|
صفحة أولى هذا ما تؤكده سورية وثبتته القرارات الدولية؛ وهو ما درج على تأكيده ويؤكده الأهل في الجولان المحتل كل يوم وفي هذه الأيام بالذكرى 32 للإضراب العام المفتوح ضد الاحتلال واجراءاته، وإذا كانت عملية جنيف ما زالت تشهد مماحكات مصنعي وفد «ائتلاف الدوحة» بهدف إحباط وافشال المؤتمر الدولي؛ فإن الارادة الوطنية الصلبة المتوافرة لدى السوريين ولدى البعثة السياسية السورية الى جنيف لن تنال منها كل محاولات العرقلة والإفشال حتى لو جلست الادارة الأميركية مجتمعة مع الغرب المتصهين مجتمعاً في الغرف المغلقة خلف المرتزقة ودمى الائتلاف المتحركة. صحيح أن تقدماً بأي مستوى لم يتحقق في جولتي جنيف؛ وصحيح أن الابراهيمي لا يدير جلسات المحادثات كما ينبغي أن يفعل وسيط أممي يفترض أنه «نزيه ومحايد»، غير أن الصحيح أيضاً أن هاتين الجولتين أظهرتا على نحو واضح أن «ائتلاف الدوحة» غير معني بأي حديث يجري هناك وفي أي مكان آخر سوى ما تم تلقينه اياه؛ وتحديداً «السلطة» و»الحكومة الانتقالية»؛ بينما يحاول المشغل الأميركي في أثناء ذلك اسناده بمحاولة تسييس المسألة الانسانية التي يتوهم أنها قد تكون الجسر الذي سيتيح له العبور مجدداً الى مجلس الأمن الدولي. فاليري آموس تتحرك في الاتجاه ذاته بأمر عمليات أو بحركة يعتقد الأميركي أنها بهلوانية لا يمكن رصدها وكشف الحيل المستخدمة فيها؛ بينما هي حركة ثقيلة سقيمة مكشوفة مفضوحة وعبثية، وفي الأثناء ذاتها يمتنع الابراهيمي عن تحديد موعد للجولة القادمة بذريعة التشاور مع بان كي مون معتقداً أن التلويح بالعودة الى مجلس الأمن سيضع سورية تحت ضغوط قد تبدّل في موقفها أو أولوياتها، وكأنه نسي أن سورية اشتغلت بروح وطنية نقية صافية وثابتة حتى عندما كانت تمارس عليها أشد الضغوط والتهديدات بالعدوان؛ ومع ذلك فلم تبدّل في خطابها ولا في نبرة صوت الحق الذي تنطق به. لا يمكن القفز على بند محاربة الإرهاب؛ ولا معنى لأي عملية سياسية؛ ولا لأي محادثات ما لم يتم الاتفاق أولاً على آلية لوقف الارهاب؛ وتجفيف مصادره الوهابية ومكافحته؛ ومحاسبة داعميه ومموليه ومحتضنيه، وأن أي أجندات غربية يسعى أطراف معروفون لفرضها على جنيف ستبقى مرفوضة وغير قابلة للمناقشة، وعلى الأميركي قبل غيره أن يدرك بأن محاولات الالتفاف على وثيقة جنيف واحد محكومة بالفشل الحتمي، كما أن أي محاولات لتسييس الوضع الانساني محكوم بالفشل المؤكد، وعليه أن يتذكر فشل محاولة استثمار كذبة الكيماوي ليعتبر. لقد انتهت اللعبة، ويجب أن يدرك الأميركي المتعجرف أن اللعبة انتهت، ولن يسمح له بعد اليوم حتى بمجرد محاولة التفكير بتكرار السيناريوهات التي نفذها أسوأ تنفيذ في اليمن وليبيا وتونس ومصر، وعليه أن يتكيف بدءاً من اليوم مع نتائج الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها سياسته الرعناء في المنطقة والعالم، وليراقب جيداً ما يحدث في هذه البلدان ليقف على الحقائق التي لا يمكن التعتيم عليها. لا وجود لحل بديل من الحل السياسي .. هذا صحيح كنتيجة انتهى إليها اجتماع أول من أمس الثلاثي في جنيف، لكن هذا لا يعني في حال من الأحوال أن الجيش العربي السوري ومن خلفه الشعب السوري الصامد؛ سيتخلف عن رسم البصمات الوطنية الأبرز والأهم التي يرسمها «الجيش والشعب معا» في الميدان وعلى الأرض؛ في اطار الحرب على الارهاب التكفيري؛ وفي اطار المصالحات الوطنية. |
|