تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شجاعة الاعتراف بالأخطاء ..?!

البقعة الساخنة
الاحد 24/12/2006
أحمد ضوا

يترقب العالم وهو على اعتاب عام جديد بحذر خطوة الولايات المتحدة المقبلة بشان العراق والشرق الاوسط عموما فالتبريرات

التي ساقها الرئيس الاميركي جورج بوش لتأجيله اتخاذ قرار حاسم بشأن تقرير بيكر هاملتون الى مطلع السنة القادمه لاقت انتقادا شديدا ولاسيما مع استمرار التدهور الامني وغياب الحلول الحقيقية لديه وفريقه لوقف نزيف الدم العراقي .‏

ما يصدر من تصريحات عن البيت الابيض والبنتاغون وآخرها اعلان وزير الدفاع الاميركي الجديد بان القوات الاميركية باقية في الخليج العربي الى امد طويل يلمح الى ان هذه الادارة تخطو باتجاه تجاهل جهد بيكر هاملتون والسير بمنحى مخالف من شأنه مضاعفة التوتر الامني والسياسي في العراق وفتح الباب لاحتمالات خطيرة جدا .‏

فالاتهامات التي وجهت الى التيار الصدري مؤخرا لا يمكن وضعها الا في هذا السياق وعلى ما يبدو ان ماكينة بوش المحافظة لا زالت مصرة على دفع العراق نحو الحرب الاهلية والاقتتال الطائفي والمذهبي لتحقيق دوافعها .‏

اذا ما عدنا لطروحات التيار الصدري نجد انها تتقاطع في البعض منها مع توصيات بيكر هاملتون وخاصة لناحية وضع جدول زمني للانسحاب وتقسيم العراق وبغض النظر عن المواجهات التي جرت بين التيار والقوات الاميركية منذ وقوع الاحتلال وحتى الان نجد ان دعاة الفوضى الخلاقة يبحثون عن حجة لتصعيد التوتر بين الاطياف السياسية العراقية من الناحتين الامنية والسياسية والاتهامات التي وجهت للتيار الصدري وخاصة المرتبطة بموضوع الاغتيالات والتفجيرات تكشف المرامي الخبيثة للزج بهذا الفريق العراقي كطرف خلافي مع الحكومة من جهة والاطراف السياسية الاخرى من جهة اخرى و نجاح ذلك يؤدي الى نسف تقرير بيكر هاملتون الذي تم ترحيل النظر فيه الى العام القادم .‏

من الواضح ان اصحاب (الفوضى الخلاقة )يعدون البديل عن التقرير وتمسك بوش بسياسة العزل في عالم حوله يرفض ذلك يدل على ضعف وغياب للشجاعة الكفيلة بالتراجع عن الاخطاء وتصويب السياسة الاميركية في العراق والعالم بشكل اجمع .‏

طبعا الوقت لا يسمح لبوش بالكثير من المناورة وتماسك العراقيين بوجه محاولات دفعهم للصدام سيدفعه الى الاخذ بنصائح ابناء جلدته قبل غيرهم .‏

الايام القليلة المقبلة حاسمة للسياسة الاميركية في المنطقة وتناقض بعض التصريحات الصادرة عن البيت الابيض يدل على عدم حسم الخيارات وتاليا تضارب الاراء بين صانعي القرار في الادارة الاميركية ولذلك الترقب والحذر والضياع يلف ادوات مشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية