|
دمشق رافق الندوة التي أقيمت في مبنى كلية العمارة وأدارها عضو المجلس الوطني للإعلام محمود الجمعات عرض صور متسلسلة عن تاريخ تدمر والمكتشفات الأثرية فيها والطراز المعماري وفن النحت الذي اتسمت به. وبين الدكتور محمود حمود مدير آثار ريف دمشق ورئيس الموسوعة الاثرية السورية في كلمته بالندوة ضرورة تعريف السوريين بكل شرائحهم بهذا الصرح الأثري القديم والأوابد الاثرية التي تميزت بها تدمر خلال القرون الثلاثة الأولى للميلاد والتي تتعرض اليوم لهجمة كبيرة من الإرهاب التكفيري الذي دمر أبنية فريدة فيها مثل معبد بل وبعل شمين وقوس النصر ضمن مخطط لتدمير الحضارة السورية داعيا لمحاسبة الدول المتورطة في دعم الإرهاب لما اقترفته أدواتها من جرائم بحق الارث الانساني والحضاري العالمي من جرائم بشعة. وحول ترشيح تدمر لتسمية كوكب باسمها أشار حمود إلى أن هذه المبادرة دليل على اهمية تدمر عالميا فهي ملهمة الادباء والشعراء والكتاب والفنانين والباحثين من مختلف أنحاء العالم منذ عصر النهضة لما تحمله من سحر الشرق آملا أن تفوز تدمر بهذا الترشيح لأنها تستحق ذلك. وعرض نظير عوض مدير المباني في مديرية الاثار خلال مشاركته بالندوة مجموعة من الوثائق المتعلقة بتدمر من ارشيف المديرية مبينا انه منذ عام 1929 بدأ صدور القرارات والمراسيم المتعلقة بالحفاظ على هذه المدينة واثارها ومن اوائل هذه القرارات تسمية المنطقة الاثرية بتدمر بالحديقة الاثرية الوطنية وقرار تسجيل المدينة والحفاظ على اثارها واستملاك الاراضي حول الاثار ووثائق اخرى تتعلق بأعمال الترميم وتسجيلها على قائمة التراث العالمي عام 1980 وكان اخر هذه القرارات صدر عام 2008 بخصوص تعديل منطقة الحماية لاثار تدمر. من جانبه أكد الدكتور يسار عابدين عميد كلية العمارة السابق أن سورية كانت ولا تزال مستهدفة لأهميتها وأن هذا الإرهاب الذي يعيث فيها خرابا سيندحر وستنتصر سورية وستتم إعادة بناء وتأهيل مدينة تدمر وإعادة رونقها واستثمارها بشكل افضل طيلة فصول السنة بعد أن كان مقتصرا على فصل الصيف فضلا عن إمكانية إقامة مشاريع اقتصادية وصناعية مختلفة مثل توليد الطاقة الشمسية وتطوير زراعة النباتات الطبية التي عرفت بها بادية تدمر وغيرها من المشاريع التي تجذب المستثمرين. بدورها دعت الاعلامية ابتسام المغربي إلى تطوير تعامل الإعلام السوري مع مدينة تدمر وإعطائها حقها كأهم معلم أثري وطني وتقديم دراسات وابحاث توضح قيمتها للجمهور داخل سورية وخارجها وفي تصريح لـ سانا رأت الاديبة نادية خوست عضو المجلس الوطني للإعلام ان تدمر جزء من التراث المعماري والجمالي السوري ولها موقع اقتصادي وتاريخي يمثل مرحلة سياسية مهمة هي مرحلة الملكة زنوبيا التي استطاعت ان تقيم دولة قوية وسط امبراطوريات كبيرة مشيرة إلى أهمية هذه الندوة لطلاب كلية العمارة لانه من الضروري دراسة الجوانب المتنوعة في الفن المعماري التدمري بما فيه من جمالية النحت والهندسة المعمارية. بدورهم عبر طلاب كلية العمارة عن اهمية الندوة لأنها قدمت معلومات قيمة عن تدمر واثارها حيث قالت لمى بدر الدين طالبة سنة ثانية في الكلية ان “ما قدم من صور ومعلومات عن حضارة تدمر ومكانتها التاريخية والفنية اغنى دراستهم لمقرر الحضارات القديمة”. حضر الندوة محمد رزوق رئيس المجلس الوطني للإعلام وعدد من أعضاء المجلس وأساتذة وطلاب كلية هندسة العمارة بجامعة دمشق. |
|