تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


النفاق الإعلامي لن يصلح ما أفسده العثمانـي الإخوانـي مع بدء الانتخابات البرلمانية.. أردوغان يتاجر بورقة «محاربة» الإرهاب !!

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأحد 1-11-2015
اليوم تنطلق الانتخابات البرلمانية التركية المبكرة التي أرادها أردوغان الإخواني انتخابات جديدة تستر خيبات وجهه وعورات حزبه، بعد فشله الذريع الذي هز عرش سلطانه الذي أراده عرشاً منفرداً متطرفاً في زمن تكثر فيه ثرثراته وتبجحاته عن رونق الديمقراطيات شرط أن تكون خارج حدود بلاده.

وبعد أن خانته تصوراته في أن دعمه للإرهاب المنتقل عبر حدوده والممول من خزائن أمواله، سوف يكسبه حظاً أوفر في الداخل التركي، بعد أن لحقت به كوارث الفشل المتتالية على الصعيد الخارجي، بدأ العمل جاهداً ولو من الناحية الإعلامية فقط دون العملية في حملته للانتخابات المبكرة هذه لمحاولة تغيير ملامح صورة وجهه الإرهابية الوحشية التي علقت في أذهان الرأي العام الداخلي والخارجي علّه يحصد شيئاً في الانتخابات المبكرة، حيث ادعى أردوغان أمس الأول، وتزامنا مع انتخابات مصيرية ترسم مستقبل تركيا، أن بلاده قتلت نحو ألفي متشدد داخل البلاد وخارجها، بحسب ما بثته محطة تلفزيون «خبر» التركية وأن قوات الأمن ألقت القبض على أشخاص يشتبه بأنهم انتحاريون كانوا يحاولون التوجه إلى سورية ومعهم 7 كيلوغرامات من المتفجرات.‏

وتحظى هذه الانتخابات باهتمام كبير داخل تركيا وخارجها ولا سيما من الاتحاد الأوروبي والدول العربية حيث بدأ التصويت عليها اليوم.‏

وستجري انتخابات تركيا هذه حسب دستور عام 1982، حيث تستطيع الأحزاب التي تتجاوز نسبة 10% من مجموع أصوات الناخبين في تركيا الحصول على مقاعد في البرلمان.‏

ويتنافس في هذه الانتخابات على 550 مقعدا 16 حزباً منهم حزب الاخوان المجرمين المتمثل بحزب العدالة والتنمية، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية ، وحزب الشعوب الديمقراطي، وحزب السعادة، وحزب الاتحاد الكبير، والحزب الشيوعي، والحزب الليبرالي الديمقراطي، وحزب الحريات والحق، وحزب الطريق القويم، والحزب الديمقراطي اليساري، وحزب الأمة، والحزب الديمقراطي، وحزب الوطن، وحزب حرية الشعوب، وحزب تركيا الحرة.‏

أردوغان يسرق الأصوات في الخارج‏

أبدت أحزاب المعارضة في تركيا ردة فعل على تواجد مسؤولين من حزب العدالة والتنمية الحاكم بالطائرة التي أحضرت أصوات الناخبين الأتراك في كل من ألمانيا وهولندا وبلجيكا بعدما تبين أنهم ليسوا ضمن اللجنة المعتمدة.‏

وانتقد حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، هذه الخطوة قائلا لن نثق في أمن الأصوات بعد الآن.‏

وتبين أنه في أثناء إحضار أصوات الناخبين من مطار كولن بألمانيا في 27 تشرين الأول الجاري إلى تركيا، والتي أدلى بها المغتربون في كل من ألمانيا وهولندا وبلجيكا التي تعد أكثر الدول التي تضم جاليات تركيّة خارج البلاد، قيام سليمان تشيليك وهو مسؤول بالعدالة والتنمية بالدخول بكل سهولة إلى قسم الشحن بالمطار الذي لا يدخله سوى أعضاء لجنة حفظ ونقل الأصوات.‏

وعليه علّق ممثلو حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية بالخارج على هذه الفضيحة قائلين لن نثق في أمن الأصوات بعد الآن.‏

من جانبه علّق بهزاد كوربينار ممثل الحركة القومية داخل لجنة حماية الصندوق على هذه الواقعة بأنه حتى السيد القنصل لم يعلم سبب تواجد تشليك، ولم يعلم بمجيئه.‏

وبالتزامن مع بدء الانتخابات البرلمانية التركية ، وبعد مماطلة نظام أردوغان بعدم تشكيل حكومة ائتلاف، وبناء على المؤشرات الأخيرة التي طفت يوماً بعد آخر، اتضح أن الرهانات والسياسات الخاطئة التي اتبعها نظام رجب طيب اردوغان تجاه المنطقة عموما وسورية خصوصا انهارت بالكامل وباتت تركيا تدفع ثمنها أمنيا واجتماعيا على الصعيد الداخلي وعزلة اقليمية ودولية على الصعيد الخارجي، كما أن هناك رابطا كبيرا بين فشل السياسة الخارجية التركية تجاه سورية وامتداد تنظيم داعش إلى الداخل التركي، هذا ما أكده نواب وصحفيون وأكاديميون أتراك وكتاب اجانب، موضحين أن فوز أردوغان في الانتخابات البرلمانية يهدد بجعل تركيا دولة استبدادية، فقد قالت النائبة السابقة والمسؤولة عن شؤون السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية جنان قالسين في حديث لصحيفة السفير اللبنانية أمس ان سياستنا في سورية كانت خطأ بالكامل فلم يكن يجب أن ننحاز لأي طرف ونحن لعبنا كل أوراقنا دفعة واحدة وهذا خطأ . مضيفة ان وزير الخارجية التركي يقود السياسة الخارجية وحده من دون التشاور مع هياكل الحزب الحاكم كما كان يجري سابقا.‏

قالسين اعتبرت أن تركيا وبسبب سياسات أردوغان أطلقت النار على قدميها مع بداية ما سمي بالربيع العربي . مشيرة إلى أن احمد داود اوغلو رئيس حكومة اردوغان يتحمل المسؤولية عن هذا الفشل تجاه الامن القومي التركي.‏

واعلنت قالسين أنها وبعد انتهاء الانتخابات التشريعية التي ستجري اليوم الاحد ستستقيل من حزب العدالة والتنمية لانه لن يجرؤ على محاسبة من ورطنا في الوحل السوري كما أن المتطرفين الحاليين عادوا بتركيا إلى القرون الوسطى.‏

بدوره أكد رئيس تحرير صحيفة توداي زمان الصادرة بالانكليزية بولنت كنش أن السياسة الخارجية لاردوغان وداود اوغلو انهارت بالكامل في المنطقة ، معتبرا أن تركيا تحتاج إلى تغيير بنسبة 100 بالمئة في سياستها وتوجهاتها، مشيراً إلى أن الانتخابات البرلمانية فرصة أمام تركيا لمراجعة سياساتها واعادة اطلاق مسارات أكثر حكمة مع سورية بالاضافة إلى العراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة.‏

ورأى كنش أن اردوغان كما أظهرت الانتخابات في حزيران الماضي لا يحتمل فكرة المشاركة مع الآخرىن في حكم البلاد بسبب الخوف من تداعيات الانتهاكات التي ارتكبها وجماعته في الحكم بحق الدستور التركي ويخاف بالتالي من ملاحقات قانونية ضده . لافتا إلى ان جماعة اردوغان ستمارس اللعبة ذاتها التي جرت بعد انتخابات حزيران الماضي وستعرقل احتمال تشكيل ائتلاف حكومي جديد لمحاولة الانفراد بالسلطة وهو ما سيخلق أمامها مشاكل عدة.‏

من جهتها قالت الصحفية في جريدة زمان التركية سيفغي اقارجشما ان هناك رابطا كبيرا بين فشل السياسة الخارجية التركية تجاه سورية وامتداد تنظيم داعش إلى الداخل التركي. مضيفة ان الاعلام لا يقدم صورة واضحة للمواطن التركي حول خطر داعش ولكن البلد يدفع ثمن السياسة الفاشلة تجاه سورية.‏

بدوره أشار أستاذ العلوم السياسية في جامعة فاتح سواش غينج إلى أن حزب أردوغان فقد القدرة على أداء دور فاعل ووسيط تجاه الازمة في سورية منذ أن قرر مع بداية ما يسمى الربيع العربي أن يربط نفسه بمسار صعود حركات الاخوان المسلمين في المنطقة.‏

وأضاف غينج ان الخطأ الاكبر لحزب العدالة والتنمية أنه لم ينظر إلى هذا الربيع العربي كفرصة للديمقراطية والاصلاح الحقيقي في المنطقة بل كفرصة لجماعة الاخوان لخدمة النفوذ التركي ومصالحه في عموم المنطقة موضحا ان تركيا أصبحت أكثرعزلة اقليميا ودوليا وحزب أردوغان الحاكم لم يعد بإمكانه التراجع الآن.‏

من ناحيته أكد الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن ان المخاوف من تحول تركيا إلى دولة استبدادية في حال فوز حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان في الانتخابات البرلمانية التي ستجري اليوم اصبحت كبيرة لدرجة يبدو فيها ان تركيا دخلت في حالة دائمة من عدم الاستقرار.‏

وفي مقال نشره في صحيفة الاندبندنت البريطانية امس رأى كوكبيرن انه في حال فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية فإن اردوغان سيكون قادرا على توسيع نطاق سطوته التي يفرضها بالفعل على قطاعات الدولة بأكملها بما في ذلك الامن والاعلام والقضاء.‏

ولفت كوكبيرن إلى أن الازمات التي تشهدها تركيا سواء في الداخل أم في الخارج تتفاقم على نحو متسارع وان الانتخابات المقررة اليوم والتي تجري في جو من الخوف والقلق بسبب الاوضاع الامنية المتردية في البلاد لن تحل على ما يبدو أياً من هذه الازمات.‏

واوضح كوكبيرن ان عددا كبيرا من الناخبين الاتراك يتحدثون عن وجود تصدعات كبيرة تعمل على تقسيم المجتمع التركي مشيرا إلى انه حتى في حال افضت الانتخابات إلى نتيجة سياسية واضحة الا انها لن تفضي إلى الاستقرار.‏

من جهة ثانية حمّل نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطي ادريس بالوكن رئيس النظام التركي رجب اردوغان مسؤولية اي اعتداء سيتعرض له حزبه على خلفية تصريحات اردوغان الذي قال اذا ما تعرض حزب الشعوب لاي اعتداء فينبغي وضع علامة استفهام امام الاعتداء.‏

وقال بالوكن خلال مشاركته في برنامج حواري على تلفزيون اي ام سي التركي ان اردوغان يريد ان يوجه رسالة مفادها انه اذا تعرض الحزب لهجوم فلا تتفاجؤوا . مضيفا سنضع علامة النقطتين بدلا من علامة الاستفهام وسنقول اردوغان هو من نفذ الهجوم اذا ما تعرض حزب الشعوب الديمقراطي لاي اعتداء على خلفية تصريحه الاخير.‏

وحول الهجمات التي يخطط تنظيم داعش الإرهابي لتنفيذها في تركيا قال بالوكن : ان هناك محاولات رامية لخلق البلبلة بسبب انكشاف العلاقات الوثيقة بين حكومة حزب العدالة والتنمية وتنظيم داعش الإرهابي عقب التفجيرات الاخيرة في العاصمة انقرة اضافة إلى مساعي حكومة حزب العدالة والتنمية الرامية لتبرئة تنظيم داعش الإرهابي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية