تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا هي الداء

حدث وتعليق
الأربعاء 13-7-2016
ناصر منذر

من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو غداً للتباحث مع المسؤولين الروس في عدد من القضايا وعلى رأسها الأزمة في سورية،

وتطورات الأوضاع فيها، وسبل دفع الحل السياسي، والذي يبقى إظهاره مرهونا بتخلي الولايات المتحدة عن عقليتها الإجرامية الداعمة للعصابات الوهابية التكفيرية، والرافضة حتى الآن لأي حل سياسي لا يكون مفصلاً على مقاس أجنداتها ومخططاتها العدوانية.‏

ومع اليقين بأنه لا بديل عن الحوار السوري السوري، ولكن من المؤكد أن التوافق الروسي الأميركي يشكل حجر الزاوية في دفع جهود الحل السياسي إلى الأمام، باعتبار أن الجانبين طرفان أساسيان، ويعول على جهودهما الكثير لإنهاء معاناة وآلام السوريين، نتيجة الإرهاب المدعوم من الغرب ومشيخات النفط والغاز ونظام أردوغان، ولكن إذا نظرنا إلى الأجندات الرئيسية لكل من روسيا وأميركا نجد اختلافاً جوهرياً، لا يزال يشكل أحد الأسباب الرئيسية في منع إظهار الحل السياسي.‏

فروسيا ترى أن الحل السياسي يأتي من خلال القضاء على الإرهاب كأولوية قصوى، وترك الشعب السوري يختار مستقبله بنفسه بعيدًا عن أي ضغوط أو تدخلات خارجية، أما الولايات المتحدة فهي على النقيض تماماً، حيث تدعي الحرص على الحل السلمي، وتعمل على تأجيج الوضع من خلال الاستمرار في دعمها للإرهابيين وشرعنة جرائمهم في الوقت نفسه، وتريد فرض أجنداتها على السوريين، ومصادرة قراراتهم، وتقرير مصيرهم بالنيابة عنهم، عبر تسويق إرهابييها «المعتدلين» ليكونوا الجزء الأساسي الذي يختزل كل «المعارضات».‏

كما أن روسيا تلتزم دائماً بكل التفاهمات والتوافقات الدولية التي تحصل بين الفترة والأخرى، وتعمل على ترجمتها على أرض الواقع، أما الولايات المتحدة سرعان ما تتنصل منها، أو تحاول الالتفاف عليها عبر التفسيرات والتأويلات الخاطئة، لإعطاء إرهابييها على الأرض الفرص الكافية لتعزيز قدراتهم التسليحية، أو بأدنى تقدير إعطاء أجرائها أمثال بني سعود ونظام أردوغان الإشارة لنسف كل الحلول المتفق عليها، وهذا ما يحدث بالفعل مع كل بوادر حلول تلوح بالأفق.‏

كيري الذي زار موسكو سابقاً، واتفق مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على دفع جهود الحل أكثر من مرة، لن يغير من جلده فهو كان دائماً منافقاً بالقدر الذي تكذب فيه إدارته، وإذا ما استمرت تلك الإدارة بدعمها للإرهاب تحت مسميات مختلفة، فإن الأزمة ستطول أكثر من اللازم، والإرهاب سيصل مداه إلى كل أصقاع العالم بما فيه الدول الداعمة، فهل تتعظ أميركا؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية