|
عن لوفيغارو فوكس يقول أدريان : حلب مقطعة الأوصال حلب الشهيدة لكنها ستتحرر قريبا حيث أنه و ضمن أجواء استخفاف اعلامي غربي لما يحدث في حلب ها هو الجيش السوري يتوصل الى قطع آخر طريق يربط جماعات الارهاب مع قواعدهم اذ أنه و لأول مرة منذ بداية الأحداث في سورية يجد هؤلاء الارهابيون أنفسهم و قد وقعوا في الفخ الذي نصبوه لأنفسهم حيث استطاعت مواقع الجيش السوري أن ترد حصار هؤلاء من جهة الشمال و أن تقلب السحر على الساحر ليجد أفراد هذه الجماعات المسلحة أنفسهم اليوم سجناء في أماكن تواجدهم. انها انعطافة جديدة هامة جدا في الحرب التي تضرب سورية منذ خمسة أعوام و نيف و بالرغم من صمت كاتدرائي حول الحدث و صخب الملاعب في كأس أوروبا الذي غطى مساحات الاعلام و الأخبار فان انتصار الجيش السوري في حلب يأتي مدويا و ليس تكتيكيا فقط لانه نصر استراتيجي . حلب هي المدينة الثانية في سورية تشكل عاصمة شمال البلاد و كانت تنافس دمشق اليوم و بعد التقدم الذي أحرزه الجيش في حمص و حماه نجده يخوض معركة كبرى في حلب و يحرز تقدما جديدا لنستطيع القول: إن 80% من مساحة سورية هي الآن تحت سيطرة الحكومة السورية لا كما تدعي المعارضة . و بهذه الفاعلية فان البلاد تتخلص بالتدريج من براثن هؤلاء الارهابيين الذين مازال البعض يصر على تسميتهم ب « المعارضة السورية » حتى منظمة العفو الدولية و صحيفة لوموند لم يتورعوا عن تسميتهم «متمردين اسلاميين » و كان آخر تقرير لجمعية الدفاع عن حقوق الانسان هو اعتراف بجريمة حرب جديدة لهذه المعارضة التي ليس لها من الاعتدال سوى الاسم . أجل اننا نشهد اليوم نصرا كبيرا للجيش السوري يحققه في وقت تسعى فيه تركيا لترقيع علاقتها مع روسيا فقد وجه هذا الجيش القوي ضربات موجعة و هزيمة ذات نتائج فادحة للجماعات المسلحة التابعة للقاعدة في سورية ( جبهة النصرة ) و الى الأتراك حيث ستدفع هذه الضربات بالأتراك للدخول في حوار مع دمشق أي أنه بالنسبة لتركيا حان الوقت للتسليم بواقع الحال لأن اضرام الحرب في سورية التي عمل عليها أردوغان بكل ما يستطيع لم ينتج سوى تعزيز خطر الارهاب في أنحاء المنطقة كافة . لقد كانت الاستراتيجية الروسية منذ بداية التدخل الروسي في سورية ضرب داعش في تدمر ثم التخلص من الجماعات الارهابية في الشمال تلك المدعومة من قطر و السعودية على الحدود التركية و لن يتم التوجه الى الرقة و الى دير الزور قبل التخلص من الارهاب المحيط بحلب و لن يتحقق تحرير المناطق من كل هذا الارهاب دون قطع صلته بقواعده التركية . قد لا تكون نهاية الحرب السورية قريبة لكن من الواضح أن الأمل الذي يحققه الجيش السوري غير موقف الأطراف المتورطة في الصراع . انه لمن الملاحظ غياب رد الفعل الغربي الذي و منذ عام تقريبا ينكر بطولات الجيش العربي السوري الذي يحارب على جميع الجبهات كما فات الأوان على لوران فابيوس كي ينقل لأصدقائه ملوك البترول بأن « جبهة النصرة تقوم بعمل جيد ». ان بقاء الرئيس الأسد في السلطة هو واقع و حقيقة يجب أن يأخذوها في حسبانهم خلال السنوات القادمة و بعد خمسة أعوام من العمى الذي أغشى بصيرتهم حان الوقت أن نعيد فتح سفارتنا في دمشق و أن نقوم بتجديد روابطنا لسياسة فرنسا في الساحة السورية . |
|