|
ثقافة
أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهن الكاتب د.جمال ابو سمرة.. في كتابه «أمير البيان، شكيب أرسلان». وهل للبيان أمير ؟ من يستحق هذا اللقب ؟ وعلام استحقه؟ كيف حاز على ثقافته حتى نال ما نال من الريادة والإمارة في الإبداع؟ انه الأمير شكيب أرسلان أمير الفصاحة والبيان شعراً ونثراً وهو عميد البيان, أمير الأدباء والكتاب, شيخ الأدب، نابغة الزمان، ملك البيان, بطل العروبة.. ألقاب كثيرة أطلقها المثقفون في عصره وجلّها في الأدب. الأمير الرحالة جال الأمير شكيب العالم شرقاً وغرباً حاملاً معه هموم وطنه وأمته العربية وحلمه تحقيق الأمن والأمان والاستقلال في ربوعها الشاسعة، فراح ينتقل بين عواصم العالم رجلاً سياسياً مخضرماً لا ينفصل في شخصه رجل السياسة عن رجل الأدب والفكر والثقافة. فراسة الأمير شكيب عرف عن الأمير شكيب فراسته ونظرته التي لاتخيب حيث أنه تنبأ بالكثير من الأمور قبل وقوعها والتي كان يفسرها بالتفكير والتأمل وكثرة المطالعة وليس لكونه من الكهنة أو العرافين, فتنبأ مثلا أن إيطاليا ستنسحب في الحرب العالمية الأولى إلى صف الحلفاء.كما تنبأ أن انكلترا ستنقض وعودها التي أعطتها إبان تلك الحرب، وتنبأ بأمور كثيرة وقعت! إنتاجه الفكري والأدبي هناك المئات من المقالات والدراسات والرسائل الأدبية والسياسية والكتب المطبوعة والمخططات التي لا يمكن الإحاطة بها جميعها, رغم عدم تفرغ الأمير شكيب للكتابة فحسب. كتب الشعر وهو طالب في المدرسة وأصدر ديوانه (الباكورة) عام ١٨٨٧م وهو في السابعة عشرة وحذا فيه حذو الأقدمين وفحول الشعر العربي. أصدر الأمير شكيب عدداً كبيراً من الكتب مابين تأليف وشرح وتحقيق أهمها: - لماذا تأخر المسلمون ؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ - الحلل السندسية في الأخبار والآثار السندسية. - تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا جزائر البحر المتوسط. وصيته عاد الأمير شكيب الى وطنه, إلا أنه لم يفارق الحياة دون أن يترك وصيته، التي طلب من الاستاذ عبدالله مشنوق نقلها إلى العالم العربي بعد وفاته, فقال له بصوت تخنقه العبرات (أوصيكم بفلسطين). وفاته حين دوّى الخبر الفاجع بوفاة الأمير شكيب أرسلان, انهالت عليه العبرات والمراثي فكان منها ما كتبه خليل مطران: طفىء الصباح بعيني الإلهام وتغمد اللألاء جفن الظلام وكأن شمس العبقرية كفّنت بعد ازدهار شعاعها بقتام ورثاه الشاعر علي محمود طه بقوله: رزء العروبة فيك والاسلام رزء النهى وفجيعة الأقلام هو مأتم الأحرار في متوثّب بصفوفهم مستقلٍ مقدام |
|