|
أخبار « ماذا فعلت يا جوبا باستقلالك ؟ « تتساءل مجلة لوبوان الفرنسية في عنوان لها تناولت فيه هذه الأحداث الدامية، استهلته بالقول : خمس سنوات بالتمام والكمال انقضت على استقلال أحدث دولة في العالم، ولكن سرعان ما تراجع الفرح والبهجة بالاستقلال ليفسح المجال للدم والدموع والجوع . لم يكن ثمة مجال للاحتفال بالذكرى الخامسة لاستقلال جمهورية جنوب السودان، والاتفاقية التي كان من المفترض بها قلب صفحة حرب أهلية مدمرة سرعان ما انهارت . وكان قد سقط الآلاف من الضحايا منذ كانون الأول لعام 2013 بداية الحرب الأهلية التي عصفت بأفتى دولة في العالم وباقتصادها . ووفق ما تقوله المجلة: حثت المجموعة الدولية للأزمات الدول الراعية لاتفاق السلام في جمهورية جنوب السودان على التحرك بسرعة من أجل الحيلولة دون وقوع البلاد في صراع على نطاق واسع . هذا وقد أدى القتال الدائر بين طرفي النزاع الرئيس سلفا كير ونائبه رايك مشار إلى اندلاع أزمة إنسانية كبرى أجبرت حوالي ثلثي سكان البلاد على الفرار من منازلهم . وتستعرض المجلة الأوضاع المعيشية في جنوب السودان منذ عام 2011 أي عقب استقلالها مباشرة في التاسع من شهر تموز من العام نفسه، حيث ارتفعت أسعار السلع والخدمات بشكل جنوني، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم الذي وصلت نسبته إلى 300% والعملة التي فقدت 90% من قيمتها هذا العام . وبدأت نواة الحرب الأهلية في البلاد التي اندلعت منذ 2013 في الجيش الوطني الذي يعاني من صراع سياسي - عرقي يغذيه التنافس بين الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار الذي عاد إلى جوبا في شهر نيسان ضمن اتفاق سلام جرى التوقيع عليه في آب من عام 2015 والذي يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن على أرض الواقع بقيت الأعمال العدائية بين الطرفين . وقد أشارت المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض إلى أن الاقتصاد المنهار في البلاد يهدد فرص تطبيق بنود اتفاق السلام، وتشير المجلة إلى دور السودان في زعزعة استقرار جمهورية جنوب السودان، في إشارة لها إلى تصريح ديفيد دينغ المحامي المختص بحقوق الإنسان» من الواضح أنه لدينا كماً كبيراً من المشاكل لمواجهتها هذا إذا ما استثنينا الدور التخريبي للسودان «. وفي عنوان لها ( جنوب السودان، نار وخوف وغموض في جوبا ) كتبت صحيفة لوموند عن الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ عام 2013، حيث المجازر التي شهدتها البلاد منذاك الحين أجبرت الآلاف من السكان على النزوح من منازلهم لمجرد أنهم ينتمون لقبيلة نوير ( التي ينتمي إليها رايك مشار ) بعد تعرضهم لأعمال عنف وقتل على يد جنود ينتمون بشكل اساسي لعرق الدينكا أتباع الرئيس سلفا كير، واستمر القتال ثلاثين شهراً تميز بالعنف الرهيب والثأر . وفي مدينة بور تعرض أبرياء من الدينكا إلى العنف الممارس عليهم من ميليشيا جماعة النوير . وتعرض جزء من البلاد إلى الدمار امتد على محور جوبا وصولاً إلى المناطق النفطية في منطقة ( النيل الأعلى ) وفي شمال وشرق البلاد ، ولم يتمكن أي طرف تسجيل انتصاره على الطرف الآخر، الأمر الذي أجبر الطرفين على توقيع اتفاقية سلام بقيت حبراً على الورق طيلة ثمانية اشهر لحين عودة رايك مشار إلى جوبا . وتقول الصحيفة : لم يكن ثمة ما يدعو للنصر بل على العكس كل شيء كان يدعو للحذر، فالبلاد كانت منهارة واقتصادها مدمر والجوع يتهدد السكان في كل مكان . لم يكن ثمة فرصة لعودة الحياة إلى سابق عهدها ، وربما كان عرض السلام في جوبا فخاً نصبه المتطرفون . وكان بالإمكان وخلال الإجراءات المعقدة الرامية إلى إعادة مشار إلى جوبا ملاحظة التمزق لدى جماعة كل طرف وليس بوسع مشار أو كير الزعم أنهم يقودون ويسيطرون على أنصارهم في حرب شاملة، كانت ثمة فئات متشددة في كل طرف تطالب بالانتقام والثأر، المزيد من العنف أو اللعب بالأوراق والتطلع نحو الاستيلاء على الأراضي، وبوسع جزء من الميليشيات ذات الطابع العرقي التي تشكلت من مجموعات تمرد خلال بضعة أشهر التمرد على أي قيادة مركزية ، ولذلك لم تجد نفعاً الدعوات إلى التهدئة التي أطلقها زعيما الطرفين، بحيث بات كل شيء يدعو للخوف من إقبال جوبا على حمام دم . وتختم الصحيفة مقالها بالقول: كان من المتوقع أن يكون يوم الاستقلال في التاسع من تموز يوماً حزيناً ولكن ليس إلى درجة إضرام النار بالعاصمة جوبا . تبدد حلم الاستقلال الذي رقصوا له فرحاً بالشوارع حين إعلان نتائج الاستفتاء على الاستقلال عن الخرطوم قبل خمس سنوات. والآن الموضوع ليس قنبلة بالمعنى الدقيق للكلمة وإنما الموضوع هو محيط إقليمي هش في الأصل حيث يخشى إن استمر التصعيد الحالي على هذا الإيقاع أن يكون له عواقبه الوخيمة . ولخصت صحيفة لومانيتيه الأحداث في جنوب السودان بالقول: تثبت الأحداث التي جرت خلال الأيام الأخيرة في جوبا أن هذه الاستراتيجية المهزومة قد فشلت ، وضمن سياق اتفاق سلام هش وتقاسم سلطة عاد مشار إلى البلاد مع أعداد كبيرة من المسلحين ، وبعيداً عن العاصمة جوبا وفي العديد من المناطق تستمر أعمال العنف منذ عدة أشهر على الرغم من اتفاق السلام. لقد عقد الصراع السياسي الأولي العداء بين الجماعات العرقية والصراعات المحلية . ترجمة دلال إبراهيم |
|