تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لن يقتلوكَ ..

شباب
2012/4/30
محمّد شريف سلمون

الريحُ تجلدُ جذعكَ المنسوجَ من ماء ٍ وطينْ

تجتاحهُ في كلِّ ليل ٍ كي تنالَ من الجبينْ‏‏

وجبينكَ المنسوجُ من صخر ٍ ونار ٍ صامدٌ‏‏

ما لانَ يوما ً ... لا ... ولا يوما ً يلينْ‏‏

تبكي دموعا ً كالسيول ِ محاولا ً ذبحَ الأنينْ‏‏

كمْ كنتَ تحلمُ أنْ تعيشَ بلا أنينْ ...؟‏‏

ولكمْ وددْتَ بأنْ يعيشَ الناسُ طرَّا ً في ظلال ِ الياسمينْ ...؟‏‏

ولكم رجوتَ بأنْ تُسجَّلَ آهُ قلبكَ في سجلِّ الخالدينْ ...؟‏‏

وتآمرَ المتكبّرونَ على ثراكَ لعلهمْ ...‏‏

يتجاهلونَ بأنَّهمْ للغوطة ِالغنّاء ِكانوا عاشقينْ‏‏

وبأرضكَ الشمَّاء ِ كانوا هائمينْ‏‏

جحدوا ابتسامات ِ الوجوه ِ مُرحِّبينَ ... مُهللينْ‏‏

حلفوا بأنْ تبقى العروبة ُ في دمشقَ ...‏‏

وليتهمْ لم يحلفوا .. فاليومَ يُحنثُ باليمينْ‏‏

وبسرعة ٍ إذ ْ قيلَ فيكَ الشرُّ من أعدائكَ المتحاملينْ‏‏

تراهُمُ لبسوا ثيابَ العُهر ِ والأحقاد ِ واصطفوا معَ المُتقوّلينْ‏‏

ولأنَّ داهية َ الزمان ِ عظيمة ٌ ... قدْ بُحَّ صوتُ الصائحينْ‏‏

وبعدَ أنْ كانتْ صباحة ُ وجهكَ الميمون ِ‏‏

حاضنة ً ومُسعدة ً لكلِّ السائلينْ‏‏

من أجل ِ داحسَ أشعلتْ بينَ الأهالي أربعينْ‏‏

وبعدُ من أجل ِ البسوس ِ توقدتْ نارُ العداوة ِ ... نارُها لا تسْتكينْ‏‏

أولئكَ الأعرابُ يا ويحي أنا ...‏‏

لبسوا الخنوعَ عباءة ً ...‏‏

جعلوا من البيت ِ المُقدَّس ِ حانة ً ...‏‏

فيها القيانُ السُمرُ تقتاتُ الرذيلة َ من أكفِّ الحاقدينْ‏‏

فيها القيانُ الشقرُ تسكبُ خمرة َ الذلِّ المُهينْ‏‏

قتلوكَ ...؟ لا ... لم يقتلوكَ ... وإنّما قتلوا الشرفْ‏‏

وتنافسوا مَنْ منهُمُ حصدَ الجوائزَ بالنذالة ِ والوقاحة ِ والصَلفْ‏‏

قتلوكَ ...؟ لا ... لنْ يقتلوكَ ... فلا تخفْ‏‏

ستظلُّ يا وطني عصيَّا ً سيِّدا ً‏‏

ستظلُّ ترياقَ العروبة ِ رغمَ أنف ِ العابثينْ‏‏

ستظلُّ ترياقَ العروبة ِ رغمَ أنف ِ الماكرينْ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية