تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حراك شعبي..!

أروقة محلية
الأثنين 30-4-2012
اسماعيل جرادات

من يتابع المشهد السوري اليوم وما يجري فيه من حراك شعبي يلحظ ان السوريين قد تجاوزوا الأزمة مع ان كافة المعطيات على الارض تشير الى انها ما زالت في البداية

صحيح اننا تجاوزنا حلقات المؤامرة من خلال اللحمة الوطنية التي شكلها الشعب حول جيشه الأبي وقيادته الوطنية، لكن كما قلنا ان الازمة ما زالت في بدايتها لأن الاسلوب الذي يتبعه الارهابيون بات اخطر بكثير من اسلوب المواجهات مع عناصر حفظ النظام والقوى الامنية وبطبيعة الحال هذا هو اسلوب القاعدة والقوى الارهابية والمتمثل بالاختباء كالخفافيش ثم القيام بتفجيرات تودي بحياة الآمنين من ابناء شعبنا وعناصر حفظ النظام لكن كما قلنا ان من يتابع المشهد السوري اليوم يلحظ ان الشعب المتماسك والقوي واجه ويواجه تلك العصابات بانجاز استحقاقات كثيرة والتي يمثلها هذه الايام الاستحقاق التشريعي في اختيار ممثلي الشعب في البرلمان الذي يعد اعلى سلطة تشريعية في البلد.‏

ولا نكون مغالين اذا ما قلنا ان ما يجري من حراك بين المرشحين خاصة بعد ان تم الاعلان عن قائمة ائتلاف الوحدة الوطنية وما يقابلها من تحالفات اما بين بعض الاحزاب الناشئة من جهة او بين بعض المستقلين وبعض هذه الاحزاب من جهة ثانية.‏

ولا نذيع سراً ان قلنا ان التنافس بين قوائم المرشحين وعلى الرغم من وجود ازمة لكن هذا التنافس يأخذ طابعاً وشكلاً جديداً يختلف عما كان يجري في انتخابات الادوار التشريعية السابقة مع تحفظنا على بعض من بتنا نشاهد صورهم للمرة الثانية والثالثة ضمن الحملات الدعائية، ونعتقد هنا وعلى مبدأ «فاقد الشيء لا يعطيه» ماذا فعل هؤلاء المرشحون عندما كانوا يجلسون تحت قبة البرلمان خلال تلك الدورات سوى انهم كانوا يكيلون المدح لهذا المسؤول او ذاك، لهذه الحكومة او تلك مع علمنا ان برامجهم الانتخابية كانت تتحدث غير ذلك.‏

من هنا وفي اطار هذا الحراك الانتخابي وفي ظل هذه الظروف التي تفرض ان يكون لدينا مجلس شعب على مستوى الازمة التي نعيشها بمعنى ان لا يكون جزءا منها كما الحكومة الحالية .. نريد مجلساً للشعب فاعلا يشير الى مواطن الخلل نريد اعضاء في المجلس على قدر عال من المسؤولية الوطنية، وعلى قدر عال من الكفاءة العلمية يعرف كيف يناقش وماذا يريد من خلال مناقشاته هذه .. يقدر جيدا مدى انعكاس اي قانون او اي تشريع على مصالح الوطن والشعب في آن معا. لا نريد ان يكون المجلس القادم نسخة طبق الاصل عن الادوار التشريعية السابقة مع التأكيد ان تلك الادوار قد مر عليها محطات مضيئة لكنها لم تكن بالشكل المطلوب من المهام الملقاة على عاتق اعضاء مجلس الشعب .. ناهيك بكوننا كنا نرغب ان تترك فسحة للاحزاب الوليدة كي تمثل في المجلس ضمن اطار ما يسمى قائمة الوحدة الوطنية .. هي امنية لا اكثر ولا اقل لكنها باعتقادنا تسهم في عملية الحراك الشعبي والسياسي والحزبي في البلد.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية