تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يوم فيينا الطويل..!

كواليس
الأحد 1-11-2015
سليم عبود

اجتماع «فيينا» الجمعة الماضي، ضم سبع عشرة دولة  متعددة المواقف بشأن سورية، يمكن القول  أن هذا الاجتماع   من أهم  الاجتماعات التي  تناولت الأزمة في سورية طوال  أربع سنوات  ونصف.. وتأتي  أهميته من  عناصر متعددة،  أهمها..

أن أطرافا  دولية  كان ممنوعا عليها  الاقتراب  من  تلك الاجتماعات، كإيران،وكذلك  حضور كل  من مصر والعراق ولبنان  ساهم  إلى حد ما في  تغيير مجرى الحوار، وفتح أفقا جديدا في  مقاربة الحدث السوري، تجاوز  الحواجز التي كانت  تضعها السعودية ودول الخليج وتركيا والغرب. في السنوات  الماضية..   الحديث لدى الأطراف  الداعمة للإرهاب  في سورية.. والتي حضر بعضها   الجمعة اجتماع فيينا.. كان ينحصر بدعم المعارضة  السورية المعتدلة، وبالمطالبة برحيل الرئيس الأسد.. وإسقاط النظام  السوري بالقوة كما  تجرأ من قبل بالقول الوزير السعودي والقطري.. وبعض  الدول الغربية  التي  ظلت تتهيأ لعدوان عسكري على سورية.. تلك الأطراف  بدأ  خطابها  يتغير.. ليس لأن ضميرها تيقظ..  أو لأنها  ادركت خطأها..  أبدا.‏

 التغيير.. احدثته  بسالة الجيش السوري..  وصدق  المقاومة اللبنانية، ودول عديدة  دعمت جهود الصمود السوري، وفي مقدمها إيران  وروسيا.. وهذا  ما  شكّل منظومة  تحدٍ  لهؤلاء  الراغبين بتدمير الدولة السورية.. وأرسى  دعائم   منظومة  مقاومة  حقيقية،  أنتجت اليوم  مسارا جديدا في   الوضع الدولي، بدأنا نتلمسه  في الوجود العسكري  الشجاع المعلن  في سورية..  وفي الخطاب العالي لدول البريكيس ودول أخرى وفي العالم العربي  وفي برلمانات  عربية ودولية، ولبعض الأنظمة العربية ومنها تونس  وعمان، ويمكننا القول:  إن دمشق اليوم  بجراحها، ودمائها، وصمودها، وبسالتها..  أرست  حجر الأساس   لهذا المسار المقاوم.. نعم صمود دمشق  السياسي والعسكري..  وشجاعة  جيشها، ومهارة قائدها..  والتفاف  شعب سورية  حول الجيش والقيادة، ورفضه للإرهاب  بكل مظاهره.. ولأي أي  محاولة استلاب  تستهدف النيل من قراره السيادي..  كل ذلك .. شكل  سببا  في تغيير الخطاب  الذي  سمعناه  في فيينا..  والعودة   إلى رأي الدولة السورية..  بأن أي حل  للازمة في سورية  يجب أن يكون حلا سياسيا.. وأن محاربة الإرهاب  أولوية..  وأن موضوع  الرئيس..   مسألة يقررها الشعب السوري.. هذه المبادئ السورية..  شكلت  عناوين رئيسة  في البيان الصادر عن  مؤتمر فيينا.. عناوين أملاها الواقع  السوري الجديد على  الذين كانوا يرفضون  اي حل سلمي، وإن كانوا  يتظاهرون حينا بقبوله، ولكنهم كانوا  يقودون غرف عمليات  الحرب على سورية.. ويفتحون  الحدود لمرور الإرهاب والسلاح والأموال..‏

 سورية اليوم ..  تخوض حربا على الأرض السورية  في وجه الإرهاب الذي صنعه  الغرب، واحتضنته أطراف عربية وإقليمية..  ولكن من نتائج هذه الحرب.. هذا التغيير الكبير  في مواقف الدول الداعمة للإرهاب..  فرنسا التي  ظلت تعتبر جبهة النصرة  المدعومة خليجيا  ووهابيا  فصيلا معتدلا..  هي اليوم  تعتبره فصيلا إرهابيا كداعش، ولم يستطع الطرف الأميركي أن يُعلم  القيادة العسكرية الروسية  عن وجود فصائل معتدلة على  الأرض السورية، رغم ادعائه الدائم  بوجود هذه المعارضة  التي تباهى  يوما بتدريب  مجموعة  منها، ثم  التحقت بداعش.‏

أيا كان بيان  اجتماع فيينا.. فإنه من حيث المبدأ  يشكل انتصاراً لسورية وحلفائها.. عبر دفع الجميع للقبول بالحل السياسي،  والحفاظ على سيادة الدولة السورية وبقاء سورية  دولة علمانية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية