|
مجتمع بيت عصري وسيارة أنيقة وراتب مجزٍ ويتغنون بأسباب الرفاهية الموجودة في تلك البلدان،وماهي إلا أشهر قليلة حتى نسمع نحيبهم على الوطن،هذا إن لم تبلعهم شواطئ الموت ،والبعض الآخر مازال متدثراً بالسواتر والأكاذيب وطاقية الإخفاء وهو غارق في الذل والهوان يبحث عن قوارب النجاة للوصول إلى شواطئ الحل .
دروس كثيرة أحيتها الأزمة في نفوس السوريين وأكدت ما هو مؤكد ...أن الوطن قبل أي شيء وفوق كل شيء ومن لا يعشق وطنه لن يكون قادراً على العطاء والايجابية ،وأن من تسلح بالوطنية والروح النضالية مازال متجذراً بأرضه ،يتحدى إرهاباً استهدف عقله قبل جسده لتشريده وتهجيره وقتل أحلامه في بيته السوري ، مازال صامدا أمام تفشي المتاجرة بلقمته وصحته ومصيره من ذوي ضعاف النفوس ..من تجار الحروب ..من جشع أضاع بوصلة الوطنية ،ومن المتفق عليه أن الوطنية شعور وممارسة وانفعال وجداني وحب ووفاء ،والمواطنة سلوك وتصرفات وأداء للواجبات .. دروس في الصمود والإرادة..وملحمة وعي كتبها شعبنا السوري بتفهمه للمؤامرة الكونية أدوات وأهداف وأثبت للعالم أن الوطن قضية لاتحتمل التأجيل ولا المهادنة ،وفي سبيله تهون التضحيات وفي شرحه تتجلى الكلمات ،نعم إن الحرب تنتهي إلى مائدة التفاوض المباشر وغير المباشر ،ولكن الرابح في المفاوضات هو من يذهب إليها من موقف القوة لا من موقف الضعف والاستكانة،وسورية باستفتاء التاريخ الماضي منه والحاضر قوية بقيادتها وجيشها وشعبها ،ويشهد التاريخ ،ويعترف العدو قبل الصديق ،وتختزن الذاكرة مواقف قوة وتحدٍ لبلدي لا يمكن تجاهلها أو نسيانها أو تشويهها أو محوها .. النصر تحقق بالصمود والإرادة والنجاح في امتحان الحب والولاء للوطن ، والنصر الفعلي يتحقق على مرأى ومسمع العالم كله ، يتحقق بهمة جيشنا العربي السوري والأصدقاء الروس التي تربطنا بهم علاقة صداقة الحق والعدل والكرامة والحرية،ومع الاحتفاء اليومي بمواكب الشهداء نزداد قوة وإرادة وعزيمة وثباتاً وتمسكاً بأرضنا ورائحتها وملحها ..نهجر أحزاننا وآلامنا لإعادة بناء الوطن مادياً ومعنوياً ونفسياً وحضه لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية . |
|