|
مجتمع
نعم أيها الناطق باسم ياسمين دمشق نحبّها، ونوّد مثلك أن يعلقونا قناديل فوق أبوابها أو يزرعونا فيها مآذنَ فدمشقُ حبّنا ولها نرتّل العشق لما تعنيه لنا.. إليكِ نهدي ورودنا الحمراء والبيضاء ومن مختلف الألوان، ووحدكِ تعرفين كيف تمنحين الدفء دفعة واحدة وبالتساوي لكلّ عشاقكِ، يا سيدة العشق ما زلتِ على حسنكِ، وما زال العاشقون يتنافسون في حبّكِ.. ذات يومٍ جئتكِ حاملاً خوفي وقلقي، كنتُ أخبّئ في حقيبتي حلمَ عمرٍ أخشى أن يسرقه منّي أحدُ، أو أن يسطو عليه أحد فناداني قاسيون إن ازرعه في جفن الشآم واتكل على الله ولا تبالي.. في سورية ينبتُ الحبّ خارج «البيوت البلاستيكية» ولا يحتاج لأسمدة عضوية أو كيماوية، هو عامل أساسي في ال /dna/ السوري.. في سورية لا يحتاج الحبّ إلى هدايا مغلّفة ب «السيلوفان» بل يكفيه أن يرشّ الندى عليه نفحةً من صدقه وبراءته.. في هذا اليوم يتبادل العاشقون والمحبّون «الهدايا الحمراء» وتصبح الوردة الحمراء بالشيء الفلاني كما يقولون فلمن يا قلب ستهدي وردتكَ؟ وردتنا في هذا اليوم إلى كل سوريّ شريف، إلى طبيب لم يسأل مجروحاً عن طائفته أو عن ميوله السياسية بل أصرّ على مداواته ولو كلّفه ذلك حياته وقد قدّم الكثير من الأطباء والممرضين حياتهم إخلاصاً لمهنتهم، وإلى عامل كهرباء أصرّ أن يصلح العطل في أكثر المناطق سخونة وقبل أن تفيض روحه أعاد التيار الكهربائي إلى هذه الحارة أو تلك، وإلى مزارع حمل محصوله إلى السوق وقبل أن يقبض ثمن هذا المحصول عانق الشهادة، وإلى طالب كتب بدمه آخر سطر في حلمه وفي تحصيله العلمي، وإلى أمّ آخر ما قالته لابنها وهو يتجه لينضمّ إلى رفاق سلاحه: الله معك يا ولدي، أرضك عرضك، إياك والهوان، وإلى كلّ أب خبّأ دمعه بكبريائه وهو يصلّي على ابنه الشهيد، وإلى كلّ طفل حاصره الجوع وسرق الإرهاب دفاتره وأقلامه.. وإليكَ، أيها المزروع مع الشمس نبراساً وسراجاً، إليك أيها الماضي مع الدم ومع الحلم، إليك أيها الساهر على ضفاف العمر تردّ عنه الردى ولو عانقتَ الردى، إليك أيها المقاتل العربي السوري كلّ الحبّ وكل التقدير وكل الاحترام، إليكَ يا صاحب العزيمة وسيّد القرار الوطني، إليكَ يا صانع السلام كل السلام.. هذا هو الحبّ الذي نعرفه ونؤمن به وهو الذي يجد في سوريانا تربته الصالحة والمناسبة فليهنأ الحبّ بسورية ولتهنأ سورية الغالية بمحبّيها الكثر.. |
|