تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا يثقون بشعاراتهم كثيراً..

شباب
2012/4/30
غانم محمد

شباب طرطوس وأحلام برسم المرشحين لعضوية مجلس الشعب

لو كنتَ مرشّحاً لعضوية مجلس الشعب ماذا كنتَ‏‏

ستضع إلى جانب صورتك في إطار حملتك الانتخابية لكسب أصوات الناخبين في الأسبوع القادم؟‏‏

من أغرب الردود التي سمعتها على هذا السؤال هو قول أحد الشباب دون العشرين من عمره: « لا أعدكم بشيء لأني لا أستطيع فعل أي شيء»!‏‏

في أحد شوارع دمشق وعلى ذمة أحد الزملاء هناك مرشح كتب إلى جانب صورته واسمه: « تأمين فرصة عمل لكل شاب وشابة»!‏‏

على شاشة «شام إف إم» حيث تتوفر مساحة إعلانية كبيرة لمن يرغب من المرشحين نقرأ الكثير من الشعارات المتدرجة في موضوعيتها ومصداقيتها...‏‏

في شوارع طرطوس حيث التقينا من يهمّنا صوتهم بالدرجة الأولى ونعني فئة الشباب هناك العجب العجاب أيضاً مثل « القضاء على الفساد والفاسدين» أو «العدالة للجميع».‏‏

لا نستطيع ذكر أسماء من التقيناهم « التقينا معظمهم بالعبور وهم يلقون نظرهم على صور المرشحين دون أن يعرّف بعضهم على اسمه» ولكننا نستطيع إيجاز ما قالوه في محاور نبني عليها صياغتنا لوجهة نظر شباب طرطوس « معظمهم من طلاب المرحلة الثانوية» قبل انتخابات مجلس الشعب في السابع من أيار وأمنياتهم لمن سيحمل صوتهم إلى حيث يفترض أن الشعب يقود نفسه ويرسم أحلامه وآماله.‏‏

في العموميات‏‏

قليلون جداً أولئك الذين خاضوا في التفاصيل بل ركب بعضهم موجة الشعارات الكبيرة التي رفعها المرشحون أنفسهم فتمنوا تحقيق العدالة من حيث فرص العمل التي تتوفر للشباب بين الحين والآخر وان تستمر عمليات مكافحة الفساد وأن تمتد لتشمل محاسبة الفاسدين علناً أمام الرأي العام والاقتراب أكثر من هموم المواطنين وعدم التنكّر للأصوات التي أوصلتهم إلى مجلس الشعب.‏‏

مسؤولية قبل أن تكون ميزة‏‏

يتفق الكثيرون على أن عضوية مجلس الشعب هي مسؤولية أخلاقية بالدرجة الأولى وليست ميزة للفائز بهذه العضوية وهذا الأمر يتطلب منه عملاً دؤوباً فيما انتدبه الناخب إليه وفوّضه فيه متمنّين أن تكون الأحداث التي شهدتها سورية درساً للجميع يستخلصون منه العبر حتى لا نقع في ذات الأخطاء من جديد، وأن ننطلق منها إلى سورية متجددة بكلّ شيء.‏‏

وجهة نظر‏‏

من خلال تقليب هذا الأمر مع من حولنا ومن سألناهم حضرت بعض المطالب الجانبية ولكن التدقيق فيها يجعلنا أقرب إلى تبنّيها وتمنّي حضورها..‏‏

بعضهم قال: بما أن مجلس الشعب هو مصدر التشريعات فلماذا لا نحمّل ممثلينا إليه بعض وجهات النظر بما هو موجود وضرورة تعديله ومنها على سبيل المثال حسب طرح البعض موضوع التأمينات الاجتماعية ورسوم التسجيل فيها والتي يرونها كبيرة وتدفع الكثيرين إلى عدم التسجيل في التأمينات الاجتماعية في حين لو كان المبلغ أقلّ لكان عدد المسجّلين ممن يعملون في القطاع الخاص والعمل الحرّ أكبر..‏‏

قد يبدو هذا الطرح غريباً، ولكن الهدوء في تقليبه يقودنا إلى تقبّله بل والدفاع عنه..‏‏

لا أعرف على وجه التحديد كم يدفع العامل في القطاع الخاص لقاء التسجيل في التأمينات الاجتماعية « ونعتقد أن المبلغ مرتبط بما يقبضه» ولكن بالمطلق عندما يكون هذا المبلغ مقبولاً وميسراً فلن يتأخّر لا العامل ولا ربّ العامل عن دفعه لقاء التأمين، واحتراماً لهذا الرأي نقلناه كما وصلنا..‏‏

