تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل فكرت.. لماذا تدفع البقشيش

عيادة المجتمع
الاحد 24/12/2006
نيرمين خليفة

الإكرامية أو (البقشيش) كما تسمى بالعامية لماذا تدفع? وما الغاية من دفعها..!?

وهل تساءل أحدنا ممن يرتاد المطاعم أو يركب سيارات الأجرة, أو يتعامل مع السوبرماركات التي توصل الطلبات مجانية إلى المنازل.. ما نسبة المبالغ التي يدفعها? مقارنة مع المبالغ مستحقة الدفع..!?.‏

باعتقادي أن من يدفع (البقشيش) في المطعم ويرى تجمع (الكراسين) أمام طاولته بحجة تنظيف صحن السجائر أو غير ذلك يفكر بأن ما سيدفعه من بقشيش أكثر من اللازم وهو زيادة على الفاتورة المستحقة عليه والتي أصلاً غير مقتنع بالمبلغ المدون عليها, الأمر الذي يجعله يردد في نفسه الذهاب إلى المطعم أمره (قنص بقنص).‏

ومن خلال سؤالي عن كيفية دفع(البقشيش) وإذا دفعت لماذا تدفع ..!?.‏

الخجل هو السبب:‏

أما من يدفع البقشيش خجلاً من الكرسون نفسه فهم كثر.. ولدى استفساري عن ذلك قالوا إن نظرات الكرسون في حال لم تضف له مبلغاً على الفاتورة.. كافية أن تجعلك تخجل من نفسك.. والخوف أن تأتي في مرة قادمة (ولا يعبرك) أو يعيرك الاهتمام..‏

والعطف أيضاً:‏

وأكثر من سألتهم عن دفع الإكرامية لعمال (السوبرماركات) الذين يوصلون الطلبات إلى المنازل أجابوا: بأنهم يدفعون البقشيش عطفاً عليهم لما يتكبدونه من مشقة وعناء لمشيهم مسافات طويلة ومرتفعة وهم يحملون الأغراض والحاجيات المطلوبة, وإن مبلغ /10/ أو /25/ ليرة سورية (الإكرامية) لا يؤثر على من سيدفع مبلغاً ليس بقليل وثمناً لأغراض كثيرة.‏

سرقة علنية:‏

وعندما استفسرت من الكثيرين من الشريحة المتوسطة طبعاً والتي تضطر في أحيان كثيرة لركوب سيارات الأجرة عن إكرامية السائقين.. أجاب أكثرهم بأنها ليست إكرامية لأنها لا تخرج من خاطرهم, أجاب بعضهم أنه يدفع (البقشيش) بدافع إنساني واجتماعي ولما يبذله هؤلاء (الكراسين) من جهد في تقديم الخدمات.‏

من يدفع أكثر:‏

والمضحك في الأمر هنا أنه من خلال حديثي مع عدد كبير من الشرائح المختلفة لفت نظري أن الشريحة المتوسطة الدخل هي التي تدفع (البقشيش) أكثر من الشريحة الثرية الدخل, لاقتناعها بما يقدمونه من خدمات وما يبذلونه من جهد.و(البقشيش) مهما صغر يمكن أن يساهم في مساعدتهم وسد حاجاتهم, خاصة وأن أكثر هؤلاء من الشباب الذين يبنون مستقبلهم, يدرسون في النهار ويعملون في الليل أو العكس, أو منهم من يعيل أسرة..‏

( التاكس) وليس (البقشيش):‏

بقي أن نقول بأن هناك دولاً كثيرة لا تتعامل بوجود (بقشيش) وتكون الزيادة وهي ما تسمى (تاكس) أو الضريبة مضافة على الفاتورة التي يضعها لك الكرسون ويذهب دون انتظار أن تدفع له أية إكرامية أو (بقشيش).‏

البقشيش في استطلاع:‏

بينما هناك دول تتعامل مع الإكرامية بأنها جزء أساسي من حياة المجتمع, الأمر الذي جعل بعض هذه الدول تجري استفتاءات وتستطلع الآراء حيال ذلك. ففي استطلاع عام أجري في استراليا عن كيفية دفع (البقشيش) خوفاً من الاحراج أو خوفاً من الكرسون نفسه, 20% يدفعون (البقشيش) ليؤكدوا مكانتهم العالية في المجتمع, 15% يدفعون (البقشيش) من باب العطف, 50% يدفعون (البقشيش) لامتنانهم عن الخدمة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية