|
ثقافة عمل الشاعر على نقل هذا التساؤل إلى حيز النص الأدبي القائم على الصورة المحببة والقريبة من نفس القارئ.
كقوله في قصيدة انتظار: (جلست وكان انتظارك مائدة الوقت..أفردت شرشف ليل، وأقداح من أنجم، وتقاسمت والصمت أرغفة من سكون). وفي قصيدة لو كنت قربك قال: (ويذكرني أن أبرىء ذئب الحكاية، مما على ثوب روحي، من مزق.. ودماء.. ولو كنت قربك.. كان السلام، ينام قريرا.. بقلبي..). وأيضا في قصيدته لأنسى نقل التساؤل إلى النص عبر هذه الصورة الشعرية قائلا: (لأنسى.. علي التشرد ثانية، في سراديب كونك، أدخل بين ذراعيك كي أتذكر، أين نثرت طحيني..؟ وأبدأ بين خلاياك أجمع، قمح الغزل.. على الدخول لصدرك أقطف ما علقته شفاهي على النهد، من زخرف، وأساطير بوح). وإذا نظرنا إلى المجموعة الشعرية من الناحية الفنية وجدنا أن الشاعر استطاع تقديمها بأسلوب وصفي حسي فيه الكثير من البساطة والسهولة بحيث يتم ايصال الرسالة واستيعابها من قبل عامة القراء، كما في قصيدة استغراق يقول: (ينام الجمال ببيتك مستغرقا بالجمال، تنام طمأنينة في الزوايا.. السرير، تنام به رقه، لامثيل لها، في سرير الخيال.. الأواني تبوح بلمح يديك، الطعام، بطبيعة أنفاسك). يتضح أن الشاعر كحل في قصيدته نعومه يئن تحت وطأة الشوق لكنه مستغرق بجمال اللحظة، رغم أنه يجهد نفسه ويتعبها في كيفية مواراة جسد من أحب عن عيون طيور البراري وهو ينشد رغبة الحب. يقول في قصيدته نعومه: (سريت مع الفجر، أحلب ماعز شوقي.. وكنت، أزحت الستائر، أشرعت نافذة الأمنيات، لتدخل شمسك، غرفة روحي.. أدرت الصباح اتجاهي، ورحت أحاور نجمته،والطيور، تحوم من فوقنا، وتحاول تشتيت، ما سوف يصدر عن غوصنا, في المعاجم). |
|