التقاعد المبكّر‏‏

التقاعد المبكر موضوع مطروح منذ فترة طويلة، وقد أخد وقته كما يقال ومع هذا لم نصل إلى قرار بشأنه ومع أن الموضوع بيد السلطة التنفيذية إلا أن بعض الشباب يرون في هذا القانون جزءاً من حل مشكلاتهم ويوفّر لهم المزيد من فرص العمل وهو من الأمور التي يتمنون أن يحملها أعضاء مجلس الشعب القادمون معهم إلى تحت قبّة المجلس ويحرّكوها من جديد..‏‏

وللرياضة نصيب!‏‏

يعتبرها بعض الشباب هي الغائب الأكبر عن شعارات المرشّحين مع أنها تشغل حيّزاً كبيراً من اهتمامات الشباب ويتمنون أن تحضر الرياضة في اهتمامات المشرّعين بحيث تتحول الرياضة السورية إلى فعالية مستقلة لها حضورها وتمتلك قرارها ورأس مالها وتقترب من رياضة الإنجاز..‏‏

يقول الشاب «صلاح» في هذا الإطار: في كل دول العالم تقترب الرياضة في أهميتها من الاقتصاد وهي تستوعب أعداداً كبيرة من الشباب ولكن هناك الكثير من المناطق الكبيرة في ريف محافظة طرطوس على سبيل المثال لا توجد بها ملاعب أو صالات لممارسة الرياضة وهذا خطأ، حتى باحات المدارس الإسمنتية تغلق بوجه من يريد ممارسة الرياضة فهل تعجز كلّ بلدية عن تأمين دونم واحد كملعب يفرّغ فيه الشباب طاقاتهم الجسدية؟‏‏

التفاؤل موجود‏‏

وعلى الرغم من تشاؤم البعض إلا أن الكثيرين يعتقدون أن كلّ شيء يتغيّر نحو الأفضل وأن مجلس الشعب الجديد سنشعر بوجوده أكثر من السابق وأنه سيشعر بمحاسبة الناس له لذلك سيحاول أعضاؤه العمل قدر المستطاع وهذا في النهاية يصبّ في مصلحة الشعب والوطن.‏‏

وبدورنا نتمنى أن يرتقي العمل في هذه المؤسسة الديمقراطية المعبّرة عن آمال الشعب إلى درجة وعي هذا الشعب وتضحياته وأن تتحول الأقوال في مرحلة الدعاية الانتخابية إلى أفعال بعد الوصول إلى مجلس الشعب، ولا نريد التشكيك المسبق في قدرة الذين سيفوزون بثقة الشعب ولكن بالوقت نفسه لا نقبل أن يضحك أحد علينا أو يستخفّ بعقولنا وخاصة أولئك الذين جُرّبوا في دورات سابقة ومع هذا لن نقحم رأينا، وسنكتفي بالتعبير عن هذا الرأي في صناديق الاقتراع حين يحين موعد الانتخابات، ومن هنا تأتي أهمية صوتي وصوتكَ فلنحرص على منحه لمن يستحقّه..‏‏

عتب في محله‏‏

طالبة جامعية اسمها «حنان» تدرس في جامعة تشرين ردّت على سؤالنا بسؤال: هل فكّر أحد المرشّحين أو وضع في ذهنه المطالبة بالإسراع في تنفيذ جامعة طرطوس وأضافت: يعاني أبناء طرطوس في مرحلة ما بعد التعليم الثانوي كثيراً فالخيارات المتوفرة في فروع جامعة تشرين الموجودة في طرطوس ليست كافية، وفي اللاذقية نعاني قبل تأمين السكن في المدينة الجامعية لأننا من طرطوس « بحكم القرب الجغرافي والأولوية للمحافظات الأبعد» ونتعذب وخاصة نحن البنات كثيراً في هذا المجال ونأمل من ممثلي طرطوس في مجلس الشعب القادم أن يكرّسوا كل وقتهم في الدور التشريعي القادم لهذه المسألة التي تعني كلّ بيت في محافظة طرطوس.‏‏

دخلت على خط هذا الحديث «رؤى» والتي قالت: أنا الآن أعيد البكالوريا لأنني لم أستطع أن أحصل على فرع دراسي في طرطوس ولم يقبل أهلي أن أدرس خارج طرطوس وبدل أن أدخل الامتحانات الجامعية بعد شهر سأعود لامتحانات البكالوريا على أمل أن «تظبط» هذه المرة وأدرس في أحد الفروع الموجودة في طرطوس ولهذا فإن زيادة الكليات الدراسية في طرطوس مطلب أساسي وتحقيقه يريحنا كثيراً..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية