تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ما بين الدموع والأمل

نافذة على حدث
الأثنين 30-4-2012
ريم صالح

إن كتاب«مسارات ودروب تنزه في إسرائيل»الذي وزعته وزارة الحرب الإسرائيلية على المستوطنين والذي يحرضهم على حمل السلاح لذبح الفلسطينيين أينما وجدوا ويشرعن لهم الاستيلاء على الأرض الفلسطينية بأكملها يعَري مجدداً السياسة الإجرامية والعقلية العنصرية الإسرائيلية والتي تفوق بفاشيتها قوانين نورمبيرج كما يبرهن أن العملية التفاوضية المتجددة ماهي إلا ضرب من ضروب الوهم والعبث.

ومع أنها ليست المرة الأولى التي تدعو فيها إسرائيل لقتل الفلسطينيين فلطالما خرج قادة وحاخامات إسرائيليون على مدى أكثر من6عقود بدعوات واضحة لإبادة الشعب الفلسطيني بالكامل لا بل إن منهم من اعتبر الفلسطينيين«أفاعي سامة وحشرات ودماؤهم نجسة ولا بد من ذبحهم والتخلص منهم»ومنهم من أفتى«بقتل الرضع والتنكيل بهم»واتخذوا من أقوالهم أفعالاً إلا أن المجتمع العربي والدولي وهيئاته الأممية من ذلك كله في سبات تام.‏

والأنكى من ذلك كله أن فصلاً آخر من فصول النفاق يتراءى في الأفق حيث ديفيد هيل مبعوث الولايات المتحدة للسلام يلوح باستئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط،مفاوضات فشلت في تحصيل أي حق من الحقوق الفلسطينية وتوفير الحياة الرغيدة للشعب الفلسطيني فمن تخدع أميركا بترهاتها هذه؟عن أي سلام تتحدث أميركا في ظل النزعة الدموية التصفوية الإحلالية الاستيطانية الإسرائيلية؟أوليس الأولى بها باعتبارها عرابة الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان أن تلجم إسرائيل وتضع حداً لممارساتها وتصريحاتها العدوانية اللامسؤولة؟.‏

لمن لا يعرف إنها إسرائيل وهذه إيديولوجيتها وأجندتها..كيف لا وهي كيان غاصب قام على الإرهاب والمجازر والاستيطان والخداع والمراوغة؟!كيف لا تفتي إسرائيل بذبح الفلسطينيين وهي دائماً وأبداً خارج المساءلة والمحاسبة والعقاب؟!كيف لا تتمرد إسرائيل على الشرعية الدولية وقراراتها الخلبية وهي من ضَمن الفيتو الأميركي المنحاز إلى صفه والضوء الأخضر والدعم الغربي لارتكاب ما تشاء من جرائم إبادة ضد الفلسطينيين العزل؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية