تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ينابيع عذبة

شباب
2012/4/30
بتول عماد حمود

عمر الإنسان هو أغلى ما يملكه فهو كالنبع الذي ينبع من قلب أرض خضراء نضرة، ثم يجري بين السهول والجبال بين الهضاب والأودية، حيث يصادف في طريقه جميع مجالات الطبيعة فيتذوق كل الأطعمة من

حلو ومر، ويتلون بأصبغته فيجري متوكلاً على ربه ويتابع سيره‏‏

فكم من نبع صادف حفراً عميقة، ووقع فيها إلا أنه تمكن من الخروج منها بعد أن زادت قوته وإيمانه، وكم من نبع تلاقى مع صخور شماء وتمكن بعد اتحاده من إزالتها وإغراقها بمائه العذب. غير أن هذه الينابيع سوف تصب‏

في مصبها المعروف بعد أن حملت كل ما ألقي فيها من حسنات أو سيئات، وكل ما قدموه للطبيعة من الخيرات فازدادت جمالاً وروعة وعمر الإنسان كذلك النبع فمن عاش حياته يقدم ماءه لكل ظمآن سيصب في دار السلام والأمان، ومن بقي يخزن ماءه ليصنع منه سداً عظيماً في حياته فلن يجد مصباً سليماً بل سيقع في حفرة واسعة تشتد ألسنتها اللاهبة يوماً بعد يوم، وأما سده فيتلاشى ويتبخر بتلك النيران إلى سماء راحمة لتعود بعد ذلك في الأرض لتبني الينابيع العذبة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية