بأزماتها المختلفة وتناقضاتها ناقداً اياها عبر اساليب وصياغات لاذعة مستخدما ألوانا سينمائية متفردة تبتعد عن البهرجة والتقنيات المبهرة ناسجاً العوالم المتكاملة مابين افلامه الكثيرة, حيث لا يوجد فيلم يستقل عما يليه وجميعها تطرح الاسئلة حول المجتمع الامريكي مثلاً فيلم (ناشفيل) الذي اخرجه في فترة السبعينات تعمق في بنيته المجتمع الامريكي والخليط غير المتجانس مجسداً تناقضات وتشتت هي الاساس للثقافة الامريكية وقدم قراءات دقيقة لجميع الامريكيين ومن الممكن ان نجد في اي فيلم يتبعه نفس التحذير من تلك العوالم المتناقضة داخل المجتمع الامريكي فالمخرج على الدوام عبر عن قلقه حول تلك الثقافة وكيفية صياغتها في ظل تلك البيئة وقد دخل عوالمها عبر اعماله مثلاً فيلم ( اللاعب ) يذكر على (هوليوود) ذلك العالم السينمائي الذي يتربع على عرش السينما العالمية,بينما هو في دواخله وخلف الاضواء البراقة عالم مشبوه بنظامه واساليبه وعلاقاته ينتقده المخرج بشدة ويفضح اساليبه, هناك ايضاً فيلم (البسة جاهزة ) يسخر بشدة من المظاهر الباذخة لعالم الازياء والذي يخفي عوالم متخمة بالسطحية والبهرجة والنفاق حيث انه يصنع كامل احداث الفيلم في جو تهريجي ساخراً من تلك العالمية المصطنعة بمهنة الازياء والاهتمام الاعلامي العالمي والذي يعمم بطريقة بهلوانية فيها الجهل والرياء دون هدف انساني وحتى في فيلم (رجل خبر التوابل) البوليسي والمأخوذة فكرته عن رواية ,فإنها تشتكي حكمة حول الرجل الذي لا يقهر ثم يأكله الثعلب, وهنا يربط الفيلم بين قصة محام تنقلب حياته رأساً على عقب بمجيء فتاة تشتكي والدها العنيف البعيد عن المجتمع ويسكن في الغابة, وتتحول حياة المحامي المستقرة متزامنا مع اعصار يضرب المدينة بكاملها, وهنا دعوة صريحة وانذار بأن الخطر يهدد حياة الجميع وليس المحامي فحسب ورغم ان الفيلم يأخذ الشكل البوليسي إلا ان المخرج كعادته في ابداعه السينمائي يسترسل بعبقرية مبتعداً عن الاسلوب المقولب والفكرة المحددة منطلقاً بها الى ابعاد واهداف أكثر سعة رافضاً التقوقع ضمن لون سينمائي خاص والوفاء لأي لون محدد دون غيره كاشفاًَ في كل عمل جديد اوجها أخرى اخرى للحياة الامريكية , عن افلام روبرت التمان اجمع النقاد على انها حوارية كما حددها الناقد الروسي (م.م باختين) بأنها تعبر دائما عن وجهات نظر تبادلية وتبلور العلاقة المتبادلة ما بين الثقافة والانشطة الانسانية.‏