|
متايعات سياسية أليست الإدارات الأميركية المتعاقبة هي من تخلق الذرائع والحجج الواهية لغزو الشعوب ؟ ألم يستخدم أوباما الإرهاب لتدمير الدول وفي مقدمتها ليبيا ويسعى الآن لتدمير سورية والعراق؟!. الإدارات الأميركية جمهورية كانت أم ديمقراطية لاتختلف سياساتها الخارجية منذ عقود، فهي تعتمد على التضليل وتحاول من خلال سطوة قوتها العسكرية السيطرة على مقدرات الشعوب من خلال إشعال الحروب الأهلية وتقسيم الدول ، ولاتتردد في غزو الدول التي لاتخضع لاملاءاتها وسياساتها الاستعمارية تحت ذرائع واهية تعترف بأنها مفتعلة بعد أن تدمر هذا البلد وتشرد الملايين من شعبه، وغزو العراق بذريعة وجود أسلحة دمار شامل خير مثال على ذلك حيث اعترف وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول بأن الصور التي عرضها أمام مجلس الأمن للايحاء بوجود أسلحة دمار شامل في العراق كانت مفبركة لتكون تلك الذريعة المفبركة سبباً في تدمير مقدرات العراق وتشريد وقتل وجرح أكثر من ستة ملايين عراقي ، ولايزال هذا البلد يعاني من تداعيات هذا الغزو الأنغلو أميركي الذي فرض على العراقيين دستوراً يؤسس للخلاف والنزاعات الطائفية وبالتالي زرع بذور الفتنة ونشر الإرهاب والفوضى. ماقامت به الولايات المتحدة الأميركية خلال العقود الماضية من إشعال الفتن والحروب فهي كثيرة نذكر منها حروب البلقان وأفغانستان وتدمير ليبيا ومحاولاتها الحثيثة لتدمير سورية عبر دعم العصابات الإرهابية التكفيرية بكل وسائل القتل والتدمير والتستر على جرائمهم وتشجيع هؤلاء المجرمين على الامعان في إجرامهم وبث الفوضى وتدمير مؤسسات الدولة السورية تنفيذاً لمخططها الإجرامي في تقسيم المنطقة إلى كانتونات ضعيفة متناحرة فيما بينها الأمر الذي يؤكد التورط الأميركي في إذكاء الفتن والحروب التي تحقق لها أجندتها الاستعمارية . هذه السياسات القائمة على إثارة الفوضى والقتل والتدمير أكدتها صحيفة واشنطن بوست حيث أشارت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية مستمرة في بيع السعودية القنابل العنقودية وأن الكونغرس صوت مؤخراً لمصلحة استمرار بيع القنابل العنقودية للسعودية والتي تستخدمها في عدوانها على الشعب اليمني وهذا يشير إلى أن الإدارة الأميركية التي أعطت الضوء الأخضر لآل سعود وبعض ممالك وأمراء النفط بشن عدوان على اليمن تمعن الآن في سفك المزيد من دم أطفال ونساء وشيوخ وشباب اليمن ، وإذكاء الفتنة بين أبناء الشعب الواحد عبر تقديم أحدث الأسلحة المتطورة والمحرمة دولياً للدولة الغازية وفي ذلك تحقق غايتها في تدمير الدولة اليمنية وخلق حالة من العداء المستفحل بين السعودية واليمن ،وفي نفس الوقت تستنزف أموال النفط الخليجي لانعاش اقتصادها وتمويل حروبها المباشرة أو بالوكالة عبر أذرعها الإرهابية من التنظيمات التكفيرية المصنعه أميركياً مايعني خلق المزيد من المشكلات والحروب الدولية التي تفاقم التوتر في العالم عموماً والمنطقة على وجه الخصوص. وذلك في اطار سياسة الخارجية الأميركية القائمة على خلق الأزمات وتركها للمجهول. أوباما الذي أقر بعجز بلاده عن حل مشكلات العالم وطالب بتحالفات وشراكات دولية سبق وأن شكلت ادارته تحالفاً دولياً من أكثر من ستين دولة لمحاربة تنظيم داعش الارهابي الذي ارتكب ابشع الجرائم والمجازر بحق الانسانيةوكان من نتيجة آلاف الطلعات الجوية المزعومة التي نفذها هذا التحالف بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ان هذا التنظيم الارهابي تمدد جغرافياً وحصل على أسلحة وتقنيات متطورة تساعده على ارتكاب اعماله الوحشية بحق البشر والشجر والحجر وسرقة النفط والآثار مايعني ان الولايات المتحدة كاذبة في ادعاءات محاربة الارهاب وتعمل على تضليل الرأي العام، فالنتائج بعد اكثر من سنتين على تأليف هذاالتحالف تشير الى أن الادارة الأميركية مازالت تستثمر في الارهاب ولاتريد القضاء على داعش مادام يحقق لها اجندتها العدوانية في استنزاف طاقات الشعبين السوري والعراقي، بل انها تغض النظر عن الدعم اللامحدود الذي تقدمه السعودية وقطر ونظام أردوغان الاخواني الذي جعل من أراضي بلاده وكراً ومركزاً لتدريب المجرمين المرتزقة، وهذا يقدم دليلاً آخر على أن الولايات المتحدة الأميركية تغذي حرائق النزاعات في العالم وتتهرب من المساهمة في اطفائها. لقد بات معروفاً للقاصي والداني أن المواقف الأميركية سمتها الأساسية الازدواجية والنفاق فهي تصرح إعلامياً عكس ماتنفذه على أرض الواقع. وتصريحات أوباما بعجز بلاده عن حل المشكلات التي يتعرض لها العالم ليست سوى سياسة ممنهجة للتنصل من مسؤولياتها عن سفك المزيد من الدم عبر الحروب ونشر الإرهاب الذي بات يشكل خطراً على العالم أجمع ،ولو كانت الإدارة الأميركية جادة فعلاً في حل المشكلات والقضاء على الإرهاب لكانت ساهمت في إيجاد آليات لتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحترم السيادة والاستقلال وعدم التدخل في شؤون الدول، وكذلك تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتعاونت مع الدول التي تحارب الإرهاب منذ نحو ست سنين وفي مقدمتها سورية ولكن سياسة واشنطن ومنذ عقود خلق المشكلات والنزاعات لاحلها. |
|