تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إعلانات تدريس

عين المجتمع
الثلاثاء3-9-2019
لينا ديوب

بدأت قبل أيام، أي مع اقتراب عودة الطلاب والطالبات إلى المدارس، إعلانات الدروس الخصوصية، ليس لطلاب الشهادات، وإنما للجميع بمن فيهم الصف الأول الابتدائي.

يكاد لا يخلو مدخل بناء من إعلان متضمن رقم معلمة، ولا تخلو صفحة تواصل اجتماعي لمنطقة سكنية من إعلان عن استعداد لتعليم كافة الدروس وحل جميع الوظائف ومتابعة جميع المواد.‏

قد تكون الاستجابة لتلك الإعلانات جانباً إيجابياً، وهو تأمين عمل لطالبة جامعية، أو خريجة، لكن السؤال، مادور كل من المدرسة والأهل في تعليم الأطفال في المراحل الأولى التي قد لا تكون صعبة، وماالأثر التربوي لاعتماد الدرس الخصوصي من المرحلة الأولى للتعليم، وكيف سيتدبر الأهل هذا المصروف الجديد؟ وإن كان ليس إجبارياً!‏

ثم ماذا سيفعل الطالب والطالبة بالحصة الدراسية داخل المدرسة، وكيف سيتلقى المساعدة في حل الوظائف من معلمة غريبة عن البيت وأمه وأبوه موجودان؟ أليس هذا تخل طوعي للأهل عن دور مهم في بداية تعليم الأبناء؟ يقابله تخلي المدرسة عن الكثير من القيم التربوية؟‏

إن القراءة والكتابة، وحل مسألة حسابية بسيطة، وبعض المعارف البسيطة عن النباتات والحيوانات والبيئة، لا تحتاج درساً خاصاً، لكنها تحتاج إلى بيت ومدرسة يعملان معاً لتثبيت قيمة العلم وحب المعرفة عند الأبناء، وقيمة التعاون، والاعتماد على الذات، وغيرها .‏

أما أن تصبح المدرسة ومنذ صفوفها الأولى، مكاناً لهدر القيم، فما الذي يبقى؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية