|
مجتمع
جاء ذلك في الوقت الذي طالما حاولت فيه وجاهدت في إقناع ضحايا (التحرش الجنسي) في الانفتاح على الإعلام، بلا خجل أو وجل من سمة- الوصمة- الاجتماعية التي تخشى من وطأة ميسمها معظم الأسر، رغم كون أبنائهم (الضحايا) ومن خلالهم فقط كشاهد إثبات رئيسي في أي قضية من هذا النوع يمكن كشف (لاحدود) المستور، والانعتاق من -بؤر- الظلام إلى آفاق من نور، ليس فقط لتقديم العبرة للناس أو استدرار عبرات الشفقة عليهم، فلا عبرة لمن لايعتبر وإنما للظفر ولو- بدرهم- وقاية بمعزل عن المواعظ والخطب الطنانةالرنانة، التي تكاد تصّمنا وهي تتكررّ على رأس كل محفل يدعي الاحتفاء بشؤون الطفولة، وتبني قضايا الشباب. فأمام جرأة اعتراف المهندس الشاب وضاح ، سقطت بلا مقدمات -ورقة التوت- لنجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام (عورات) المجتمع التي لم يعد يمكن تغطيتها بغربال أمام مرارة الحقيقة التي أخشى أننا تعودنا على تجاهلها، فمات تجاهها الشعور بالمسؤولية وغاب التزامنا بكشفها كإعلام... وفي حقيقة الأمر، أنا لم أرغب بداية في استخدام كلمة (اعتراف) في عنوان هذا الموضوع بقدر ماكنت أفضل استخدام تعبير البوح الذي أراد وضاح من خلاله تطهير النفس والجسد والروح، من أدران عصابة أمعنت في ابتزازه جسدياً ومادياً وأخلاقياً لإرغامه على التمرغ معهم في حمأة الخطايا ووحل الرذيلة.. والكارثة أن يكون أفراد هذه العصابة من (الأحداث) نعم الأحداث الذين اعترفوا في ضبط الأمن الجنائي أنهم من أرباب السوابق، في السلب والسرقة والطعن والمشاجرات وممارسة اللواطة وتعاطي المخدرات والهروب من معهد الأحداث والأخطر من كل هذا وذاك أن يثبت من خلال تقارير الطبابة الشرعية والكتب الموجهة إلى مركز فحص الأيدز ، مع عينات الدم المسحوبة من المقبوض عليهم من أفرادها إصابة البعض منهم بمرض -السيدا- الخطير، رغم حداثة السن الذي تراوح بين (16-20سنة) . من أين نبدأ الحكاية؟..إليكم التفاصيل: وضاح .. ماهي بداية معرفتك بهم؟ قد لاتصدقي أني تعرفت على أول الخيط بهم في بيت من بيوت الله، وصار صديقي المقرب، حيث رحنا نتبادل الزيارات، وعرفني على عائلته التي صارت بمثابة (عائلتي) إلى أن سافروا إلى خارج البلد، وفي اتصال هاتفي بيننا أخبرتني الأم التي هي بمكانة أمي، أنها بدأت تعاني من ابنها الأصغر محمد (17 سنة) المتورط في مشكلات سرقة بمصر، وأنها سترسله إلى دمشق حيث طلبت مني أن يقيم معي في منزلي بسيدي مقداد لأرعاه إلى حين عودتها إلى البلد في غضون الصيف الحالي... ويتابع وضاح القول: لقد استقبلته نزولاً عند رغبتها، وأوليته عنايتي ورحت أمده بالنقود، وبعد مدة لاحظت أنه قد تعرف على أقران من سنه، أو أكبر بقليل وراح يخرج ويسهر معهم، كما لمست أنه بدأ بالانقياد خلفهم بعد أن سيطروا عليه فرحت أمنع عنه النقود ومنذ ذلك الحين غدا عدوانياً جداً معي لدرجة أنه قد حطم أثاث منزلي مرة، وهشم الزجاج ومن ثم احتجزني ضمن غرفة نومي وطلب مني بعد أن أشهر الموس الكباس في وجهي وطعنني به عدة طعنات، الامتثال (عنوة) لنزواته المجنونة، ثم راح يبتزني بعدها بصور التقطها لي وأنا عار، وفي وضعيات فاضحة ليرغمني على بصم وتوقيع سندات أمانة له بمبالغ كبيرة ... ولماذا لم تدعِ عليه حينئذٍ؟ خشية الفضيحة ولكني أخبرت والدته التي وعدتني على الهاتف بسحب هذه السندات منه، عند عودتها إلى البلد في هذا الصيف وأثناء ذلك -يقول وضاح: أنه سافر إلى لبنان بعد وفاة جدته، وانشغل بورثة أرض عنها بقيمة عالية وعندما عاد إلى سورية لمس تغيراً في معاملة محمد وشقيقه الأكبرله ولم يدر حينئذٍ أنهما كانا يخططان لتوريطه في علاقة مشبوهة أخرى إذ دفع محمد بصديقة نور(16 سنة) وشقيقه طاهر إلى استدراجه للمنزل بحجة استئجار سيارته التي كانوا ينوون استخدامها في عمليات سلب بالعنف باستخدام طعم-اللواطة-.. وعندما دخل إلى المنزل يقول وضاح: أقدما على إغلاق وقفل الباب ، ومن ثم قاما بادخالي إلى غرفة الجلوس وبدأ نور بالاقتراب مني ومداعبتي فأبعدته، ولكنه أشهر في وجهي سكيناً ليجبرني على الخضوع لنزواته وأثناء ذلك كان محمد يصورنا على جواله في وضعيات فاضحة ويهددني بقتل أبناء أخي الصغار إلى أن.. تمكن من أخذ مفاتيح السيارة مني ومبلغ من المال وفي تاريخ 7/1/2010 أعلمني محمد أنه يحتاج إلى سيارتي بحجة التنزه وأن ثمة عملاً سوف يقضيه أثناء ذلك، وكونه لايجيد القيادة ذهبت معه خوفاً على سيارتي وكان برفقتنا حينئذٍ شقيق نور المدعو طاهر، وشخص آخر معروف من قبلهم وتوجهنا جميعاً إلى محلة القابون حي تشرين حيث نزل محمد باتجاه سيارة بدأ يتحدث مع صاحبها ومن ثم ركب معه على متنها وقمنا باللحاق به حيث نزل محمد وصاحب السيارة ودخلا بحارة مظلمة ضمن حارات حي تشرين ونزل حينها طاهر والشخص الذي معه ولحقا به وبقيت أنا في السيارة وبعد نصف ساعة تقريباً شاهدتهم يركضون عبر الشارع إلى الحارة المقابلة ومن ثم قاموا بالاتصال بي واجتمعنا ضمن منزل أهل محمد وسمعتهم يتكلمون أنهم قاموا بسلب صاحب السيارة المذكورة مبلغ ثلاثة عشر ألف ل.س، وجهاز جوال وأنهم اقاموا برمي أوراق السيارة خلف البانوراما... وضاح..لماذا اعترفت عليهم في الأمن الجنائي الآن ولجأت بعدها للإعلام هل تحررت تماماً من خوفك منهم؟ لأني لم أعد احتمل تهديداتهم وابتزازهم وتصرفاتهم غير القانونية من جهة وحتى لايتورط غيري من الشباب مع أمثالهم من جهة أخرى...هذا وقد أكد محمد في إفادته أمام الأمن الجنائي ماجاء في إفادة وضاح وأشار إلى أنه من أرباب السوابق في الطعن والمشاجرات. كذلك أيد إفادته (جملة وتفصيلاً) صديقه -نور- الذي أكد في ذات الضبط، أنه من أرباب السوابق في السلب والسرقات والهروب من معهد الأحداث وممارسة اللواطة وتعاطي المخدرات.. وأضاف أنه قد اشترك مع محمد بعدة عمليات سلب وذلك بعد استدراج شخص من محلة جسر السيد الرئيس من أجل ممارسة اللواطة، ومن ثم اصطحابه إلى مكان مظلم أو إلى منزل الشخص ومن ثم إشهار سكاكين عليه، وسلبه بالاشتراك مع أشخاص آخرين لم يتم القبض عليهم يكونون بانتظارهم بالمكان، وفي طريقة وأسلوب آخر يقوم المقبوض عليهما (محمد ونور) بالصعود على متن سيارة الشخص الذي يقومون باستدراجه لممارسة اللواطة معه في منزله ويلحق بهم مجموعة من شركائهم على متن السيارة العائدة لوضاح ومن ثم إشهار السكاكين عليه وسلبه مابحوزته من مبالغ مالية وجوالات وأشياء أخرى، هذا ولقد حصر الأمن الجنائي عدد عمليات السلب التي قام أفراد هذه العصابة من الأحداث بسبع عمليات لم يتقدم أصحابها بأي إدعاء، خشية الفضيحة رغم أن بعضهم قد أوذي بطعنات السكاكين، وأسعف إلى مشفى ابن النفيس وغيرها... الأمر الذي ساعد في التستر على أفراد هذه العصابة ، واستمرارهم في مسلسل عمليات السلب المتوالية التي كانت تنفذ في ساعات متأخرة من الليل بعد استدراج أصحاب السيارات العابرة من محلة جسر الرئيس إلى مناطق مختلفة في محلة القدم، والحجر الأسود وجديدة عرطوز وصحنايا والقابون... ولولا-اعتراف- وضاح في الأمن الجنائي،ربما وصل عدد عمليات هذه العصابة إلى رقم غير محدود ، حيث تم حجز سيارة وضاح التي استخدمها أفراد العصابة في تنفيذ عمليات الاستجرار والسلب.. كما ذهبت دورية شرطة برفقة المقبوض عليه محمد ودلالته إلى منزل شقيقه الأكبر أحمد- لاستحضار سندات الأمانة إضافة إلى كرتي ذاكرة جواله المتضمنين مقاطع فيديو، ظهر فيها وضاح مع نور، ومعه في وضعيات شاذة لممارسة الضغط عليه من أجل الانخراط معهما في عمليات السلب التي كان أفراد العصابة يقومون بها باستعمال سيارته.. غير أنه رغم جدية الأمن الجنائي والبحث السري والعلني، لم يتم القبض على باقي أفراد العصابة وهم ريمي تولد /1991/ وأحمد تولد /1990/ وطاهر شقيق المقبوض عليه نور من حلب.. بينما تم تسطير كتب للطبابة الشرعية وإحالة / المقبوض عليهم/ من باقي أفراد العصابة إلى الطبيب الشرعي، حيث تبين في تقرير الدكتور أصلان ابراهيم رقم 54 تاريخ 18/1/2010 ظهور ثأليل تنم عن إصابة المقبوض عليه محمد- بالايدز والسؤال الذي يبقى خافياً: - أيهما أمضى وأشد إيلاماً في هذه القضية عقوبة السجن أو الاصابة بمرض الايدز... أعتقد أن العدالة الإلهية قد تفوقت على عدالة أهل الأرض، وسبقتها في/ القصاص/ بحكمها المبرم ولكن من الأجدى التساؤل أخيراً: عن مصير / ناقلي الفيروس/ من باقي أفراد العصابة الذين لم يتم القبض عليهم، وكذلك الذين رفضوا الادعاء عليهم، وبقوا في عداد/ المجهولين ممن سلبوهم.. أتراهم قد أضافوا لبنات أخرى في حاجز الصمت؟أم تشظوا في حواجز أخرى؟!... |
|