|
بيروت وفي التفاصيل تكمن الشياطين, ولأن موسى دبلوماسي من الطراز الرفيع فهو لم يحمل أحداً من الأطراف اللبنانية مسؤولية ماآلت إليه مبادرته. لكن السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان الباحث عن التفاصيل والمولع بها, والمحبب إلى قلب فؤاد السنيورة, وأقطاب فريق 14 شباط أراد تأكيد مقولة موسى الذي ما إن غادر السراي حتى كان أول الواطئين أروقة السراي.
وإذا كانت قوى المعارضة الوطنية اللبنانية قد طالبت ودعت إلى حل عربي للأزمة مرحبة بمبادرة السيد موسى, فإن تدخلات فيلتمان وهرطقات الشباطيين كفيلة ليس بإجهاض المبادرة وإفشالها فقط, وإنما باستحضار كل الشياطين لإفساد أي مسعى إيجابي باتجاه حل الأزمة اللبنانية. ومع تواصل الاعتصام السلمي المفتوح لقوى المعارضة الوطنية لليوم 23 والذي يعبر خلاله المشاركون عن الاستمرار في ذلك حتى تحقيق مطالبهم برحيل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية اعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الطريق لا يزال طويلاً لحل الازمة مشيراً الى بعض النجاحات التي تحققت والمقترحات التي تم عرضها في هذا الشأن ومؤكداً ان زيارته لسورية ساعدت على الحل. في هذه الاثناء اكدت الاوساط اللبنانية ان الاكثرية القابضة على السلطة تتعمد تصعيد الازمة في لبنان عبر انتقائية المداهمات في محاولة منها لتحويل انتباه الرأي العام باتجاه يخدم مصالح قوى 14 شباط التي لا تزال تخبئ كميات كبيرة من الاسلحة لن تسلمها للدولة. فقد أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن هناك بعض النجاحات قد تحققت على صعيد حل الازمة اللبنانية مشيرا إلى أن هناك طريقا طويلا ومستمرا للتوصل إلى حل للازمة . وأضاف موسى في تصريح لدى عودته إلى القاهرة أمس قادما من بيروت بعد جولة شملت سورية ولبنان ان الاتصالات سوف تستمر مع كل الاطراف حتى تستمر الجهود العربية في مساعيها بعد احتفالات أعياد الميلاد. واكد موسى في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس في بيروت انه لم ينجح ولم يفشل واقام نافذة للتفاهم حول مختلف الموضوعات الرئيسية التي تشكل اسباب الازمة في لبنان وتركنا هذه النافذة للفرقاء ليتدبروا امرهم فيما يتعلق بقبولها مع وجود قبول مسبق لبعضها محذرا من خطورة الوضع في لبنان حاليا. واعرب موسى عن استعداد الجامعة العربية للمساعدة في تطبيق المقترحات المطروحة للتعامل مع القضايا الرئيسية على الساحة اللبنانية ومنها المحكمة الدولية وحكومة الوحدة الوطنية والانتخابات المبكرة . وردا على سؤال حول زيارته لسورية قال موسى ان زيارة سورية ساعدت على الحل . واعلن موسى انه سيعود إلى لبنان بعد الاعياد حيث ان الباب مازال مفتوحا داعيا الجميع للعودة إلى الحوار فيما بينهم . بدوره وصف الموفد السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل لقاءه مع السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله بانه كان نافعا جدا وخرجنا منه بثلاث نقاط هامة تؤكد ان المعارضة اللبنانية ملتزمة بالهدوء والتهدئة طيلة فترة الاعياد القادمة وتؤيد الجهود التي تبذلها الجامعة وان تحرك المعارضة سيكون مهما امتد سلميا ديمقراطيا . هذا وقد تواصل الاعتصام السلمي المفتوح لقوى المعارضة الوطنية اللبنانية لليوم ال 23 بمشاركة حشد كبير من المعتصمين توافدوا من كافة المناطق اللبنانية . واقام التجمع النسائي لقوى المعارضة أمس لقاء حواريا وثقافيا القيت خلاله عدة كلمات اكدت ضرورة رحيل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مشيرة إلى استمرار التحرك الشعبي السلمي حتى تلبية هذه المطالب. من جهة ثانية أكد عمر كرامي رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق أن ماأقدمت عليه السلطة الحالية من مداهمات لمنازل واعتقال لاعضاء في الحزب القومي السوري الاجتماعي هو محاولة لتحويل انتباه الرأي العام باتجاه يخدم مصالح قوى 14 شباط التي لاتزال تخبئ كميات كبيرة من الاسلحة لن تسلمها للدولة. وأشار كرامي في بيان أمس إلى أن ماعثر عليه من اسلحة لا يعد وكونه أسلحة قديمة يعلوها الصدأ بحسب ماظهر على شاشات التلفزة ومن مرحلة الثمانينات حيث أنها كانت تستعمل للتصدي للعدو الاسرائيلي مطالبا بوقف الاستغلال لهذا الموضوع من قبل السلطة. وفي هذا السياق اكد حزب الاتحاد اللبناني ان الاكثرية القابضة على السلطة في لبنان عمدت من خلال المداهمة الامنية لمنازل بعض افراد الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى تصعيد الازمة عبر انتقائية المداهمات مستهدفة بذلك حزبا وطنيا شكل في مرحلة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية أحد القوى الاساسية في المقاومة الوطنية اللبنانية. وتساءل الحزب اين كانت وزارة الداخلية من الاسلحة التي كانت بحوزة مجموعات في كسروان تنتمي ل القوات اللبنانية ولماذا لم تعرض الاسلحة التي تم ضبطها انذاك . بموازاة ذلك اكد النائب اللبناني نبيل نقولا عضو كتلة التغيير والاصلاح ان الحكومة اللبنانية غير شرعية ولا تمثل الشعب اللبناني وتعمل على خلق الفتن والمعارك مؤكداً انه على فؤاد السنيورة ان يرحل وعلى حكومته ان تسقط فيما دعا عضو كتل الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله الى اقامة حكومة وحدة وطنية تدير الشؤون اللبنانية على اساس النظام والدستور والالتزام بالميثاق الوطني. بدوره قال الوزير اللبناني السابق وديع الخازن ان هناك رفضاً لحكومة السنيورة محذراً من انه اذا لم تحصل المشاركة فلا يمكن الوصول الى نتائج تخرج الوضع من حالة التأزم وتأمين الثلث الضامن للمعارضة. في غضون ذلك جرى امس اعتصام امام مقر التلفزيون الجديد نيوتي في تضامنا مع الصحفيين فراس حاطوم وعبد العظيم خياط ومحمد بربر الذين اوقفتهم قوى السلطة الحاكمة بينما استنكر تجمع العلماء المسلمين في لبنان اعتقال المذكورين مؤكداً ان الاعتقال يوحي بأن ثمة سياسية معينة جديدة تنتهجها السلطة اللاشرعية من اجل المضي بالمشروع الاميركي قدماً. من جهة ثانية نفي مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية ان يكون الرئيس اميل لحود وقع على أي مشروع مرسوم صدر نتيجة اجتماعات الحكومة الحالية ابتداء من تاريخ 11/ 11/ .2006 وقال بيان صدر أمس عن المكتب الاعلامي ان تعليقات لنواب وسياسيين تصدر من حين لاخر تتناول موقف الرئيس لحود من مسالة توقيع مراسيم صادرة عن حكومة السنيورة بعد 11/ 11 أي بعد تاريخ استقالة الوزراء الخمسة واعتبار الرئيس لحود هذه الحكومة فاقدة شرعيتها الدستورية وعلى الرغم من الايضاحات المتتالية الصادرة عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الا أن بعض النواب والسياسيين يصرون على الادلاء بتصريحات يدعون فيها ذلك. واضاف البيان انه وحرصا على الحقيقة يهم مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان يوضح مرة جديدة ان الرئيس لحود وقع ويوقع كل مشاريع المراسيم الناتجة عن قرارات اتخذها مجلس الوزراء قبل التاريخ المذكور اعلاه فقط حين كانت لاتزال الحكومة تتمتع بالشرعية الدستورية. واوضح البيان انه من بين هذه المراسيم المرسوم المتعلق بقبول هبات لقوى الامن الداخلي لانه أعد تنفيذا لقرار مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم 9 /11 مع الاشارة الى ان فاصلا زمنيا يسجل عادة بين تاريخ اتخاذ المجلس لقرار ما وتاريخ صدور المرسوم الذي يترجمه واقعا قانونيا |
|