تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وعود هل تنفذ..؟

عين المجتمع
الأثنين 30-4-2012
منال السمّاك

كل شيء يوحي بأن العد التنازلي لانتخابات مجلس الشعب قد بدأ ، و الاستعدادات تجري على قدم و ساق ، فالمرشحون أنهوا تحضيراتهم و حددوا أهدافهم و رؤاهم ،

و هم الآن يحشدون الأصوات ويحاولون إقناع الناخبين بأهليتهم و كفاءاتهم على أمل نيل ثقتهم للعبور إلى بوابة مجلس الشعب واعتلاء أحد كراسيه ، و كالعادة تنتشر صور المرشحين تعلوهم الابتسامة و سماتهم توحي بالوداعة و اللطف ، وتتزاحم يافطاتهم فلا يخلو منها شارع أو حي لدرجة تكاد تشعر بالدوار و ربما تصاب عيناك بالحَول وأنت تحاول جاهداً قراءة ما تحمله تلك اليافطات من عبارات و شعارات تعزف على أوتار هموم المواطن و مشكلاته الحياتية ، و تلامس مشاعره الوطنية خاصة في ظل الأزمة التي نمر بها .‏

و من يقرأ ما تحمله اليافطات من شعارات وعبارات رنانة ، قد تنتابه الغبطة و يشعر بالتفاؤل والأمل و ينشرح صدره و يتوسم خيراً بما هو قادم ، حيث تنوعت الطروحات و تباينت الرؤى المستقبلية ، و في زحمة الشعارات التي تسوقها تلك الحملات الانتخابية ، يحق للمواطن التساؤل عن مدى إمكانية تحقيقها على أرض الواقع و ترجمة تلك العبارات الفضفاضة إلى خطط و برامج تنهض بالبلد و تسير بنا نحو الأفضل .‏

عناوين عريضة .. فمن محاربة الفساد إلى القضاء على البطالة و إيجاد حل لأزمة السكن ودعم الاقتصاد الوطني و تبني قضايا الشباب و رفع المستوى المعيشي ، و الدفاع عن حقوق المرأة و الطفل و ذوي الاحتياجات الخاصة ، و حمل هموم العمال والفلاحين ، و إحقاق الحق و تفعيل الديمقراطية و طرح الحرية بألوان جديدة ، و إلى ما لا نهاية من الشعارات ، التي لو استطاع أي من المرشحين الفائزين جعلها واقعاً ملموساً لكان حالنا بألف خير .‏

لذلك علينا أن نتحلى بالوعي و الإحساس بالمسؤولية و أن يكون اختيارنا لممثلينا لمجلس الشعب منطقياً و مرتكزاً على ما يطرحه المرشح من أفكار ورؤى و برنامج انتخابي قابل للتحقيق ، ليكون تحت قبة مجلس الشعب لسان حالنا و الأذن التي لا تمل سماعنا ، فقد مللنا الشعارات الجوفاء و الهلامية ، و الأشخاص الذين يسعون للتشريف لا للتكليف ، ويتقنون لغة السين و التسويف ..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية