|
ثقافة
وها هي اليوم وعبر فرع نقابة الفنانين تقيم مهرجانها المسرحي الحادي والعشرين برعاية من وزارة الثقافة وتعاون من قبل مديرية الثقافة ومحافظة حمص، وبعد توقف سبع سنوات كانت كافية لتجعل العودة خجولة ومربكة سواء من خلال العروض المقدمة أو الثغرات التقنية والتعب الذي كابدته الجهات المعنية لتعلن عودة المهرجان، على أن التفاعل الكبير للجمهور وإقباله كل يوم لمشاهدة العروض يغفر كل شيء ويجعل كل من تعب خلال التحضير للمهرجان ينسى تعبه. بدأ المهرجان بعرض مسرحي لمديرية المسارح والموسيقى بعنوان: (كلهم أبنائي) تأليف الكاتب آرثر ميلر وإعداد وإخراج خالد الطالب, والعرض تناول موضوعا إنسانيا اجتماعيا بأسلوب واقعي وجديد من خلال شخصيات عاشت فترة أحد الحروب ما جعلها تستغل ظروف الحرب بهدف الوصول إلى مكتسباتها وتحقيق مصالحها الشخصية على حساب العائلة والمجتمع, وعن العرض قال خالد الطالب: هؤلاء الأشخاص موجودون في كل مكان ويمكن أن نصادفهم كثيرا في حياتنا، كما يمكننا إسقاط الأحداث التي تدور على ما حصل في مجتمعنا خلال فترة الأحداث التي جرت. أما العرض الثاني فكان لفرع حمص لنقابة الفنانين بعنوان: (بارود اهربوا) وهو من تأليف الكاتب التركي عزيز نيسين وإعداد وإخراج الفنان سامر أبو ليلى، وهو يتحدث عن فكرة الحرب والخراب والكذب والنفاق للوصول إلى الغايات والمكتسبات على حساب الشعوب والبلدان الأخرى ومنعكسات ذلك على البشر والحجر ليكون جميع أهل المنطقة متورطين ويتحملون مسؤولية ما يجري. وعن العرض قال أبو ليلى: لقد فرش الممثلون الشباب أرض الخشبة فرحا وحبا وقدم العرض بشكل كوميدي تفاعل معه الحضور كثيرا، وخاصة أنه كان باللهجة المحكية القريبة من قلوب المتلقين. كما قدمت فرقة المسرح القومي بدمشق بالتعاون مع فرقة أشجار السورية عرض (ليلي داخلي) وهو مقتبس عن نص (خطبة لاذعة ضد رجل جالس) لغابريل غارسيا ماركيز، ومن إعداد وإخراج وسينوغرافيا سامر محمد إسماعيل، وعن العرض قال إسماعيل: يتحدث العرض عن النخب الانتهازية التي لم تحمل مسؤولياتها الأخلاقية تجاه وطنها، وتاجرت به من أجل تحقيق مصالحها الشخصية، وتسعى لتجني الأرباح على حساب حياة الناس وأمنهم ورزقهم واستقرار بلادهم متخلية عن أي مسؤولية أخلاقية لمجتمعاتها، وتم تقديم العرض أول مرة على مسرح القباني بدمشق عام 2013، وعرض في الدورة السادسة عشرة لمهرجان قرطاج المسرحي، ومهرجان المسرح العربي بالشارقة عام 2014 إذ اعتبرته الصحف والمقالات النقدية أحد أهم العروض المسرحية العربية المعاصرة، كما شارك في مهرجان (مالمو) المسرحي بالسويد خلال شهر أيار الماضي واختارته إدارة المهرجان من بين 380 عرضا تم ترشيحها من قبل فرق مسرحية من أوروبا وآسيا وأفريقيا والوطن العربي. وقدم تجمع القباني للفنون المسرحية عرض (إيكو) من إعداد وإخراج لؤي جميل شانا وهو يعرض عدة إشكالات سلبية موجودة في المجتمع على لسان وبمنظور عدة مدرسين كقضية التدخين لدى طلاب المدارس وإشكالية الفصل بين الطلاب في دروس التربية الإسلامية والحجاب وغيرها من القضايا الأخرى، وعن العرض قال المخرج لؤي شانا: إنه يعرض لأول مرة وهو مشروع عرض حتى يتم طرحه جماهيريا. وكان الختام بعرض (كلب الآغا) لفرع نقابة الفنانين بحمص، وهو عن نص للراحل ممدوح عدوان ومن إعداد وإخراج محمود السمرة الذي قال عنه: العرض يتحدث عن النفاق الاجتماعي الموجود والذي ازداد خلال فترة الأزمة، والشعب الخانع ليس ضحية بل هو شريك بالجريمة وبكل ما يحدث. |
|