحد فجميعنا نعمل ونتعب ونربي كي يكون أولادنا عونا لنا في الحياة بل واستمرار لنا على هذه الحياة فكافة الأسر تتمنى أن يكون ابنها امتدادا لهم فكيف تكون الأسرة وعلى ماذا تربي ابنها وأن يكونوا على اطلاع بكل شاردة وواردة تتعلق بابنهم لا يتركونه بعيدا عنهم لا يعرف شيئاً سوى الكرة والموبايل والألعاب. أصبحت الحياة صعبة ومعقدة كثيرا لكننا جميعا علينا أن نسعى جاهدين لأن نعيشها بكل حب وصدق وان نربي أولادنا على هذا الاساس وأن لا نغفل أي شيء يتعلق بأفراد أسرتنا. |
|