|
رؤية والواقع ان نسبة الذين يؤمنون بقضية التحريم، ليست قليلة، بدليل أنني لا أكاد أنشر منحوتة على صفحتي في «الفيس بوك» حتى أتلقى عدة تعقيبات، تؤكد أن أصحابها يعيشون في جاهلية معاصرة، ولا يختلفون في شيء عن أصحاب النزعات التكفيرية، الذين يحاولون تدمير كل منجزات الفن والفكر الإنساني، تحت هذه الشعارات البائدة والمستعادة من بقايا معطيات أزمنة الجهل والتخلف والانحطاط. والمفارقة الكبرى تكمن في أن الجهات المعنية، تخصص، لإنجاح كل ملتقى يقام عندنا، عشرات الملايين، والتي كان آخرها، ملتقى (طرطوس أم الشهداء) في بلدة النقيب بطرطوس، وبعد ذلك يأتي أحد أدعياء الثقافة أو الإعلام ليقول، بإن النحت حرام، مع أن ترداد هذه المهاترات الكلامية البائدة، يخالف الواقع ويتعارض مع الحقيقة. ولقد كانت سلبيات هذه النظرة الارتدادية المتخلفة إلى فن النحت، قاسية جداً على فنانينا، وأدت إلى انحدار في المستوى المعرفي بجماليات المنحوتة القديمة والحديثة معاً، وكان لذلك أكبر الأثر في تراجع الإبداع والثقافة والفكر والفن على مدى عقود. لاسيما وأن الانقطاع التاريخي الذي أصاب فن النحت على مدى قرون، كان ناتجاً عن هذه النظرة الخاطئة في النحت والرسم على السواء. وأكاد أصاب بالهلع حين أسمع بعض الأدعياء، يشيرون بأن التصوير مشروع ضمن إطار رسم العناصر النباتية وسواها، متجاهلين بذلك أن الإنسان من أهم سمات وخصائص المنمنمات الإسلامية والعربية. facebook.com/adib.makhzoum |
|