تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حالة الإنكار... وفقدان البوصلة الدولية

السبت15-2-2014
أحمد عرابي بعاج

ما زال وفد الائتلاف «المسمى بالمعارضة أمريكياً» يراوغ في بحث أولويات الشعب السوري في مكافحة الإرهاب الذي لا يعترف بوجوده على الأرض السورية،

وهو بذلك كمن يضع غمامة على عينيه ويدخل في لعبة التفاوض، من أجل التفاوض حتى يصل إلى طريق مسدود أرادته الولايات المتحدة أن يكون عنواناً لمباحثات الجولة الثانية من جنيف2.‏

ووفد الجمهورية العربية السورية الممثِل للشعب العربي السوري يعرف ما يريده الشعب وما اكتوى به من نار الإرهاب الذي جلبته عليه الأزمة التي قادتها الولايات المتحدة على بلدنا حتى الآن، ويفاوض من موقع الوطنية العالية ومعرفة ماذا يجري في سورية، وهذا هو الفارق بين وفد يمثل الشعب ووفد لا يمثل إلا من جلبه إلى المؤتمر.‏

وما طرحه السيد الإبراهيمي من بحث على التوازي يدخل في باب البازار السياسي غير المجدي وغير المقبول سورياً، فالمهم وقف الإرهاب قبل الولوج في ملفات وفقرات قد تُبحث في حينها بعد تحقق الإجماع أن ما يعاني منه الشعب السوري هو الإرهاب الوهابي المدعوم أمريكياً ومن أطراف أخرى.‏

من الواضح أن إسرائيل لا تزال في كواليس جنيف تفعل فعلها الذي بات جلياً من خلال طروحات وفد الائتلاف الذي لا يعترف بوجود الإرهاب، لأنه لا يريد أن يرى ما يراه السوريون وهو في ذلك يعمل وفق ما هو مرسوم له من دور، وحيث لا معنى للخوض في أي موضوع يتجاوز البحث في موضوع الإرهاب والوصول إلى نقطة اتفاق عليها تبقى الأمور على حالها تراوح في المكان.‏

سيبقى وفد الجمهورية العربية السورية يطرح بند الإرهاب لإدراجه على جدول الأعمال ومناقشته للوصول إلى اتفاق وطني يخرج الإرهاب من سورية لإنجاح أي عملية سياسية محتملة.‏

أما ما طرحه السيد الإبراهيمي من مسألة التوازي فإنه ذر للرماد في العيون ومحاولة يائسة لتسويق ما عجزت أمريكا وأدواتها ومرتزقتها عن تسويقه، بين ما هو غير متواز وغير واقعي، لأن مثل هذا الطرح يفقد البوصلة الدولية مسارها الصحيح رغم حديث المجتمع الدولي عن محاربة الإرهاب مراراً وتكراراً.‏

وإصرار الائتلافيون على عدم طرح بند الإرهاب يدل على أن هذا الوفد لا يرى أن ما يحدث في سورية إرهاب، وهو بمعنى آخر يؤكد على توافق طروحاته مع ما يريده الإرهابيون من تدمير لسورية ويشجع على استمرار الإرهاب، وهذا يطرح السؤال الكبير ماذا يريد الائتلافيون من مؤتمر جنيف؟... بل ماذا يريدون من سورية؟‏

المفارقة اليوم ليست في رفض إدانة مجزرة معان ، بل في طريقة التهرب التي يمارسها واستعانته بالإبراهيمي، لكن جاءت إدانة الأمم المتحدة فحشرته في الزاوية، ما دفعه إلى رفع سقف عويله وترجي الأمريكي الدخول المباشر لإنقاذه، لأن وفد الائتلاف يمثل واجهة لما تريده الدول الداعمة لتلك المعارضة المرتبطة بالخارج، وما يريده الغرب والوهابيون وإسرائيل.‏

ونستخلص وبما لا يدع مجالاً للشك أن الولايات المتحدة غير جادة في خلق مناخ لحل سياسي في سورية حتى الآن.‏

وإن طرح هيئة الحكم الانتقالي من قبل الوسيط الدولي لا تتوازى ولا تقترب من أهمية وقف الإرهاب، لأنها ببساطة ليست أولوية للشعب السوري، وحالة الإنكار التي يعيشها الإئتلافيون من عدم وجود إرهاب يدل على أن هذا الوفد لا علاقة له بالواقع السوري ولا بمتطلبات الشعب السوري، ويرقى إلى مرتبة خائن بامتياز.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية