|
البقعة الساخنة فالطرفان لايزالان ينصبان نفسيهما أوصياء على الشعب السوري ومحاولة رسم خارطة مستقبله السياسي كما تجري رياح أحلامهما الامبراطورية وأطماع شركاتهما الاحتكارية الجشعة. فأوباما لايزال يتحدث عن إرهاب متطرف وآخر معتدل وكأن مصطلحات العنف باتت تدخل في نطاق المتوحش تارة والأليف تارة أخرى، ولايزال يعتقد أن إدارته تستطيع توظيف مايجري من مأساة وكارثة إنسانية في سورية لخدمة أجنداتها وأجندات الكيان الإسرائيلي الذي أفصح مسؤولوه المتطرفون وآخرهم ليبرمان عن حقدهم ومخططاتهم بشكل سافر حين دعوا إلى استغلال مايجري لفرض سيادة كيانهم على الجولان المحتل. وبغض النظر عن مفردات أوباما التي تركز على ضرورة فعل كذا وتطبيق كذا والالتزام بهذا القرار والتلويح بآخر فإن اللافت في الموضوع برمته أن واشنطن ورغم فشلها الذريع في رسم خارطة المنطقة كما تشتهي سفنها فإنها ماضية في سياساتها الخاطئة تجاه سورية خصوصاً والمنطقة بشكل عام. وإذا ماحاولنا قراءة تصريحات السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد بأن بلاده ربما ستلجأ إلى مجلس الأمن مجدداً إذا رفضت سورية مناقشة بند المرحلة الانتقالية فإننا سنجد أن هذه السياسة أبعد ماتكون عن إيجاد حل سياسي كما تدعي رموز هذه الإدارة وأن عنوانها العام هو عرقلة المؤتمر الدولي والحل السياسي وتأجيج نار الأزمة دون أي اعتبار للمعاناة الهائلة التي يعانيها الشعب السوري منذ ثلاث سنوات وحتى يومنا الراهن. |
|