تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


10سنوات والعدو الصهيوني مازال يترنح من الصفعة...الوعد الصادق..انتصار الإرادة وسقوط الغطرسة الصهيونية تحت أقدام المقاومة

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الأربعاء 13-7-2016
احدث انتصار المقاومة اللبنانية منعطفا استراتيجيا في توازنات القوة وانتقالا مفصليا من التحرير الى الردع وتحولاً تاريخيا في الصراع العربي مع الكيان الصهيوني الذي سقطت كل رهاناته وترهاته على تفوقه العسكري والتكنولوجي ليخرج مهزوماً يلملم خساراته وليبقى محور المقاومة صامداً شامخاً.

كان التراجع الاسرائيلي في الاهداف المعلنة للحرب جليا من تصريحات وتخبطات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين منذ الايام الاولى للعدوان فمن هدف القضاء على المقاومة الى توجيه ضربة بنيوية للمقاومة الى ضرب القوة الصاروخية لها حتى بات الكيان الصهيوني في الايام الاخيرة يستجدي توقفا للحرب وحرّك الضغوط الدولية لكي يكون ايقافا غير مذلّ لكنه كان اكثر من مذل .‏

ويعي الجميع ان ما يجري في سورية والحرب المعلنة عليها تقف وراءه «اسرائيل» ودول التآمر والهيمنة العالمية لوقوفها إلى جانب المقاومة وصمودها في وجه مشاريع ومخططات الاحتلال في المنطقة التي تريدها منطقة تابعة لسياسات الغرب الاستعماري و التآمر على سورية لاستهداف محور المقاومة في المنطقة والذي أثبت ومازال أنه قادر على التصدي لكل المخططات المشبوهة ومستمر في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها.‏

اليوم الثاني من حرب تموز: بدء العدوان الصهيوني‏

بعد عملية للمقاومة استهدفت آليتين عسكرييتين إسرائيليتين وتنفيذ عملية أسر نوعية لجنديين صهاينة جاء وقع الخبر على كيان الاحتلال كالصاعقة؛ مفاجأة صادمة أربكته فدوت صافرات الإنذار في أرجاء فلسطين المحتلة وارتفع منسوب التخبط في صفوف قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين وأعطيت الأوامر لطائراته ومدافعه لقصف بعض القرى الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة في وقت كانت التهديدات والوعود بالرد تخرج من إجتماعات حكومة الكيان واللجان العسكرية فيه، أما الحسم فكان المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذلك اليوم أكد فيه ان « هؤلاء الاسرى الموجودين لدينا لن يعودوا الى ديارهم سوى عبر طريقتين المفاوضات غير المباشرة والتبادل ولا يوجد احد في هذا الكون يمكن ان يردهم الى ديارهم الا بالتفاوض غير المباشر او التبادل «.‏

هذا التحدي اغاظ كيان الاحتلال فاستكمل عملياته العسكرية العدوانية التي بدأها ومعها كانت بداية حربٍ أدرجت في سجل العدو هزيمة جديدة وفي سجل المقاومة نصراً مشرفاً فقد جاء في تقرير للقناة العاشرة االصهيونية أن ما يقارب من أربعة الاف صاروخٍ و قذيفة صاروخية أطلِقت على «إسرائيل» في صيف 2006 أربعة الاف صاروخٍ في أربعة وثلاثين يوماً هذا معدّل أكثر من مئة صاروخ في اليوم وهذا ما دفع ما يقرب من ثلاثمئة ألف مستوطن إلى ترك الشمال والتوجّه جنوباً .‏

في اليوم الثاني من العدوان الصهيوني على لبنان بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ سياسة التهجير القسري باستهدافها المدنيين بوابل من قذائف وصواريخ وترتكب مجزرة في بلدة الدوير ليرتفع عدد الشهداء إلى خمسين والعشرات من الجرحى. وتواصل تدمير ما تبقى من جسور رئيسية وفرعية في مناطق الجنوب اللبناني واستكمالاً للحصار المفروض على لبنان تدمر غارات جوية عنيفة جسر صوفر - المديرج الأضخم في الشرق الأوسط وجسر النملية لتقطع الطريق الدولية بين بيروت ودمشق.‏

ثم ما لبثت ان توسعت دائرة العدوان إلى بيروت واستهدفت الطائرات الحربية المطار الدولي فقصفت المدرجات وخزانات الوقود ليقفل بذلك المطار وتتوقف حركته كما طال العدوان مبنى تلفزيون المنار في حارة حريك فيما دمرت الغارات هوائيات الارسال التابعة للتلفزيون في بعلبك.‏

وصعدت «اسرائيل» من اعتداءاتها وهددت حكومة العدو بقصف الضاحية الجنوبية وأنذرت سكانها بإخلاء منازلهم فيها، وردت المقاومة ببيان هددت فيه بقصف مدينة حيفا في حال تعرضت بيروت والضاحية للقصف و هددت بضرب حيفا في حال ضربت بيروت الإدارية بالمقابل كثفت المقاومة ضرب المستوطنات بصواريخ الكاتيوشا.‏

قيادة الجيش اللبناني أعلنت عن استشهاد اثنين من العسكريين وإصابة سبعة آخرين بينهم ضابطان، وقالت إنه تم تعزيز مراكز الجيش للتصدي لأي محاولة إنزال أو اختراق معادية.‏

السيد حسن نصر الله اكد في اول خطاب له بعد بداية العدوان على لبنان : «ما يجري ليس رد فعل على عملية الاسرى انما تصفية حساب مع الشعب اللبناني والمقاومة والجيش نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها» وخاطب حكام الاعراب ومشيخات البترودولار العميلة للعدو الصهيوني «لا أريد أن أسألكم عن تاريخكم نحن مغامرون نعم، ولكننا مغامرون منذ عام 1982؛ لم نجر الى بلدنا سوى النصر والحرية والتحرير والشرف والكرامة والرأس المرفوع. هذا هو تاريخنا، هذه هي تجربتنا، هذه هي مغامراتنا في عام 1982 قلتم عنا وقال العالم اننا مجانين وأثبتنا أننا العقلاء لم نراهن في يوم من الأيام عليكم راهنا على الله وعلى شعبنا وعلى قلوبنا وعلى سواعدنا وعلى أبنائنا» .‏

الرئيس الأميركي جورج بوش عقد مؤتمراً صحافياً في ألمانيا قال فيه: «يجب أن تحاسب سورية وعليها أن تمارس الضغط لإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين.. لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»؛مملكة ال سعود حمّلت المقاومة «المسؤولية الكاملة». أبدت الجمهورية الإيرانية استعدادها لإعادة بناء ما دمرته «إسرائيل» منددة بالهجمات الاسرائيلية وأكدت وقوفها إلى جانب المقاومة. واعتبر الرئيس محمود نجاد أن هذه الهجمات تجسد «الطبيعة العدوانية لهذا الكيان».‏

معجزة المقاومة الهندسية‏

في أعقاب حرب تموز مباشرة عبر أحد مراقبي الأمم المتحدة عن ذهوله حين شاهد تعقيد وتحصين إحدى شبكات الأنفاق التي أقامتها المقاومة على بعد مائتي متر فقط من الحدود مع فلسطين المحتلة حيث تنشط استخبارات الجيش الصهيوني التي تستخدم أكثر أجهزة التجسس تطوراً في العالم وعلى بعد كيلومترات قليلة من مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في الناقورة الشبكة الهندسية كانت معقدة حدا ومحصنة جداً ومحمية بـِ سُمْكِ متر من الاسمنت المسلح ولكن ولعلم هذا المراقب بطبيعة المراقبة المكثفة ولقرب الشبكة الكبير من الحدود علّق مذهولاً حين رآها بعد الحرب: «يبدو أن المقاومة قامت بجلب الاسمنت إلى هنا بالملعقة «مشيرا الى ان شبكة الأنفاق كانت هائلة وتمّ تحصينها وتمويهها بطريقة فعالة جداً لتكون إحدى مفاجآت حرب المفاجآت ما عطل قدرة الجيش الصهيوني لاحقاً من تدميرها أو إجبار المقاومين على إخلائها خلال الحرب.‏

اعترافات صهيونية :واجهنا خصماً إعلامياً ذكياً ومتطوراً‏

لعب الاعلام المقاوم دورا ريادياً مشرفاً و مكملاً لبطولات المقاومين وصمود الشعب وأحدثت الحرب النفسية الذي ابدى الاعلام المقاوم فيها مهارة وحرفية انتصارات في دك مشاعر الثقة لدى قادة وجيش الاحتلال عن طريق توثيق العمليات بالصوت والصورة لدحض ادعاءات كيان الاحتلال.‏

حيث المقاومة وثقت خلال تلك الفترة عملياتها من اقتحام مواقع وأسر جنود وتصد لعدوان اضافة الى اختراق مواقع العدو الصهيوني الالكترونية أو من يؤيده وبث رسائل للعالم عن حقيقة الكيان الصهيوني وجرائمه.‏

وقال ألون بن دافيد المعلق العسكري للقناة العاشرة الصهيونية عفي معرض توصيفه الحرب الاعلامية بين المقاومة اللبنانية و»اسرائيل» خلال حرب تموز 2006 « كانت تلك حرباً غير ناجحة واقول ان اعلامنا عكس حرباً لم تكن جيدة .. اسرائيل واجهت في الحرب خصماً اعلامياً ذكياً ومتطوراً ذا قدرات اعلامية وبنية تحتية اعلامية لم تعرف اسرائيل مثيلاً لها في تاريخها ، حزب الله كان خصماً اشد ذكاء من جميع الخصوم ، لقد كانت الحرب الاشد في الناحية الاعلامية من اي حرب سابقة في تاريخ اسرائيل » .‏

هذه الكلمات وغيرها الكثير من اعترافات المحللين السياسيين العسكريين الصهاينة تعكس حجم الازمة التي عاشتها «اسرائيل» اثناء عدوان تموز وهي تشي بواقع جديد سحب فيه البساط من تحت التفرد الاسرائيلي بقوة التأثير عسكرياً كان أم نفسياً ليمتلك الطرف العربي المقاوم الدور الاقوى .‏

شهادات فينوغراد: قادة الصهاينة يقرون بالهزيمة أمام المقاومة‏

لا تزال تداعيات هزيمة تموز تلقي بظلالها على كل مفصل من مفاصل كيان الاحتلال وهو ما يظهر جلياً من خلال المناورات العسكرية التي أجراها جيش الاحتلال ويجريها سواء على صعيد التدريب والتجهيز العسكري أو تأهيل ما يسمى بالجبهة الداخلية لديه محاولاً الاستفادة من عبر حرب تموز التي تضمنها تقرير لجنة فينوغراد التي شكلت عقب الحرب واستمعت الى شهادات كبار قادة العدو السياسيين والعسكريين لتخلص الى تقييم أسباب الهزيمة وسبل معالجتها.‏

شيمون بيريز : «إسرائيل» الآن مكسر عصا‏

في شهادته أمام لجنة فينوغراد يقرّ بيريز بالهزيمة فيلفت إلى أن نتائج الحرب كانت صعبة جداً على «إسرائيل»، إلى حدود أصبحت فيها «إسرائيل» الآن مكسر عصا فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ولا تفاجأ وغير خلاقة لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب, ويضيف «نحن الآن في نظر العالم ضعفاء».‏

إيهود أولمرت : رأيت المستنقع اللبناني يطبق علينا‏

من جهته حاول رئيس حكومة الاحتلال السابق ايهود اولمرت إلقاء مسؤولية الهزيمة على رئيس هيئة الأركان في جيشه لافتا الى أن دان حالوتس أكد له أكثر من مرة أن «إسرائيل قادرة على خوض معركة عسكرية على جبهتي لبنان وفلسطين معاً». ومذكراً بأن حالوتس قال له حرفياً « انك تملك جيشاً نوعياً قوياً وجاهزاً لأداء كل المهمات التي ستوكل اليه «, ومعلقاً على ذلك بالقول بانه لم يكن بوسعه معرفة أن الحال لم تكن كذلك» مضيفاً: « إني رأيت المستنقع اللبناني يطبق علينا وعرفت انه لن تكون هناك ضربة قاضية».‏

إيلي يشاي : حزب الله هبط معنوياتنا وتلاعب بأعصابنا‏

من جانبه أقر ايلي يشاي الذي شغل منصب نائب رئيس حكومة الاحتلال ووزير الصناعة والتجارة وكان عضواً في اللجنة الوزارية المصغرة التي أدارت حرب تموز عام 2006 اقر بالهزيمة «لقد لاحظت وجود حربين مشتعلتين في الوقت نفسه حرب عسكرية وحرب نفسية»، لافتاً الى أن «حزب الله أدار معارك نفسية ناجحة برغم انعدام المقارنة بين قدراته وقدراتنا».‏

إيهود باراك : خرجنا من الحرب الأخيرة ونحن نضع ذَنـَبـَنا بين أرجلنا‏

أقر ايهود باراك بهزيمة كيانه خلال الحرب قائلاً « نحن خرجنا من الحرب الأخيرة ونحن نضع ذَنـَبـَنا بين أرجلنا .. وهذا ما أدى إلى أن نفقد قوة الردع لدينا بشكل كامل» .‏

نتنياهو : لم تنتصر الحرب وأهداف حكومة أولمرت لم تتحقق‏

أقر نتنياهو بهزيمة كيانه من قبل المقاومة قائلا « نحن لم تنتصر في هذه الحرب والأهداف التي وضعتها حكومة اولمرت نصب أعينها لم تتحقق فحكومتنا لم تستطع تجريد حزب الله من سلاحه، ولم تستطع إزالة تهديد الصواريخ عن إسرائيل، والجنديين المختطفين لم يعودا أيضاً»مقراً بأن «الشعب الإسرائيلي اهتزّ من نتائج الحرب على لبنان»‏

وثيقة إسرائيليّة سريّة تعترف بإخفاقات جيش الاحتلال‏

اشار أوري ميلشتاين من أشهر المؤرّخين العسكريين في «إسرائيل» وفي دراسةٍ جديدةٍ نشرها في صحيفة (معاريف)» لم يكن معظم قادة الجيش الإسرائيلي الذين قاتلوا في لبنان معلومات عن حوالي 40 «محمية طبيعية» مخابئ وأنفاق وأنّ حزب الله بناها بالقرب من الحدود وان القيادة الشمالية لم تتلق أي إنذار بشأن الاختطاف في الثاني من تموز 2006 والذي قادنا إلى الحرب حتى أنّ عمليات حزب الله تمّ التخطيط لها على مدى أشهر معدودة.‏

مضيفا قبل ذلك بست سنوات وفي تشرين اول 2000 بعد هروب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وقع فشل مشابه لـ «أمان» وحينها اختطف حزب الله ثلاثة جنود من سلاح الهندسة في قطاع «جبل دوف» ساعة قيامهم بدورية على طول الجدار الفاصل بعدها بأربع سنوات أعيدت جثثهم مقابل تحرير 400 أسير فلسطيني وحوالي 36 اخرين معظمهم لبنانيون.‏

الجنرال احتياط حان ليبني، قائد الكتيبة 300 التي كانت مسؤولة عن قطاع الاختطاف في العام 2006، يقول: قدرنا أنّ حزب الله سيحاول مهاجمة أحد المواقع العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، وكانت هذه هي نقطة ضعفنا، لم نقدر أنهم سيقومون باختطاف ويتوجهون إلى مهاجمة أي سيارة تلوح لهم لكي نمنع حدوث الاختطاف كان علينا الاستمرار في سياسة «صفر أهداف» التي اتخذناها طوال ثلاثة أسابيع منذ اختطاف شاليط، أي عدم السير بالقرب من الحدود لكي لا نمنح حزب الله هدفًا يهاجمه ولكن فشلنا.‏

وكشف المؤرخ الصهيوني اعتماداعلى الوثيقة السريّة أنّ جيش الاحتلال قام بتطوير مفهوم تعمل فيه القوات البرية ومعها الجوية والبحرية بالتوازي ضد نقاط حيوية كثيرة وخلال الاحتكاك به تنجز معلومات استخباراتية تمكننا من المساس بنقاطه الحساسة، والأسلوب المبعثر يضطر حزب الله إلى مواجهتنا في المكان الذي نحدده نحن ولكن جاءت الحرب وتلقينا ضربة والنظرية لم تطبقكما جاء في الوثيقة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية