تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. الميدان يرسم.. فهل تواصل جبهة العدوان عبثيتها؟!

الصفحة الاولى
الأحد 1-11-2015
كتب - ناصر منذر

من الميدان.. رسم الجيش العربي السوري معالم الطريق إلى فيينا، ومن هناك بدأ التحالف السوري الروسي يفرض نفسه على خارطة المشهد الدولي، ليحرك بدايةً المياه السياسية الراكدة باتجاه الحل السياسي في سورية،

والتي ستفضي فيما بعد إلى العمل على إيجاد صيغة مغايرة للتعاون الدولي، تنهي معها نظام القطب الواحد الذي جلب الويلات للعالم بسبب السياسات الأميركية الرعناء، والتي اعتمدت في جوهرها على ظاهرة الإرهاب كوسيلة أساسية لتحقيق الأطماع الاستعمارية، والتحكم بمصائر الشعوب.‏

الطريق من فيينا ستكون طويلة وشاقة، ومزروعة بالكثير من المفخخات والألغام السياسية، خاصة وأن الجانب الأميركي الذي يقود جبهة العدوان يجيد تماماً فن المراوغة والرقص على الحبال، ويستطيع بنفاقه المعهود أن يحوّل خطوط الحل العريضة التي خرج بها الاجتماع الموسع إلى متاهات متشعّبة تغطي تفاصيلها تلال من التأويلات والتفسيرات الخاطئة، إفساحا في المجال لأدواته الإقليمية والمستعربة كي تستكمل مقامراتها السياسية بورقة الإرهاب الوهابي التكفيري.‏

أميركا لن تسلّم بسهولة، وستجد الكثير من الحجج لإطالة أمد الأزمة، للقضاء على دور سورية الاستراتيجي في المعادلات الإقليمية، والالتفاف على التحالف السوري الروسي لعرقلة جهوده في القضاء على الإرهاب، وإرسالها قوات خاصة لتقديم المشورة لإرهابييها (المعتدلين) لن تكون الخطوة الأولى، خاصة وأنها تعتبر أن الإستثمار في إرهاب آل سعود لاستنزاف الجيش العربي السوري لضمان أمن إسرائيل فرصة قد لا تتكرر، كما أن وجود سفاح كأردوغان يجد في الإرهاب وسيلة للتفرد في الحكم، وباباً لنيل الرضى الأميركي، يساعدها في تنفيذ مخططها المرسوم لتغيير خارطة المنطقة.‏

إذا كانت الولايات المتحدة وأُجراؤها قد وصلوا فعلاً إلى القناعة بأن الحل السياسي هو ضرورة حتمية حسب الإدعاءات الأميركية والغربية التي خرجت بعد اجتماع فيينا، فلابد أن توحد الجهود لمحاربة الإرهاب بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة والجيش السوري الذي يحارب على الأرض التنظيمات الإرهابية نيابة عن العالم، لأن القضاء على الإرهاب يشكل المدخل الرئيسي للتوصل إلى الحل السياسي، وعليها قبل كل شيء الكف عن تمويل ودعم وتمرير الإرهابيين إلى سورية، والأهم امتلاك الإرادة السياسية الكافية لترجمة ما تم التوصل إليه، من دون مراوغة أوتضليل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية